شهدت مدينة كفر قرع حدثًا ثقافيًا استثنائيًا من الطراز الاول مساء أمس، حيث تم تدشين القصر الثقافي القرعاوي الجديد وسط حضور رسمي وجماهيري واسع وحضور قرعاوي وقطري ملفت وبارز بمشاركة شخصيات جماهيرية من رؤساء بلديات ومجالس محلية، اعضاء كنيست ومندوبين عن الجمعيات الحقوقية للاقلية العربية الفلسطينية في البلاد، الى جانب اعضاء البلدية الذين كانوا في استقبال جمهور حفل التدشين.
مصدر الصورة
انطلقت مراسيم وطقوس التدشين من خلال مشاركة رئيس البلدية المحامي فراس احمد بدحي والرؤساء الضيوف، اعضاء الكنيست وممثلو الاحزاب بإزاحة الستار عن اسم المشروع وسط اجواء من الفرحة والانفعال والحماس، لينتقل المشاركون الى قص الشريط والانطلاق نحو بداية المهرجان في قاعة القصر الثقافي الذي يشمل 539 مقعدا ومُعداً باحدث واروع تقنيات الصوت والاضاءة. تجدر الاشارة الى ان القصر الثقافي تم تمويله من ميزانيات تم تجنيدها من وزارة البناء والاسكان، وزارة الداخلية ومفعال هبايس بتكلفة تصل زهاء ال 22 مليون شاقل.
وقد لاقى مهرجان التدشين نجاحاً باهراً بفقراته الملتزمة ومضامينه الراقية التي تم اختيارها بعناية فائقة لتتلاءم مع رقي فكرة انطلاقة القصر الثقاقي الذي يعتبر منارة لامعة ومشرقة في الحياة الثقافية لكفر قرع والمنطقة نظرًا لما يمثله من نقلة نوعية في دعم الحراك الثقافي والابداعي في كفر قرع ومنطقة وادي عارة وتعزيز غزارة الانتاج والاستهلاك الثقافي على النحو المرجو.
افتتحت مهرجان التدشين السيدة مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في البلدية والتي تولت عرافة الحفل ببراعة أخاذة ولافتة لاقت استحسان الجمهور واعجابهم، لتؤكد في كلمتها التي شملت تحية للجمهور المحلي والقطري بأن القصر الثقافي هو درة التاج والجوهرة في جبين انجازات مدينة كفر قرع، مشيدة بالمسيرة العريضة ومشوار الحراك الثقافي الابداعي القرعاوي الذي كان مغزولا بالقضايا المجتمعية وعلى رأسها القضية الوطنية لابناء شعبنا وتجذير الذاكرة الفلسطينية الجمعية، مؤكدة في صلب مقدمتها ان مسؤوليتتا هي جعل زئير الثقافة يعلو وينتصر على نباح الجريمة والعنف الذي نأبى ان نجعله جزءً من المشهد الحياتي في بلداتنا العربية، رافضين الاستسلام لليأس الممنهج والمرجو من مؤامرة استفحال الجريمة.
مصدر الصورة
ثم قدم الشيخ ابراهيم زرعيني ابن المدينة ايات عطرة من الذكر الحكيم ليبارك هذا الصرح منفعةً ورفعةً لسكان مدينة كفر قرع.
ومن ثم اعتلى المسرح شخصيات سياسية في الكنيست ومن كافة الاحزاب العربية، اللجنة القطرية ورؤساء السلطات المحلية الضيوف مهنئين ومباركين لمدينة كفر قرع هذا الصرح العظيم مؤكدين انه يعتبر علامة فارقة لتعزيز الهوية الثقافية لدى المواهب الواعدة وخلق نهج حياة ثقافي يليق برفاهية المواطن القرعاوي نحو مأسسة الحوار الابداعي المرجو لابناء شعبنا، مع التاكيد الصريح على تميز مدينة كفر قرع وتربعها على طليعة الطليعة في كافة الميادين وعلى رأسها الميدان الاكاديمي بشهادة الضيوف الاعزاء.
ومن ثم اعتلى مسرح القصر الثقافي القرعاوي المحامي فراس احمد بدحي رئيس بلدية كفر قرع الذي اكد خلال كلمته العميقة بتجسيد دور الثقافة ببناء المجتمعات والتصدي للجريمة الممنهجة التي تفتك بمجتمعنا، والضرورة الملحة من وراء اقامة صرح عظيم كالقصر الثقافي، مؤكدا ان مدينة كفر قرع لا تحتفل فقط بافتتاح مبنى جديد، بل تشهد ولادة منارة ثقافية ستضيء سماء البلدة بالفكر والفن والإبداع مع الاشارة الى إن القصر الثقافي ليس مجرد قاعة بل هو نبض جديد في شرايين مدينتنا، يبعث الحياة في أحلام شبابنا، ويحتضن أفكارهم ليحولها إلى واقع مشرق، اذ سيشكل القصر مسرحًا للأفكار المميزة، ومنصة للأصوات الحرة، وحاضنة ودفيئة للمواهب الصاعدة. لتولد رؤى جديدة تُثري مجتمعنا وترتقي بمدينتنا.
كما اكد رئيس البلدية المحامي بدحي ايمانه الاكيد أن الثقافة ليست رفاهية، بل ضرورة، وأن المجتمع الذي يقرأ، ويكتب، ويرسم، ويغني هو مجتمع لا يُهزم. ولهذا، فإن هذا القصر لن يكون مجرد مكان للفعاليات، بل سيكون ورشة دائمة لصناعة الفكر، ومختبرًا للإبداع، وبيتًا لكل من يحمل حلمًا ويريد أن يحوله إلى واقع الامر الذي يتحد مع اجندته ورؤياه لتعزيز الشبيبة والشباب واحتضانهم. كل هذا نحو جعل كفر قرع عاصمة للابداع والتصدي السليم والناجع لظاهرتي العنف والجريمة.
ومن على منبر القصر الثقافي وجه رئيس البلدية المحامي فراس احمد بدحي نداء صادقا لكافة الاحزاب بضرورة الوحدة في قائمة واحدة، مؤكدا ان هذا مطلب صارخ وواضح للجماهير في الشارع في ظل حالة التشرذم التي تشهدها البلاد والتأثر بانعكاسات الحرب الاخيرة وحربنا الرئيسية مع الاغتيالات والتصفيات التي تفتك بمجتمعنا، وهي حقائق تستوجب منا التغاضي عن الاختلافات نحو تعزيز الوحدة والوقوف معا لخير ومصلحة الاقلية العربية الفلسطينية في البلاد.
تضمن حفل التدشين مونولوجا قصيرا مميزا قدمه الفنان ابن كفر قرع عبيدة زيد لجمهور الحضور.
ولمدة ساعة ونصف عاش الجمهور اروع الاوقات مع ابداعات فرقة سراج الفنية بقيادة المايسترو سامر بشارة والتي افلحت بامتياز بزرع الفرحة في قلوب الحاضرين واشعال الحماس بين صفوف المشاركين في القاعة من خلال باقة مميزة من الاغاني التراثية والوطنية المختارة، لتعيش كفر قرع ليلة حفرت في عقل الدهر القرعاوي بنجاحها وعمق المضامين التي تم تمريرها للحضور لتكون فاتحة وانطلاقة لوابل قريب من الفعاليات الثقافية الراقية والمدروسة التي تتماشى مع ثوابت مجتمعنا المجتمعية والاخلاقية.
اعرب المشاركون عن سعادتهم الفائقة بهذه القفزة النوعية في الرؤيا الثقافية للمدينة من خلال هذا الصرح الثقافي العظيم نورا وفكرا وخيرا لكل مواطني كفر قرع شيبا وشبابا.
في نهاية العرض اعلنت مديرة قسم الثقافة في البلدية عن سلسلة من الفعاليات القادمة بعد شهر رمضان الفضيل، والتي ستجعل من القصر مركزًا نابضًا بالحياة الفكرية والفنية خلال برنامج نيسان الثقافة.
كما ووجه رئيس البلدية المحامي فراس احمد بدحي شكره العميق للمشاركين وللجمهور القرعاوي على حضورهم البهي للحفل ولقسم الهندسه وموظفي البلدية على مواكبتهم اتمام بناء القصر الثقافي وجهود الموظفين الجبارة لاتمام التجهيزات للحفل، كما وقدم شكره للسيد هيثم زحالقة نائب رئيس البلدية على تنظيم واخراج مهرجان التدشين الى النور بأبهى حلة تليق بمدينة كفر قرع الابية الشامخة والسيدة مها زحالقة مصالحة على عرافة الحفل ليكون القصر الثقافي صرحًا يجمع بين عبق التراث وآفاق المستقبل ودفيئة لانتاج الثقافة.
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة