لاتزال الأحداث في محافظة السويداء تُلقي بظلالها على مواقع التواصل الاجتماعي، آخرها مقتل أحد شيوخ الدروز في سوريا ماهر فلحوط، الذي أفادت مصادر محلية في السويداء بأنه اُعتقل من قبل ما يعرف بـ "الحرس الوطني"، التابع لشيخ العقل حكمت الهجري، بتهمة التعاون مع الحكومة السورية.
وذكرت المصادر أن جثمان فلحوط نقل إلى مستشفى السويداء الوطني، وسط أنباء عن تعرضه للتعذيب، في واقعة أثارت موجة من الاستياء الشعبي ومخاوف من تصاعد الممارسات القمعية.
وقد علق بعض المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي، داعين إلى نشر السلم الأهلي داخل المجتمع السوري.
بينما أعرب آخرون عن خوفهم من انتشار أعمال العنف والقتل ودعا مالك مُهيب، إلى التعايش المجتمعي وسط مختلف الطوائف في سوريا.
وتزامنت هذه التطورات مع مقتل الشيخ رائد المتني، الذي كان قد اُعتقل قبل يومين من قبل المجموعة ذاتها، بالتهمة نفسها وهي التواصل مع دمشق. ووصل جثمان المتني إلى المستشفى وعلى جسده آثار تعذيب واضحة، وفق ما نقلته مصادر إعلام سورية.
وقد دعا سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى تغليب صوت العقل والحكمة حتى لا تغرق البلاد في حرب أهلية دموية.
وقد استنكر عقبة سعدي، مقتل الشيخ رائد المتني وماهر فلحوط ووصْفهم بـ "الخونة"، معتبراً أن "تسمية بعض الأشخاص بالخونة يتم وفقاً لأهواء شخصية بحسبه".
في غضون ذلك، أعلن طلال عامر، المتحدث باسم ما يعرف بـ " الحرس الوطني" في محافظة السويداء عن إحباط مخطط أمني لتنفيذ اغتيالات في المحافظة، وتحدث عن وفاة شخصين متورطين من المعتقلين، لكنه لم يسمهما.
إذ قال عامر" فيما يتعلق بوفاة اثنين من المعتقلين، فقد أثبتت تقارير الطب الشرعي، ناجمة عن تناوله جرعة كبيرة من دوائه المخصص لارتفاع ضغط الدم، والثانية إثر نوبة قلبية ولا علاقة لوفاتهما بظروف التوقيف".
وبينما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن مقتل الشيخ ماهر فلحوط، علق مغردون على البيان الذي ألقاه المتحدث باسم ما يعرف بـ "الحرس الوطني" في محافظة السويداء، وتحدثوا عن كونه كان ضابطاً سابقاً في الجيش العربي السوري.
والحرس الوطني هو تشكيل محلي أعلن عن تأسيسه في محافظة السويداء، جنوبي سوريا في أغسطس/أب 2025 بعد اندماج عشرات المجموعات المسلحة التي كانت تعمل بشكل منفصل داخل المحافظة، ويقدم التشكيل نفسه كقوة محلية هدفها حماية السويداء وتنظيم السلاح ومساندة المجتمع، ويضم مقاتلين من فصائل متعددة، إضافة إلى ضباط سابقين في الجيش السوري.
كما أنه يتبع في مرجعيته الروحية لزعيم الطائفة الدرزية في سوريا شيخ عقل، حكمت الهجري.
وكان مدير الأمن في السويداء سليمان عبد الباقي، قد أدان قتل وتعذيب وتشويه جثة الشيخين رائد المتني وماهر فلحوط، واصفاً ما حدث بأنه "عمل إرهابي بكل ما تعنيه الكلمة".
وشدد عبد الباقي على عدم صحة ما يروج له على وسائل التواصل الاجتماعي من ادعاءات بأن المتني وفلحوط كانا يخططان لإدخال متفجرات إلى المحافظة، لافتاً إلى أن هذه الادعاءات ماهي إلا محاولة لتبرير الجريمة.
وتشهد السويداء في الفترة الأخيرة توترا متصاعدا بين مجموعات محلية ذات توجهات مختلفة، في ظل تنامي دور الفصائل المسلحة.
وبحسب ما تداولته وسائل إعلام محلية، أقدم عناصر من الحرس الوطني في السويداء، يوم السبت 29 نوفمبر/تشرين الثاني، على اعتقال عدد من الأشخاص من بينهم، الشيخ رائد المتني والاعتداء عليه، بالإضافة إلى اقتحام منزل مدير الأمن في المحافظة سليمان عبد الباقي حسبما أظهرت مقاطع مصورة تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة