تصعيد عسكري إسرائيلي في الجنوب والشمال ومقترح مصري جديد لصفقة التبادل

وأشارت وسائل اعلام عبرية الى ان التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن حماس مهتمة بالتوصل إلى اتفاق، لكنها ستطالب الوسطاء بتقديم ضمانات بشأن الانسحاب ووقف إطلاق نار طويل الأمد، يتضمن استئناف إدخال المساعدات الإنسانية.

المقترح المصري الجديد
و جاء في موقع واينت أن مصر تتحرك بنشاط كبير وتعتزم تقديم مقترح وساطة جديد يستند إلى المبادرة الأخيرة التي قدمها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، والتي تشمل الإفراج عن خمسة مختطفين أحياء، من بينهم الجندي عِدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية. في الوقت نفسه، لا تزال المفاوضات جارية بشأن صفقة تشمل إطلاق سراح جميع المختطفين الأحياء مقابل وقف الحرب.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "العربي الجديد" القطرية، طرحت مصر مقترحا لوقف إطلاق النار وأعربت عن استعدادها للتوصل إلى تفاهمات مع حماس بشأن الإفراج عن المختطفين، شريطة وجود ضمانات أمريكية لأي اتفاق يتم التوصل إليه. وأكد مصدر مصري أن المفاوضات مستمرة، وأن حماس لم تنسحب من المحادثات ولم ترفض العروض المطروحة.

وأضاف المصدر: "هناك مقترح مصري لوقف إطلاق النار مطروح على الطاولة للطرفين، ومن المتوقع أن يكون هناك دور أكبر في المفاوضات عبر إرسال وفود إلى القاهرة بهدف تسريع التوصل إلى اتفاق". كما أوضح أن المقترح المصري الأخير يطالب حماس بتقديم معلومات مفصلة عن المختطفين الأحياء، القتلى، والمصابين، بما في ذلك أدلة مصورة تدعم هذه المعلومات. كما ينص المقترح على اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار، حيث يتوقف إطلاق النار فورا، ثم يتم مناقشة جدول زمني للإفراج عن المختطفين مقابل انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة.

الوساطة الأمريكية والموقف الإسرائيل
في مقابلة مع "فوكس نيوز"، اتهم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف حماس بأنها ضللته، وأكد أن الولايات المتحدة "تقف 100% إلى جانب إسرائيل"، مشددا على أن حماس هي الطرف المعتدي. ويُعتقد أن تصريحاته جاءت لتصحيح الانطباع الذي تركه خلال مقابلة سابقة مع تاكر كارلسون، حيث بدا وكأنه يتراجع عن الموقف الأمريكي المعادي لحماس.

في تلك المقابلة، قال ويتكوف إنه أبلغ الرئيس ترامب أن حماس ليست متشددة أيديولوجيا بالكامل، ويمكنها البقاء ككيان سياسي في غزة إذا وافقت على نزع سلاحها. لكن هذا التصريح لم يُعجب المسؤولين في اسرائيل، إلى جانب ما اعتبروه "مجاملة مفرطة" لقطر من خلال وصفها بأنها وسيط عادل يسعى للاستقرار.

التصعيد العسكري الإسرائيلي والموقف الأمريكي
خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، قدم رئيس الأركان الجديد، إيال زمير، خططا لمواصلة الحصار اللوجستي على قطاع غزة وتعزيز الضغط العسكري على حماس، بهدف إطلاق سراح المختطفين وتحقيق أهداف الحرب.

وترى إسرائيل أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها لها في القتال، لكن ليس إلى أجل غير مسمى، حيث لا يزال الأمريكيون يعتقدون أن حل قضية غزة ضروري لتطبيع علاقات إسرائيل مع السعودية، ومن ثم مع لبنان وسوريا.

قبل يومين، وبعد إطلاق صواريخ على بلدة المطلة في الصباح، صرّح وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن "مصير المطلة كمصير بيروت". لكن الأمريكيين أوضحوا لاحقا أنهم يعارضون التصعيد وطلبوا من إسرائيل عدم مهاجمة بيروت.

تعزيز القوات واستمرار العمليات
في غضون ذلك، تواصل إسرائيل تعزيز قواتها في الجنوب ومهاجمة أهداف جوية، حيث تم اغتيال رئيس حكومة حماس، إسماعيل برهوم، بعد خمسة أيام من اغتيال سلفه، عصام الدعليس. ونشر الجيش الإسرائيلي صورا لدبابات ومدرعات متوجهة إلى الجنوب، وأشار إلى أن الفرقة 36 بدأت بالاستعداد للعمليات في هذه الجبهة، بعد أشهر من العمل في الشمال. وبذلك، انضمت أكبر فرقة مدرعة في الجيش الإسرائيلي إلى فرقتي غزة و252، اللتين تعملان بالفعل في الجنوب.

ووفقا لتقرير نشرته "واشنطن بوست"، فإن مسؤولين مطلعين على خطط الجيش الإسرائيلي في غزة أشاروا إلى أن "الغزو الكامل واحتلال غزة سيتطلبان ما يصل إلى خمس فرق عسكرية، وأن قوات الجيش قد تواجه ضغطا كبيرا"، خاصة في ظل ازدياد شكوك جنود الاحتياط بشأن حرب طويلة الأمد بلا نهاية واضحة.

الاتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة
أمس، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، محادثة مع وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو. وأفاد مكتب رئيس الوزراء بأنهما ناقشا التطورات الإقليمية، بما في ذلك قضية المختطفين واستئناف العمليات العسكرية في غزة، حيث أعرب روبيو عن الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل وسياستها.

وفي بيان أمريكي رسمي، جاء أن وزير الخارجية تحدث مع نتنياهو "لتأكيد دعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل"، كما ناقش العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة والجهود المبذولة لإطلاق سراح المختطفين . وأضاف البيان أن روبيو شدد على التزام الولايات المتحدة بضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، من خلال عمليات عسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

مصدر الصورة (Photo by Houssam Shbaro/Anadolu via Getty Images)

مصدر الصورة (Photo by Ali Jadallah/Anadolu via Getty Images)