آخر الأخبار

أهداف جولة أردوغان الخليجية

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

أنقرة – في أول تحرك دبلوماسي رفيع له منذ سريان وقف إطلاق النار في غزة ، استهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، اليوم الثلاثاء، جولة خليجية تشمل الكويت وقطر وسلطنة عُمان، وتستمر حتى الخميس المقبل.

وتأتي بدعوة من قادة الدول الثلاث في توقيت بالغ الحساسية إقليميا، حيث تسعى أنقرة إلى إعادة التموضع دبلوماسيا وتعزيز حضورها في ملفات المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

ووفق بيان رسمي لدائرة الاتصال في الرئاسة التركية، تتضمن الجولة تقييما شاملا للعلاقات الثنائية وبحث سبل تطويرها، إلى جانب توقيع عدد من الاتفاقيات الإستراتيجية التي تعكس طموح أنقرة لتعميق التعاون مع شركائها الخليجيين.

مصدر الصورة أردوغان وصل الكويت المحطة الأولى لجولته التي تشمل قطر وسلطنة عمان (الأناضول)

دبلوماسية إنسانية

يتصدر الملف الفلسطيني، وعلى رأسه غزة، جدول أعمال جولة أردوغان في الخليج، وسط تحرك دبلوماسي مكثف من أنقرة لتثبيت وقف إطلاق النار الهش والعمل على إطلاق جهود فاعلة لإعادة إعمار القطاع.

ووفق مصادر تركية، سيبحث أردوغان خلال لقاءاته آليات تعزيز المساعدات الإنسانية، إلى جانب طرح مقترح لتشكيل فريق عمل دولي يضمن استدامة التهدئة ويؤسس لمرحلة ما بعد الحرب، لا سيما بالتنسيق مع قطر التي حافظت على تناغم وثيق مع أنقرة منذ اندلاع المواجهات.

وكان أردوغان قد أكد أن بلاده "تتحرك من أجل تحويل اتفاق وقف إطلاق النار إلى خطوة أولى نحو سلام دائم"، كما حذر من مغبة تكرار الانتهاكات الإسرائيلية، مشددا على أن تركيا تتابع الوضع على الأرض بـ"أقصى درجات الحذر واليقظة"، نظرا لما وصفه بـ"السجل السيئ" لإسرائيل في احترام الالتزامات.

بينما أعلنت أنقرة استعدادها للمشاركة في أي مهمة دولية تكلف بإعادة الإعمار أو حفظ السلام، أقدمت على تجميد التجارة مع تل أبيب احتجاجا على استمرار الحصار والعمليات العسكرية في القطاع.

مصدر الصورة حجم التبادل التجاري بين تركيا والكويت بلغ نحو 720 مليون دولار خلال عام 2024 (الأناضول)

يولي أردوغان أهمية كبيرة لتعزيز التعاون الثنائي مع كل من الكويت وقطر و سلطنة عُمان ، في إطار مسعى أوسع لتوسيع نفوذ أنقرة السياسي والاقتصادي في المنطقة، وتُعد الجولة فرصة لتوقيع حزمة من الاتفاقيات الإستراتيجية، تشمل مجالات الطاقة، والدفاع، والاستثمار، والبنية التحتية، وفق ما أعلنته مصادر رسمية تركية.

إعلان

ومن المنتظر توقيع بروتوكولات تعاون في قطاعات الدفاع والطاقة والمشاريع الإنشائية الكبرى، في الكويت، استكمالا لمسار التعاون الذي تعزز خلال زيارة أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى أنقرة العام الماضي، والتي أسفرت عن توقيع 6 اتفاقيات في مجالات متعددة، من الدفاع إلى الدبلوماسية والثقافة.

وتعتبر الكويت شريكا خليجيا بارزا لتركيا، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 720 مليون دولار خلال عام 2024، وسط تطلعات لمضاعفة هذا الرقم في ظل الزخم المتصاعد في العلاقات الاقتصادية. كما يشهد التعاون الدفاعي بين الجانبين نموا متسارعا، مدفوعا بتكثيف الزيارات المتبادلة بين قيادات الجيش وممثلي الصناعات العسكرية.

شراكة موثوقة

أما في قطر، فسيعقد أردوغان لقاء رسميا مع الأمير الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني ، ويترأسان معا الدورة الـ11 للجنة الإستراتيجية العليا التركية-القطرية في الدوحة. ومن المتوقع أن تُفضي هذه الاجتماعات إلى توقيع اتفاقيات جديدة تعزز التعاون في قطاعات الدفاع والتجارة والاستثمار والتعليم العالي.

وفي سلطنة عُمان، يسعى الجانبان إلى البناء على الزخم الذي أفرزته زيارة الدولة التي قام بها السلطان هيثم بن طارق إلى تركيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي شهدت توقيع مجموعة من الاتفاقيات في مجالي الاقتصاد والثقافة.

يقول المحلل السياسي محمود علوش إن العلاقات بين تركيا وهذه الدول الثلاث تتمتع بطابع مميز مقارنة بدول الخليج الأخرى، مشيرا إلى أن جولة أردوغان الحالية تعكس هذا التميز، وتعبّر عن مستوى الثقة المتبادل بين الجانبين.

وأوضح للجزيرة نت أن التفاعلات السياسية والاقتصادية بين أنقرة ودول الخليج اكتسبت زخما كبيرا منذ مطلع العقد الحالي، إذ تقدم تركيا نفسها اليوم بوصفها شريكا إقليميا موثوقا في لحظة تحول عميقة تعيد رسم الجغرافيا السياسية للمنطقة.

وسيستغل أردوغان الجولة -وفق علوش- لتأكيد أن تركيا شريك يمكن الاعتماد عليه في حماية مصالح الخليج وتعزيز استقراره، إلى جانب السعي لتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري من خلال اتفاقيات جديدة تدعم التكامل بين الطرفين.

وفيما يتعلق بملف غزة، أكد أن أنقرة تعول على الدور الخليجي في تمويل عملية إعادة الإعمار، معتبرا أن ذلك يمثل أهمية كبرى لها، لأنها تطمح إلى لعب دور محوري في ترتيبات ما بعد الحرب، وتوقع أن يدعو أردوغان القادة الخليجيين إلى المشاركة الفاعلة في هذا الجهد، باعتباره مدخلا لتكامل الأدوار بين تركيا والخليج في إدارة المرحلة المقبلة.

مقاربة شاملة

من جانبه، يرى الأكاديمي والمحلل السياسي مصطفى يتيم أن تركيا وضعت سياستها تجاه الخليج على أرضية أكثر شمولا بعد اتفاق العلا عام 2021 وما تلاه من عمليات تطبيع متعددة الأبعاد، الأمر الذي أتاح لها بناء علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف رغم التباينات في مواقفهم من حرب غزة.

وأضاف الأكاديمي أن موقف الكويت وقطر وسلطنة عُمان من العدوان الإسرائيلي أقرب إلى الموقف التركي، "لا سيما الكويت ذات الموقف التاريخي المناهض لإسرائيل، وقطر التي استضافت شخصيات قيادية من حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ). أما السلطنة، فتمثل حالة خاصة بحكم علاقاتها الإيجابية مع كل من إيران و الحوثيين ، ما يجعلها أكثر انزعاجا من تصعيد إسرائيل في الإقليم".

إعلان

وحسب يتيم، فإن أحد الدوافع الأساسية وراء جولة أردوغان الخليجية هو التعامل مع حالة عدم اليقين الإقليمي التي تسببت بها إسرائيل عبر توسيع دائرة الصراع. ويرى أن مكانة تركيا كدولة متزنة وفاعلة في تحقيق الاستقرار الإقليمي باتت تزداد داخل منظومة الخليج.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا