آخر الأخبار

طلاب بلا تأشيرات.. استمرار أزمة اللاجئين الأفغان في باكستان

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

إسلام آباد- رغم مؤشرات الانفراج الدبلوماسي بين كابل وإسلام آباد، فلا تزال أزمة اللاجئين الأفغان في باكستان قائمة بعد إجراءاتها لترحيل أولئك الذين قضوا فيها سنوات.

وأفادت وسائل إعلام أفغانية بأن الطلاب الأفغان الحاصلين على قبول دراسي في الجامعات والمعاهد التعليمية الباكستانية يعانون في الآونة الأخيرة من توقف تجديد تأشيراتهم.

وذكرت قناة "طلوع نيوز" قبل أيام، نقلا عن بعض الطلاب، أنهم تقدموا بطلبات تمديد منذ 4 أشهر، لكن الحكومة الباكستانية لم تصدر لهم تأشيرات بعد.

وكانت إسلام آباد أعلنت في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري موعد بدء عملية ترحيل أكثر من 1.3 مليون لاجئ أفغاني يحملون بطاقات إثبات التسجيل بعد تمديد الحكومة الفترة النهائية لهذه الفئة مرتين، إثر انتهاء صلاحيتها في 30 يونيو/حزيران الماضي.

مصدر الصورة مخيم مؤقت للاجئين الأفغان بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية (راديو فري يوروب)

معاناة الطلبة

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أمس الأربعاء، عن مسؤولين قولهم إن الآلاف من الأفغان قد عادوا إلى كابل عبر الحدود بين البلدين بالرغم من الزلزال المدمر الذي ضرب ولايات شرقية من أفغانستان الأيام الماضية. ودعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي ، باكستان، في اليوم ذاته، إلى وقف عمليات "الطرد الجماعي" للاجئين الأفغان بعد الزلزال.

يُشار إلى أن الآلاف من الأفغان الذين كانوا قد حصلوا سابقا على بطاقة إثبات التسجيل كانوا ينتسبون إلى الجامعات الباكستانية، وكانت لديهم القدرة على الدراسة في إسلام آباد بموجبها، لكن مع انتهاء صلاحيتها قبل أشهر وانطلاق ترحيلهم قبل أيام، أصبح من غير الممكن بقاؤهم في باكستان.

ومن بينهم طالبة أفغانية تدرس في الجامعة الإسلامية في باكستان فضلت عدم الكشف عن هويتها، كانت قد حصلت على قبولها عبر السفارة الباكستانية في كابل، وجاءت إلى إسلام آباد للحصول على تأشيرة دراسة نظامية.

إعلان

وقالت للجزيرة نت إن طلب تمديد تأشيرتها في وزارة الداخلية لا يزال معلقا، وإنها لم تتمكن من مغادرة السكن الجامعي لأشهر، وأضافت "حياتي أشبه بالعيش في السجن رغم أنني لم أرتكب أي جريمة". وتابعت "في يوليو/تموز الماضي غادرت السكن الجامعي لأمر عاجل، ولكني اعتُقلت في منطقة راقية بإسلام آباد، ونُقلت إلى مركز اللاجئين الأفغان. بعد 4 أيام في المخيم، أُطلق سراحي بعد تدخل جامعتي".

وتقول الطالبة إن نظام التأشيرات للطلاب الأفغان لم يكن صارما كما هي الحال الآن، إذ رُشحت للحصول على منحة باكستانية عام 2022، وبعد مقابلة في السفارة الباكستانية بكابل، مُنحت تأشيرة لمدة عامين، ومُددت مرة أخرى لمدة سنة. ولكن تم إيقاف تمديدها حاليا، إذ انتهت صلاحيتها يوم 13 يونيو/حزيران الماضي، وتقدمت بطلب تمديد في الخامس من مايو/أيار الماضي، لكن لم تتم الموافقة عليه بعد.

وتقول الطالبة الأفغانية في الجامعة الإسلامية بإسلام آباد إن رحلتها الدراسية قد تعطلت كثيرا بسبب نظام التأشيرات، إذ أصبحت حياتها تحت الضغط والقلق بسبب تأخيرها، وأكدت "لا نركز على دراستنا بسبب المضايقات المستمرة من السلطات الباكستانية، نحن في وضع صعب، لأنها لا تمدد التأشيرة، بينما أغلقت أفغانستان أبوابها أمام تعليم الفتيات".

مصدر الصورة لاجئون أفغان في مركز إعادة التوطين التابع للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين على مشارف بيشاور (الفرنسية)

توضيح باكستاني

في المقابل، قال مسؤول في وزارة الداخلية الباكستانية -فضّل عدم الكشف عن هويته- للجزيرة نت إنه في حالة الطلاب الأفغان، تجري السلطات مقابلات منفصلة معهم للتحقق من حالاتهم، وأشار إلى أن بعض المواطنين الأفغان "يستخدمون غطاء طلابيا للعيش في إسلام آباد، لكنهم ليسوا كذلك".

من جهتها، نقلت قناة "طلوع نيوز" الأفغانية عن بعض الطلاب الأفغان في باكستان مطالباتهم من حكومة بلادهم وحكومة إسلام آباد لإيجاد حل لمشكلة التأشيرات في أقرب وقت ممكن.

ونقل موقع "صوت باكستان" عن بعض الطلاب الأفغان قولهم إنهم إذا تمت إعادتهم إلى أفغانستان، "فسيواجهون منهجا دراسيا غريبا يُدرّس باللغتين الفارسية والبشتو، وهما لغتان لا يجيدهما معظمهم جيدا".

من جهته، صرح المتحدث باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في باكستان، قيصر أفريدي، للجزيرة نت بأن المفوضية وجهت رسالة إلى وزارة الخارجية الباكستانية بشأن تجديد التأشيرات.

وحسب المفوضية، يوجد في الجامعات والكليات الباكستانية حوالي ألف طالب وطالبة من الأفغان، وبرنامج للمنح الدراسية يلتحق به حوالي 417 طالبا وطالبة، منهم 47% إناث و53% ذكور.

وأضاف أن المدارس الابتدائية والثانوية الحكومية الباكستانية يدرس فيها نحو 92 ألف أفغاني، 40% منهم إناث و60% ذكور. كما توجد 54 مخيما للاجئين الأفغان في باكستان تضم 139 مدرسة للاجئين، يدرس فيها حوالي 56 ألفا طالب وطالبة.

مصدر الصورة عائلة أفغانية بعد ترحيلها من باكستان في منطقة تورخم على الحدود الباكستانية الأفغانية (دويتشه فيله الألمانية)

خطر الترحيل

ويواجه اللاجئون الأفغان خطر الترحيل من باكستان وإيران منذ تسلم حركة طالبان السلطة في كابل بأغسطس/آب 2021، حيث تم ترحيل مئات الآلاف منهم خلال السنوات الأربع الماضية.

إعلان

في هذا السياق، يوضح قيصر أفريدي أنه عندما أطلقت السلطات الباكستانية حملة الترحيل كانت على 3 مراحل:


* المرحلة الأولى: كانت للأفغان غير المسجلين، وبدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ تم ترحيل نحو 1.1 مليون أفغاني من باكستان.
* المرحلة الثانية: استهدفت حملة بطاقات المواطن الأفغاني "إيه سي سي" الذين بدأ تسجيلهم في هذا النظام عام 2017، وقد تم البدء بإعادة ترحيل هذه الفئة في أبريل/نيسان الماضي، حين غادر البلاد نحو 78 ألفا في شهر واحد فقط. وفي يونيو/حزيران الماضي، غادر البلاد قرابة 31 ألف شخص، وفي يوليو/تموز الفائت غادر حوالي 38 ألفا باكستان إلى أفغانستان.
* المرحلة الثالثة: مخصصة لحملة بطاقة إثبات التسجيل، وقال أفريدي إنها بدأت في الأول من أغسطس/آب الماضي، وتم إمهال حملتها مدة شهر لمغادرة إسلام آباد، وقد غادر خلال هذه الفترة نحو 75 ألف شخص، مضيفا أن العدد الإجمالي لأصحاب هذه البطاقة هو 1.3 ملايين لاجئ أفغاني.

وفي وقت سابق، نفى وزير الولايات والمناطق الحدودية في باكستان أمير مقام "كل الادعاءات حول مضايقة سلطات بلاده للاجئين الأفغان"، وقال لوكالة "نوفوستي" الروسية إنهم "يعودون طواعية دون أي ضغوط، وإن الحكومة أصدرت تعليمات صارمة لمختلف الجهات المعنية بأنه لا ينبغي لأحد أن يضايقهم".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا