مواكبة لجريمة القتل التي حصلت في طمرة يوم امس، والتي راح ضحيتها الشاب جواد ياسين، تحدث السيد عامر ياسين والد المغدور عن هذه الفاجعة التي المّت بالعائلة. فقال:
"هذه جريمة نكراء لا يقبلها عقل ولا إنسان، لا بشر ولا حجر ولا حيوان، فلا أحد يمكنه أن يتقبل هذه الأفعال. ولكن، للأسف الشديد، الجريمة تتفشى في مجتمعنا العربي بشكل مؤلم وقاسي، وتزداد يومًا بعد يوم. والنتيجة أن الأبرياء هم من يدفعون الثمن. هؤلاء الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالمشاكل ولا يمكن أن يكونوا طرفًا في أي صراع قد يؤدي إلى القتل".
وأضاف: لقد قال الله تعالى: "ومن قتل نفسًا بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا". الحمد لله على قضاء الله وقدره في الموت، ولكن هذا الفعل إجرامي بامتياز، والفاعل مجرم بلا شك. كيف يمكن لقلب أن يرتكب جريمة بحق طفل في السابعة عشرة من عمره، بريء لا علاقة له بالجريمة؟ كان شابًا هادئًا، طالبًا في مدرسة، يقضي وقته بين دراسته واهتماماته البسيطة".
وتابع: "في يوم الخميس، كان قد ذهب في رحلة مدرسية إلى جامعة تل أبيب، وعاد إلى المنزل سعيدًا بعد قضاء وقت جيد. للأسف، لم يكن يعلم أن الموت سيكون في انتظاره. كان يحلم بالتعلم والنمو، ولم يكن قد حدد مسارًا معينًا بعد، لكن كان أمامه مجال كبير لاكتشاف العديد من الفرص. للأسف، المجرمون خطفوه منا وقتلوه بدم بارد، دون سبب، في جريمة غادرة".
آخر حديث
وحول آخر حديث قال: "آخر حديث بيننا كان في الصباح، حيث تجمعنا جميعًا على مائدة الغداء. طلبنا منه أن يخرج من المنزل قليلًا، فهو عادة ما يبقى في البيت، إلا أنه استجاب وخرج. كان قد رافق إخوته إلى مكان ما، وعندما عاد، حصل ما حصل. خطفه المجرمون منّا وقتلوه بطريقة وحشية، دون مبرر".
وأكمل: "كان جواد، رحمه الله، روح قلبنا، عيوننا، وأغلى ما لدينا. كان شابًا هادئًا، خلوقًا ومهذبًا، لا يخرج من البيت إلا للمدرسة أو للعمل. نشأ على القيم العالية وتربى على العزة والكرامة والاحترام. ولكنه للأسف أصبح ضحية لجريمة طالت كل بيت. لم يعد هناك أمان لا لعائلة طيبة ولا لأي عائلة أخرى".
وأوضح كذلك: "أما المسؤولية عن تفشي هذه الجرائم، فنحملها أولًا إلى شبابنا الطائشين الذين لا يدركون عواقب أفعالهم. نوجه لهم رسالة بأن يتوقفوا عن ارتكاب هذه الجرائم، فقتل النفس بغير حق من أعظم الكبائر، وعقوبته عند الله شديدة. للأسف، هؤلاء الشباب لا يدركون خطورة أفعالهم، ويعيشون في غشاوة وغياب عن الوعي، إلى أن وصلنا إلى هذا الوضع المأساوي".
واختتم حديثه قائلًا: "طمره ليست بخير، والجريمة قد طالت كل بيت. نسأل الله الرحمة لجواد وأن يعم السلام في مجتمعنا".