آخر الأخبار

الكاتب رامي أيغرا: علينا استبدال السنوار في غزة بأنفسنا

شارك الخبر
مصدر الصورة

غادر السنوار عالمنا. وتركنا مع الواقع الجديد والسؤال: إلى أين نتجّه، ومتى سنعيد أخواتنا وإخوتنا المخطوفين في غزة.

 

اغتالت إسرائيل عدداً كبيراً من قيادات "حماس" على مدار أجيال، بدءاً بمؤسس الحركة أحمد ياسين، مروراً بالرنتيسي، ووصولاً إلى أحمد الجعبري وإسماعيل هنية، وغيرهم. وعلى الرغم من موت القائد، فإن حركة "حماس" استمرت في العمل، وفي خططها لإلغاء إسرائيل. وكانت الحركة تنجح بين الفينة والأُخرى في إبراز قائد أكثر تشدداً ممن سبقه.

 

وعلى الرغم من ذلك، فإن قيادة السنوار لا تزال مختلفة عن جميع سابقاتها. 

غزة اليوم في مكان آخر، و"حماس" ليست الحركة نفسها مثلما كانت عليه. لقد حوّل السابع من تشرين الأول/أكتوبر السنوار إلى قائد جهادي تاريخي، وحرب "السيوف الحديدة" غيّرت وجه غزة وحركة "حماس". وفي هذا السياق، يجب التذكير بأن "حماس" حركة دينية - "متطرفة" وشعبية، حازت دعم المجتمع في غزة، في أغلبيته.

 

واقع جديد في القطاع ؟

في ظل هذا الواقع الجديد، نقف أمام مفترق طرق، يوجد فيه عدد من الخيارات للمستقبل. الخيار الأبسط من بين هذه الخيارات هو أنه لم يتغير شيء، في نظر "حماس"، ومثلما كانت عليه الحال بعد مقتل أحمد ياسين، ستكون الحال غداً- ببساطة، سيظهر في "حماس" قائد جديد سيستمر في القتال وإدارة مفاوضات عنيدة من دون أن يتنازل.

ومن المهم في هذا السياق الإشارة إلى أن الرواية السائدة في المجتمع الإسرائيلي، أنه كان هناك صفقة على الطاولة أضاعها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في نيسان/أبريل، هي ليست رواية دقيقة. منذ بداية الطريق، وحتى اليوم، هناك نقطة قاتلة في المفاوضات بشأن الرهائن، وهي استمرار وجود "حماس" كسلطة حُكم تسيطر على غزة. هذه السلطة تريد العودة إلى مسارها، كأن السابع من تشرين الأول/أكتوبر لم يكن، وهي تلقّت ضربة، لكنها الآن، ستعود إلى تجهيز نفسها للسابع من تشرين الأول/أكتوبر القادم، وذلك التزاماً بـ"صوابية طريقها" التي تسعى لإبادة إسرائيل.

 

الخيار الثاني هو أنه بسبب الأزمة والدمار في غزة، فإن موت السنوار دفع الجمهور في غزة إلى التشكيك في "عدالة الطريق"، وأننا الآن، سنشهد تفكّك سلطة "حماس" في القطاع. من هنا، فإن مناشدة رئيس الحكومة الذين يحتجزون المخطوفين، واقتراحه أن يقدم لهم حصانة ومقابلاً مادياً،  يمكن أن يدفعا عائلات البعض منهم إلى التقدم من قواتنا مع مقترحات لصفقات.

 

أمّا الخيار الثالث، فهو أن تقوم "حماس" في الخارج، وهي معروفة بأنها أكثر قدرةً على تقديم التنازلات من "حماس" غزة، باستعادة السيطرة على الحركة في غزة، وتكون على استعداد صادق لحوار يساعد المجتمع في غزة، ويقود أيضاً إلى تحرير المخطوفين، وإنهاء المرحلة الحالية من تاريخ غزة.

 

فلسطينيون يديرون فلسطينيين

يواجه المجتمع الإسرائيلي صعوبة في فهم حقيقة أن السلطة المدنية التابعة لـ"حماس" في غزة لا تزال فعالة بالكامل، وأن المجتمع الغزي يعتمد عليها حياتياً، إلى جانب الخوف من قوتها، وأيضاً تأثيرها. الحل الحقيقي كان ولا يزال يتمثل في سلطة مدنية بديلة في قطاع غزة، وإدارة تُبنى بالتعاون مع الجيش، وتسمح بإدارة جديدة لتسيير الحياة المدنية في غزة، بدءاً بتوزيع المساعدات، مروراً بتعيين أفراد الشرطة، ووصولاً إلى مياه الصرف الصحي.

الحكومة الأكثر يمينيةً في تاريخ إسرائيل غير مستعدة لفهم حقيقة أنه لا يوجد حل سوى السلطة الفلسطينية المستقلة، وأننا أمام فرصة لبنائها في غزة. يحلم المجتمع اليميني بواقع يهاجر فيه الفلسطينيون، أو يسمح العالم لإسرائيل بأن تكون دولة فيها مواطنون درجة ثانية، وهذا لن يحدث، ويجب أن نتخلص من هذه الأفكار.

البديل من بناء سلطة فلسطينية بديلة تتحمل مسؤولية سكان قطاع غزة، هو العودة إلى يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر، حيث كانت "حماس" لا تزال تسيطر، وتحلم بإبادة إسرائيل.

المصدر قناة N12

المؤلف رامي ايغرا

انتهى المقال

وازكام المصدر: وازكام
شارك الخبر

إقرأ أيضا