باشرت قيادة سلاح الجو الإسرائيلي، الإثنين، بإجراء محادثات لفصل جنود الاحتياط الذين وقّعوا على العريضة الاحتجاجية ضد استمرار الحرب على قطاع غزة، وأبلغوا أحد الضباط برتبة عميد في الاحتياط بإنهاء خدمته، بحسب ما أفادت صحيفة "هآرتس".
ويدعى الجيش الإسرائيلي أن من بين الموقّعين على الرسالة نحو 60 من جنود الاحتياط الذين ما زالوا في الخدمة الفعلية، بينهم سبعة طيارين. في المقابل، قال المبادرون للعريضة إن عدد الجنود الفاعلين الموقّعين أعلى من ذلك، لكنهم رفضوا الكشف عن العدد الدقيق في هذه المرحلة.
وفي بداية الشهر الجاري، أجرى كبار قادة سلاح الجو محادثات شخصية مع جنود الاحتياط الفاعلين الموقّعين، وهدّدوهم بالفصل إذا لم يسحبوا توقيعاتهم. ونتيجة لذلك، طلب نحو 25 منهم سحب توقيعاتهم، فيما أعرب آخرون عن رغبتهم بالانضمام إلى العريضة، ردًا على التهديدات.
وشملت الرسالة، التي وقّعها نحو ألف من أفراد سلاح الجو – بينهم ضباط كبار وطيارون – دعوة لوقف الحرب، معتبرين أن "إعادة الرهائن لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال اتفاق"، دون أن يدعو الموقعون إلى الامتناع عن أداء الخدمة العسكرية.
وأضافوا: "في هذه المرحلة، تخدم الحرب مصالح سياسية وشخصية، ولا ترتكز على مصالح أمنية"، مشيرين إلى أن "استمرار الحرب لن يحقق أيًا من أهدافها المعلنة، بل سيؤدي إلى مقتل رهائن وجنود ومدنيين أبرياء، وإلى إنهاك جنود الاحتياط".
وجاء في ختام الرسالة: "لن نصمت. نحن ندعو جميع المواطنين في إسرائيل إلى التحرك والمطالبة – في كل مكان وبكل وسيلة – بوقف الحرب وإعادة جميع الرهائن فورًا".
وقد أثارت هذه الرسالة موجة من العرائض الاحتجاجية المماثلة من جانب مجموعات أخرى من جنود الاحتياط. وشهدت الأيام الأخيرة نشر عرائض احتجاجية من أطباء في الاحتياط، ومقاتلين سابقين في وحدات المظليين، غولاني، سلاح المدرعات، المدفعية، الوحدات الخاصة، سلاح البحرية، و"شاييطت 13"، ومجال السايبر الهجومي، ووحدة الناطق باسم الجيش، وغيرها.
ويقوم منظمو هذه المبادرات بتحديث عدد الموقعين بشكل شبه يومي، فيما تواصل مجموعات جديدة صياغة رسائل مشابهة، موجع للقيادة السياسية والعسكرية يشككون من خلالها في جدوى الحرب المتواصلة على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.