نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن رئيس الأركان إيال زامير اليوم الأحد قوله إن ثمة خطرا كبيرا على حياة الأسرى إذا ما احتلت إسرائيل مدينة غزة ، وفقا للخطة التي دفع باتجاهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، ودعاه للقبول بمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الأخير لاتفاق مع حركة " حماس ".
وأضاف زامير -الذي كانت لديه تحفظات على خطة احتلال غزة قبل أن يقرها بعد سجالات مع نتنياهو- أن "هناك صفقة على الطاولة لتبادل الأسرى ووقف الحرب، وهي صفقة ويتكوف المعدلة، ويجب القبول بها".
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي هيأ الشروط لصفقة تبادل مع حركة حماس ، والأمر الآن بيد نتنياهو.
وزعم رئيس الأركان الإسرائيلي أنه "بالإمكان احتلال مدينة غزة، لكن حماس تستطيع قتل الأسرى".
ولفتت القناة نفسها إلى أن زامير تحفّظ بشكل واضح أمام قادة البحرية الإسرائيلية على استمرار العملية العسكرية في غزة.
والأسبوع الماضي، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير صدّقا على خطط احتلال مدينة غزة بناء على القرار الأخير للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية ( الكابينت ).
من جهتها، دعمت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين ما ذكره زامير بخصوص صفقة التبادل وقالت الهيئة مساء اليوم إن على الطاولة صفقة مطروحة لإعادة المحتجزين يجب القبول بها والجيش هيأ الظرف لذلك.
وفي 8 أغسطس/آب الجاري أقرّت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة عبر تهجير الفلسطينيين البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.
وفي 11 أغسطس/آب الجاري، وفي إطار تنفيذ الخطة، بدأ الجيش الإسرائيلي هجوما واسعا على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.
وتأتي الخطة الإسرائيلية لاحتلال غزة رغم استمرار مفاوضات وقف إطلاق النار غير المباشرة بين تل أبيب وحركة حركة المقاومة الإسلامية ( حماس )، حيث وافقت الحركة على مقترح تقدم به الوسيطان المصري والقطري، ويشمل وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية لمدة 60 يوما وإطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين الأحياء وجثامين آخرين، وذلك مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، ويجري خلال الهدنة التفاوض على وقف شامل للحرب.
وفي وقت سابق اليوم الأحد، اتهمت حركة حماس نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، مؤكدة أن موافقته على خطة احتلال مدينة غزة عقب قبول الحركة مقترح الوسطاء دليل على سعيه إلى إفشال الاتفاق.
وأوضحت الحركة -في بيان- أنها وافقت على صفقة جزئية، وأبدت استعدادا لإنجاز صفقة شاملة، لكن نتنياهو يرفض جميع المقترحات.
وأشارت إلى أن "اعترافات المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر تؤكد أن نتنياهو كان يماطل ويكذب" لإفشال المفاوضات.
وشددت حماس على أن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإعادة الأسرى، محملة نتنياهو المسؤولية الكاملة عن مصيرهم، واعتبرت أن 22 شهرا من العدوان الإسرائيلي كشفت وهم ما تصفه تل أبيب "بالانتصار المطلق"، وفقا للبيان.
ودعت الحركة إلى استمرار الضغوط الرسمية والشعبية لوقف إبادة تجويع الشعب الفلسطيني.
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و686 شهيدا و157 ألفا و951 جريحا فلسطينيا -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 289 فلسطينيا، بينهم 115 طفلا حتى اليوم.