جاء ذلك في بيان مشترك لمسؤولين أمريكيين وأوكرانيين، بعد محادثات استمرت أكثر من ثماني ساعات استضافتها السعودية في مدينة جدة المطلّة على البحر الأحمر، من أجل التوصل إلى طريق لإنهاء الحرب مع روسيا.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء أنه سيتحدث على الأرجح مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع بعدما أيدت أوكرانيا مقترحا أمريكيا لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات مع روسيا لإنهاء الحرب.
وأشار ترامب إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيكون موضع ترحيب في البيت الأبيض، على الرغم من المشادة الكلامية الحادة بينهما في 28 فبراير/شباط.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن بإمكانه الآن أن يأخذ هذه الموافقة الأوكرانية ويعرضها على الروس، مضيفاً بأن "الكرة الآن في ملعب موسكو".
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز إنه سيتحدث إلى نظيره الروسي.
وأفاد البيان بأن الولايات المتحدة ستستأنف تعاونها الاستخباراتي ودعْمها الأمني لأوكرانيا.
وجاءت محادثات جدة بعد أن شنّت قوات أوكرانية ليلة أمس أكبر هجوم لها على موسكو في هذه الحرب.
كما قال طرفا المحادثات إن واشنطن وكييف اتفقتا على إنجاز اتفاقية شاملة لتنمية المعادن المهمة في أوكرانيا.
وتوجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالشكر لنظيره الأمريكي دونالد ترامب على "المحادثات البنّاءة" التي جرت في جدة.
وفي فيديو بثّه عبر الإنترنت، أكد زيلينسكي موقف بلاده من حيث قبول المقترح الأمريكي بهُدنة في الجوّ، والبحر وعلى خط المواجهة.
وقال زيلينسكي إنهم "ينظرون بإيجابية" إلى المقترح، مضيفاً بأن "الكُرة الآن في ملعب الولايات المتحدة لكي تقنع روسيا بالموافقة" على ذات المقترح.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سينظر توجيه دعوة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين لزيارة البيت الأبيض، في ضوء نتائج محادثات جدة.
وأضاف ترامب للصحفيين: "أوكرانيا وافقت على الهدنة قبل قليل، ولدينا أمل أن يوافق بوتين أيضا عليها".
ونوّه ترامب إلى أن "الوضع مختلف الآن تماما" عمّا كان عليه في أثناء لقاء زيلينسكي بالبيت الأبيض قبل نحو عشرة أيام.
وفي أول رد فعل أوروبي، قال رئيس الحكومة البولندية دونالد تاسك: "يبدو أن الأمريكيين والأوكرانيين قد اتخذوا خطوة مهمّة صوب السلام".
وأضاف تاسك، في تدوينة عبر موقع إكس: "وأوروبا مستعدة للمساهمة في التوصّل لسلام عادل ودائم"
ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأوكرانية أندريه سيبيغا نظيره البولندي رادوسلاف سيكورسكي في وارسو، ليطلعه على مخرجات محادثات جدة.
ونقلت وكالة أنباء يوكرين فورم الأوكرانية الرسمية، الثلاثاء، عن سيكورسكي القول إن المحادثات الأوكرانية-الأمريكية التي استضافتها السعودية، كانت "جيدة جدا".
وقال وزير الخارجية البولندي إن بلاده "تعمل من أجل سلام عادل تُحترم فيه حقوق ضحايا العدوان".
وعبّر سيكورسكي عن ارتياحه إلى تأكيد الولايات المتحدة استمرار تشغيل محطات ستارلينك في أوكرانيا دونما انقطاع.
وتدفع بولندا ثمن تشغيل هذه المحطات بموجب اتفاقية تجارية مع شركة سبيس إكس التي يملكها الملياردير إيلون ماسك.
وكان ماسك قال يوم الأحد الماضي، إن خدمة ستارلينك لن تغلق أبدا محطاتها في أوكرانيا، بغضّ النظر عن اختلافه مع السياسة المتّبعة في كييف.
وأضاف ماسك في منشور له عبر منصة إكس التي يملكها أيضا: "لن نفعل مثل هذا الشيء أبداً أو نستخدمه كورقة للمساومة".
وقال الرئيس الأوكراني زيلينسكي إنه ناقش مع ولي العهد السعودي شروط اتفاق سلام دائم، حيث تبادلا وجهات النظر حول الضمانات الأمنية حتى لا تندلع الحرب مرة أخرى.
وبحسب بيان أوكراني، ناقش الزعيمان وساطة محتملة للسعودية من أجل إطلاق سراح السجناء وإعادة الأطفال الذين تتهم كييف موسكو باختطافهم.
وأكد الزعيمان، في بيان مشترك نشرته وكالة الأنباء السعودية، "عزمهما على تعزيز العلاقات الاستثمارية من خلال إنشاء شراكات استثمارية واقتصادية واعدة في القطاعات ذات الأولوية للبلدين، بما فيها قطاع الطاقة والصناعات الغذائية والبنى التحتية".
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين روس قولهم إن أوكرانيا شنت أكبر هجوم بطائرات مسيرة على موسكو الثلاثاء.
وذكرت وزارة الدفاع أنها أسقطت إجمالي 337 طائرة مسيرة أوكرانية فوق روسيا، من بنيها 91 فوق منطقة موسكو و126 فوق منطقة كورسك التي تتراجع فيها القوات الأوكرانية.
وقال سيرجي سوبيانين رئيس بلدية موسكو في منشور على تلغرام "تم صد أكبر هجوم للعدو بطائرات مسيرة على موسكو".
وأعلن حاكم منطقة موسكو أندريه فوروبيوف عن مقتل شخصين على الأقل.
وأعلنت هيئة مراقبة الطيران تعليق الرحلات الجوية في كل مطارات موسكو الأربعة لضمان سلامة الطيران بعد الهجوم. وأُغلق مطاران آخران شرقي العاصمة الروسية.
واستهدف الهجوم أيضاً منطقتي بريانسك وبيلغورود المتاخمتين لأوكرانيا، بالإضافة إلى ريازان وكالوغا وفورونيج ونيجني نوفغورود.
وأعلنت روسيا الثلاثاء أنها استعادت من الجيش الأوكراني 12 بلدة و"أكثر من 100 كيلومتر مربع" في منطقة كورسك الحدودية.
فيما قال الجيش الأوكراني الاثنين إنه "يعزز" قواته التي تحارب في هذه المنطقة الروسية أمام التقدم السريع لقوات موسكو.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة لم تقطع المعلومات الاستخباراتية عن العمليات الدفاعية.
وأكد روبيو أنه "لا يمكن للروس احتلال كل أوكرانيا. ومن الواضح أنه سيكون من الصعب للغاية على أوكرانيا في أي فترة زمنية معقولة إجبار الروس على العودة إلى حيث كانوا في عام 2014"، في إشارة إلى وقت الهجوم الجزئي والاستيلاء الروسي على شبه جزيرة القرم.
وقال سيباستيان لوكورنو وزير الدفاع الفرنسي، الثلاثاء، إن الجيش الأوكراني يظل "الضمان الأمني الرئيسي" لكييف، مضيفاً أن فرنسا "سترفض أي نزع لسلاح الجيش الأوكراني".