آخر الأخبار

روسيا وأوكرانيا: مهمة جديدة لحلف شمال الأطلسي لتعزيز الجبهة الشرقية لأوروبا بعد توغل طائرات مسيّرة روسية

شارك
مصدر الصورة

سترسل دول إضافية أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) قوات ومقاتلات إلى شرق أوروبا بعد دخول أكثر من عشر طائرات مسيّرة روسية الأجواء البولندية يوم الأربعاء.

وانضمت الدنمارك وفرنسا وألمانيا إلى مهمة جديدة لتعزيز الجبهة الشرقية للحلف العسكري، ومن المتوقع أن تنضم دول أخرى من أعضاء الناتو لاحقاً.

وتشهد أوروبا توتراً متزايداً منذ أن اتهمت بولندا روسيا بتنفيذ توغل غير مسبوق. وأُسقط عدد من الطائرات المسيّرة الـ19 التي دخلت الأراضي البولندية، بينما سقطت أخرى في حقول وعلى منزل في شرق البلاد.

وقالت وارسو إن التوغل كان متعمداً، فيما قللت موسكو من شأن الحادثة مؤكدة أنه ليست لديها "خطط لاستهداف" منشآت في بولندا.

وأحياناً ما تنحرف طائرات مسيّرة وصواريخ إلى دول مجاورة لأوكرانيا، من بينها بولندا، خلال الغزو الروسي الموسع، لكن هذه الحادثة تعد الأخطر من نوعها منذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022.

وقال رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، إن ما حدث يمثل "أقرب صراع مفتوح منذ الحرب العالمية الثانية".

وقالت وزارة الدفاع الدنماركية إن كوبنهاغن ستساهم بمقاتلتين من طراز إف-16 لدعم الدفاعات الجوية البولندية، إضافة إلى سفينة حربية.

وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن: "يجب ألا نكون سذّجاً. بوتين لن يتوقف عند أي شيء، وهو يختبرنا. لذلك من الضروري أن تساهم الدنمارك في هذا".

وأعلنت فرنسا أنها ستساهم بثلاث مقاتلات رافال، فيما تعهدت ألمانيا بإرسال أربع مقاتلات يوروفايتر.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان إن المملكة المتحدة "ملتزمة بالكامل" بالمساعدة في تعزيز عملية "الحارس الشرقي" (Eastern Sentry)، مضيفة أنها ستعلن مزيداً من التفاصيل قريباً.

مصدر الصورة

يوم الجمعة، أيّدت الدول الأوروبية والولايات المتحدة بولندا خلال جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك لمناقشة التوغل.

وقالت السفيرة الأمريكية بالإنابة لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا: "الولايات المتحدة تقف إلى جانب حلفائها في الناتو في مواجهة هذه الانتهاكات المقلقة للأجواء. وكونوا على ثقة أننا سندافع عن كل شبر من أراضي الناتو".

وأشارت إلى أنه منذ القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا قبل نحو شهر، كثّفت موسكو قصفها للمدن والبنية التحتية الأوكرانية.

وقال حلفاء أوروبيون إن هذه الهجمات الجوية واسعة النطاق تؤكد أن بوتين لا يبدي أي اهتمام بإنهاء الحرب في أوكرانيا. أما كييف فقد نفذت بدورها هجمات أعمق داخل الأراضي الروسية استهدفت مصافي نفط ومستودعات وقود ومراكز لوجستية.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين يوم الجمعة إن هناك "توقفاً" في مفاوضات السلام، متهماً حلفاء أوكرانيا الأوروبيين بـ"عرقلة" العملية.

أما ترامب، الذي قاوم حتى الآن الدعوات لفرض مزيد من العقوبات على روسيا بينما يسعى إلى التوصل لاتفاق سلام، فحذر من أن صبره "ينفد بسرعة".

وقال لقناة فوكس نيوز: "الأمر مذهل. حين أراد بوتين القيام بذلك، لم يرغب [الرئيس الأوكراني فولوديمير] زيلينسكي. وحين أراد زيلينسكي، لم يفعل بوتين. والآن زيلينسكي يريد ذلك بينما هناك علامات استفهام بشأن بوتين. سيكون علينا أن نتخذ موقفاً صارماً جداً".

وخلال كلمته أمام الأمم المتحدة يوم الجمعة، رفع وزير الخارجية البولندي مارسين بوساكي صوراً لإحدى الطائرات المسيّرة التي أُسقطت ولمنزل ألحق به أحدها أضراراً.

وقال: "نحن نعلم – وأكرر – نحن نعلم أن الأمر لم يكن خطأ".

لكن روسيا واصلت الإصرار على أنها لم تستهدف بولندا، إذ قال سفيرها لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا: "المدى الأقصى للطائرات المسيّرة المستخدمة في هذه الضربة لم يتجاوز 700 كيلومتر، وهو ما يجعل من المستحيل عملياً أن تكون قد وصلت إلى الأراضي البولندية".

وأضاف أن موسكو مستعدة لمناقشة المسألة مع وارسو "إذا كانت بولندا مهتمة بالفعل بخفض التوتر بدلاً من تأجيجه".

وقالت بيلاروسيا، التي تقع بين بولندا وروسيا وأوكرانيا، وهي حليفة لموسكو، في وقت سابق إن الطائرات المسيّرة انحرفت عن مسارها بعدما تعطل نظام الملاحة لديها.

وأعلنت كل من هولندا وجمهورية التشيك بالفعل أنهما سترسلان أنظمة دفاعية إلى بولندا، بينما ستستقبل ليتوانيا لواءً ألمانياً وستحصل على إنذارات مبكرة أكبر بشأن الهجمات الروسية على أوكرانيا التي قد تعبر أجواءها.

وبدأت روسيا وبيلاروسيا يوم الجمعة مناورات عسكرية مشتركة تُجرى كل أربع سنوات.

وجدد البلدان رفضهما للاتهامات بأن هذه المناورات تشكل خطراً على الدول المجاورة. وتشمل التدريبات مناورات قرب الحدود مع بولندا وليتوانيا وفي بحر البلطيق وبحر بارنتس.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا