آخر الأخبار

السودان: هل تؤثر العقوبات المفروضة على قادة الدعم السريع في مسار الحرب؟

شارك
مصدر الصورة

أعلنت المملكة المتحدة، الجمعة 12 من ديسمبر/كانون الأول 2025، عن فرض عقوبات بحق أربعة من قادة قوات الدعم السريع، في خطوة تهدف إلى زيادة الضغط الدولي لإنهاء الحرب في السودان.

وضمت قائمة الأفراد المفروض عليهم العقوبات كل من: عبد الرحمن حمدان دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع وشقيق قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي)؛ جدو حمدان أحمد، قائد قوات الدعم السريع في قطاع شمال دارفور؛ الفاتح عبد الله إدريس، عميد في قوات الدعم السريع؛ وتيجاني إبراهيم موسى محمد، قائد ميداني لقوات الدعم السريع.

وتشمل العقوبات المفروضة تجميد أصول الأفراد ومنع سفرهم أو دخولهم إلى المملكة المتحدة.

وقالت الحكومة البريطانية في بيان: "فرض عقوبات على قيادات قوات الدعم السريع الذين يُشتبه بضلوعهم في أعمال القتل الجماعي والعنف الجنسي في الفاشر يرسل رسالة واضحة بأن كل من يرتكب فظائع سوف يُحاسَب عن أفعاله".

وأضافت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، أن الحكومة البريطانية "تدرس إمكانية فرض المزيد من العقوبات كجزء من جهودنا لإنهاء الإفلات من العقاب وإثبات أن مرتكبي الفظائع يخضعون للمساءلة".

وتطالب لندن كافة أطراف الصراع، بمن فيهم الجيش السوداني، بضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولي.

وتعهدت المملكة المتحدة بتقديم حزمة دعم عاجلة بقيمة 21 مليون جنيه إسترليني إلى المجتمعات المعرضة للخطر، ولتوفير الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية والحماية للنساء والأطفال في المناطق الأكثر تضررا من العنف.

"ليست العقوبات الأولى"

وليست هذه المرة الأولى التي تُفرض فيها عقوبات غربية على أطراف الصراع في السودان.

إذ فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، في يناير/كانون الثاني 2025، عقوبات على كل من قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو.

كذلك أجازت واشنطن، الثلاثاء 9 من ديسمبر/كانون الأول، عقوبات على ما وصفتها بشبكة عابرة للحدود تُجند عسكريين كولومبيين سابقين وتدرب جنودا بينهم أطفال للقتال في صفوف قوات الدعم السريع.

وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنه "منذ عام 2024 على الأقل، سافر المئات من العسكريين الكولومبيين السابقين إلى السودان للقتال إلى جانب قوات الدعم السريع".

ودعا وزير الخارجية الأمريكية، مارك روبيو، الشهر الماضي، إلى وقف تقديم الدعم والسلاح إلى قوات الدعم السريع.

كذلك فرض الاتحاد الأوروبي، في نوفمبر/تشرين الثاني، عقوبات على نائب قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحمن حمدان دقلو.

وشملت عقوبات واشنطن وبروكسل تجميد أصول ومنح الدخول إلى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.

كما فرضت لجنة تابعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات، في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، على اثنين من قادة قوات الدعم السريع، على خلفية اتهامات تتعلق بـ "انتهاك حقوق الإنسان".

في المقابل، تنفي قوات الدعم السريع ارتكاب عناصرها أي جرائم بشكل ممنهج. وأضافت في بيان، السبت 13 من ديسمبر/كانون 2025، أن اتهامها بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين "لا يعدو كونه روايات مختلقة ومتكررة، تُروَّج بدوافع سياسية معروفة، في محاولات يائسة للنيل من سمعة قواتنا".

وتُشدد قوات الدعم السريع على "التزامها الكامل بحماية المدنيين والحفاظ على أمنهم وسلامتهم".

وقالت بعثة للأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان، في تقرير لها في سبتمبر/أيلول 2025، إن قوات الدعم السريع "ارتكبت جرائم متعددة ضد الإنسانية خلال حصارها لمدينة الفاشر في إقليم دارفور".

وأشار رئيس البعثة، محمد شاندي عثمان، إلى أن عناصر قوات الدعم السريع اقترفت "عمليات قتل وعنف جنسي وعنف قائم على أساس النوع ونهب وتدمير لسبل العيش على نطاق واسع ووصلت في بعض الأحيان إلى حد الاضطهاد والإبادة".

وتمكنت قوات الدعم السريع من دخول مدينة الفاشر، أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2025، بعد معارك عنيفة وحصار استمر لأكثر من عام.

"وضع إنساني صعب للغاية"

ويعيش السودان أكبر أزمة نزوح في العالم بعد أن اضطر أكثر من 11 مليون شخص للفرار من ديارهم منذ اندلاع الحرب، منهم ما يقرب من 3 ملايين شخص عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى انتشار سريع لأمراض الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة الألمانية، نتيجة انهيار البنية التحتية، مع توقف عمل الأنظمة الصحية الحيوية وشبكات المواصلات وأنظمة المياه والصرف الصحي وخطوط الإمداد والإنتاج الزراعي.

وتطالب الأمم المتحدة طرفي الصراع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بضرورة وقف الأعمال القتالية والتوافق على هدنة إنسانية لخلق فرص للحوار ودخول المساعدات الإنسانية.

ولا يمكن التحقق بدقة من أعداد القتلى في السودان، لكن تشير تقديرات بعض المنظمات الإنسانية مثل "لجنة الإنقاذ الدولية"، (وهي منظمة غير حكومية أمريكية)، إلى أن عدد القتلى قد يتجاوز حاجز 150 ألف قتيل.

برأيكم،


* كيف ترون العقوبات الدولية والغربية المفروضة على قوات الدعم السريع؟
* ما هدف العقوبات المفروضة بحق قادة قوات الدعم السريع؟
* هل تستهدف العقوبات مصادر القوة الحقيقية أم تقتصر على معاقبة أفراد؟ ولماذا؟
* هل تكفي العقوبات وحدها لإنهاء النزاعات أم تحتاج لمسار سياسي موازٍ؟
* وكيف ترون مستقبل السودان في ظل الصراع الدموي المستمر منذ سنوات؟

نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 15 ديسمبر/كانون الأول.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا .

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا