في حديث خاص لموقع بكرا، وصفت د. صباح الأوضاع في قطاع غزة بأنها "كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، مؤكدةً أن ما يحدث هو عملية تطهير عرقي ممنهجة، تستهدف البشر والحجر بلا تمييز.
وقالت د. صباح: "ما جرى في مدرسة دار الأرقم بحي التفاح شرق مدينة غزة هو مجزرة دامية بكل المقاييس. الاحتلال ارتكب جريمة بحق أطفال أبرياء ونساء وشيوخ لجأوا إلى المدرسة طلبًا للأمان، فكانت نهايتهم تحت الركام".
وأضافت بأسى بالغ: "دماء أطفالنا ونسائنا وشبابنا تُراق في كل لحظة، وكأنها لا تعني شيئاً للعالم. لكننا نقول للعالم، وتحديدًا للأمتين العربية والإسلامية: أنتم تشاهدون ما يجري، فماذا ستقولون لرب العالمين يوم القيامة؟".
وأكدت د. صباح أن غزة، التي لا تتجاوز مساحتها 365 كيلومترًا مربعًا، والتي يسكنها قرابة مليوني نسمة، تتعرض منذ أكثر من 18 شهرًا لعدوان ممنهج يشمل القصف والتجويع والتهجير والتشريد.
"رغم الألم والمعاناة، لا نملك إلا أن نقول: الحمد لله على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، وعلى صمود شعبنا الذي لا ينكسر."
غزة تعيش يوم القيامة
وفي وصفها للمشهد الإنساني، قالت د. صباح: "تستفيق الأمهات على أصابع الغبار، يبحثن في الركام عن صوتٍ كان يضحك بالأمس، عن حكاية كانت تلتحف الليل قبل أن يغمرها صمت التراب.. غزة تعيش يوم القيامة، لا مجازاً بل حقيقة، من خلال القتل والدمار والتهجير. في المقابل، يعيش العالم يوم القيامة من نوعٍ آخر، خوفًا من الجوع والغلاء، بينما نحن نخاف من الموت بكل أشكاله."
ووجهت د. صباح صرخة للعالم أجمع، قائلة: "غزة تُباد يا عالم.. غزة تُباد يا زعماء العرب والمسلمين! إلى متى الصمت؟ إلى متى الخذلان؟"
واختتمت اللقاء بكلمات مؤلمة: "يموت الإنسان حزنًا إذا خذله أحد، فكيف بمن خذلته أمة بأكملها؟ ورغم كل شيء، ما زالت أسمى أمنيات شباب غزة اليوم أن ينالوا شرف الشهادة، لأن الحياة باتت أقسى من الموت".