آخر الأخبار

رسائل داخلية لإسرائيل.. ما دلالات خطاب السيسي في قمة الدوحة؟

شارك
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

حملت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة، الإثنين، العديد من الرسائل خاصة للداخل الإسرائيلي محذرا إياهم من مغبة التوسع العسكري الراهن على مستقبل اتفاقيات السلام في المنطقة.

ووجه الرئيس المصري في كلمته رسالة إلى الداخل الإسرائيلي قال فيها: "إن ما يجرى حاليا يقوّض مستقبل السلام ويهدد أمنكم وأمن جميع شعوب المنطقة، ويضع العراقيل أمام أي فرص لأية اتفاقيات سلام جديدة، بل ويجهض اتفاقيات السلام القائمة مع دول المنطقة، وحينها ستكون العواقب وخيمة".

كما حذرهم من "عودة المنطقة إلى أجواء الصراع وضياع ما تحقق من جهود تاريخية لبناء السلام، ومكاسب تحققت من ورائه، وهو ثمن سندفعه جميعا بلا استثناء، فلا تسمحوا بأن تذهب جهود أسلافنا من أجل السلام سدى، ويكون الندم حينها بلا جدوى".

ولم تقتصر الرسائل التي تضمنتها كلمة السيسي على التحذير من مخاطر الحرب، بل شملت إدانة للاعتداء الإسرائيلي على قطر، والتنبيه إلى خطورة الانفلات العسكري على استقرار المنطقة، والتشديد على أن سيادة الدول العربية والإسلامية خط أحمر لا يقبل المساس.

كما تضمن الخطاب دعوة واضحة إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها، ووقف سياسة الإفلات من العقاب التي باتت سائدة في الفترة الأخيرة.

ورأى دبلوماسيون ومحللون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية" أن اختيار الرئيس المصري توجيه خطابه إلى الشعب الإسرائيلي بدلا من الاكتفاء من تحذير قادتهم، يعكس رغبة مصرية في تجاوز حالة الجمود السياسي الراهن، والتأكيد على أن الأمن الحقيقي لا يتحقق بالقوة العسكرية، والتنبيه لتداعيات ذلك على مستقبل اتفاقية السلام بين البلدين.

اتفاق السلام مُهدد

قال المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ المصري الدكتور عبد المنعم سعيد في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن خطاب الرئيس السيسي "حمل رسائل مباشرة بالغة الوضوح وليس مجرد إشارات، إذ وصف ما جرى بأنه عدوان على دولة شقيقة في دلالة مباشرة إلى تمدد العدوان الإسرائيلي من غزة إلى إيران ولبنان وسوريا بل إلى مجمل الإقليم".

وأضاف سعيد أن "رسالة السيسي الموجهة للشعب الإسرائيلي تعكس تحذيرا من خطورة سياسات الحكومة الحالية باعتبار ذلك يهدد معاهدات السلام الحالية ويمنع توسيع هذه الاتفاقيات مستقبلا ولهذا الأمر نتائج سلبية إذ يظل الإقليم في حالة دائمة من عدم الاستقرار على جميع الدول بما فيها إسرائيل نفسها".

وأوضح أن "العلاقات بين الدول إما أن تبنى على التعاون والسلام كما كان الحال في فترات سابقة من تطبيق معاهدة السلام، أو أن تنسفها الحكومات المتطرفة عبر سياسات عدائية، وهو ما تفعله حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية، التي تخرج عن القواعد التي أرستها معاهدات السلام".

وحول مستقبل معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية، شدد سعيد على أن "استمرار العدوان المباشر على دول عربية يجعل اتفاقيات السلام في المنطقة مهددة بالفعل".

وفي كلمته طالب السيسي الدول العربية والإسلامية بضرورة أن تغير مواقفها من نظرة العدو نحونا، ليرى أن أي دولة عربية، مساحتها ممتدة من المحيط إلى الخليج، ومظلتها متسعة لكل الدول الإسلامية.

وعن دلالة ذلك، قال سعيد إن هذا الوصف "يحمل أيضا تحذيرا واضحا من أن النظام القائم على فكرة السلام العادل يتعرض للفشل والتآكل، وبالتالي كان تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية المباشرة عن تلك الأفعال، وهي رسالة تستهدف تنبيه الداخل الإسرائيلي إلى خطورة الانفلات السياسي والعسكري، وأن سياسات حكومته الحالية تهدد بشكل فادح فرص السلام".

وأشار سعيد إلى أن كلمة السيسي "تؤكد الرغبة في تجاوز حالة الجمود السياسي الراهن، وأن الأمن الحقيقي لا يتحقق بالقوة العسكرية، كما تعكس بوضوح بأن الخطر الحقيقي يكمن في السياسات المتطرفة للحكومة الإسرائيلية التي ينظر إليها المجتمع الدولي اليوم بوصفها حكومة عنصرية لا تتورع عن ارتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي وإجراءات خارج إطار القانون الدولي الإنساني".

آلية للأمن والتعاون الإقليمي

اعتبر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد حجازي في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن كلمة الرئيس السيسي "جاءت لتؤكد الرؤية المعمقة للمشهد الحالي والتي سبق أن نبّه لمخاطرها بالنظر لمحاولة إسرائيل استدراج المنطقة لمواجهات لا تنتهي والانقضاض على الحق الفلسطيني من خلال استمرار التخطيط والتنفيذ لعمليات التهجير القسري".

ووفق حجازي فإن الخطاب "شدد على ضرورة إنشاء آلية للأمن والتعاون الإقليمي تجمع إرادات دول المنطقة من أجل مستقبل آمن لشعوبها، وتستند إلى التنسيق السياسي والتعاون الأمني والعسكري، إضافة إلى شراكات اقتصادية وتجارية واستثمارية بما يعزز مبادئ التعايش والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

وفيما يتعلق بالهدف وراء توجيه السيسي رسالة للشعب الإسرائيلي، أضاف حجازي أن ذلك "يأتي لتعريف الإسرائيليين بمخاطر سياسات اليمين المتطرف، والتأكيد على أن الدعوة للسلام وحدها هي الكفيلة بحياة آمنة لإسرائيل وشعبها".

وبيّن حجازي أن الرسائل المصرية في خطاب السيسي "تمسكت بالرفض القاطع لمخططات التهجير القسري وهو الموقف الذي تبنته مصر بوضوح منذ بداية الحرب في غزة مع العمل بالتوازي على إعادة الإعمار وتثبيت الفلسطينيين في أرضهم والتحركات الدولية للتصدي للسياسات المتطرفة لإسرائيل".

وأكد حجازي أن "ممارسة الضغوط الدولية، بالتوازي مع إطلاق منظومة للتعاون الإقليمي تمثل مدخلا لمستقبل واعد للمنطقة وهو ما عبّر عنه الرئيس المصري في خطابه بالدوحة".

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا