آخر الأخبار

محادثات السعودية: أوكرانيا تطالب بـ"محادثات عادلة"، وترامب يقول إنه يمتلك القوة لإنهاء الحرب

شارك
مصدر الصورة

أعلنت الولايات المتّحدة أنّها وروسيا ستسمّيان فريقين تفاوضيين رفيعي المستوى من أجل رسم مسار لإنهاء النزاع في أوكرانيا، وذلك عقب اجتماع بين وفديهما في الرياض الثلاثاء.

وعُقد هذا الاجتماع على مستوى وزيري الخارجية، وكان الأبرز بين الطرفين منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا مطلع عام 2022، وغابت عنه أطراف أساسية معنية مثل كييف والأوروبيين.

وانتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اجتماع الرياض وطالب بمحادثات "عادلة" تشمل أطرافاً آخرين، في حين يخشى قادة دول في الاتحاد الأوروبي من أن تؤدي إعادة رسم السياسة الأمريكية حيال روسيا في عهد الرئيس دونالد ترامب إلى تقديم تنازلات كبيرة لموسكو وإعادة صياغة الترتيبات الأمنية في القارة.

وعلّق ترامب على الموقف الأوكراني بالقول "خاب أملي، سمعتُ أنّهم انزعجوا لأنهم لم يحصلوا على مقعد" في طاولة المحادثات، وأضاف "كان لديهم مقعد مدى ثلاث سنوات وقبل ذلك بمدة طويلة".

كما قال ترامب إنه "من المحتمل" أن يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل نهاية الشهر الحالي.

وقرّر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف بعد اجتماعهما في الرياض، تعيين فرق للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا، بحسب الخارجية الأمريكية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس إن روبيو ولافروف اتفقا على "تعيين فرق رفيعة المستوى للبدء في العمل على مسار لإنهاء الصراع في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن بطريقة دائمة ومستدامة ومقبولة من جميع الأطراف".

وقال روبيو للصحافيين بعد الاجتماع إن "الهدف هو إنهاء هذا الصراع بطريقة عادلة ودائمة ومقبولة لجميع الأطراف المعنية"، لافتاً إلى أنّه على الاتحاد الأوروبي "الجلوس إلى طاولة" المحادثات بشأن أوكرانيا.

وأعرب الوزير الأمريكي عن "قناعته" بأنّ روسيا راغبة في الانخراط في "عملية جادّة" لإنهاء الحرب.

من جهته، قال لافروف "أعتقد أنّ المحادثة كانت مفيدة للغاية، لم نستمع فقط بل أنصتنا لبعضنا بعضا، ولديّ سبب للاعتقاد بأنّ الجانب الأمريكي فهم موقفنا بشكل أفضل".

وحدّدت روسيا بعضاً من شروطها لوضع حد للحرب التي تقترب من دخول عامها الثالث، مؤكدة أن وقف القتال غير ممكن من دون البحث في قضايا أمنية أوسع نطاقاً على مستوى أوروبا.

وجدّد لافروف معارضة بلاده نشر دول حلف شمال الأطلسي الحليفة لأوكرانيا أيّ قوات على أراضيها.

وقال للصحافيين إنّ "ظهور قوات من القوات المسلحة من دول حلف شمال الأطلسي، ولكن تحت علم أجنبي أو علم الاتحاد الأوروبي أو تحت أعلام وطنية، لا يغيّر شيئا في هذا الصدد. هذا أمر غير مقبول بالنسبة إلينا بالطبع".

مصدر الصورة

بدوره، شدد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على أنّ "حلا مستداماً وطويل الأمد مستحيل من دون أخذ القضايا الأمنية في القارة بعين الاعتبار بشكل شامل".

وأقرّ بأن لأوكرانيا "الحق" في الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، لكن ليس لحلف شمال الأطلسي.

وأوضح أنّ "الأمر مختلف تماماً عندما يتعلق الأمر بالقضايا الأمنية والتحالفات العسكرية. مقاربتنا مختلفة هنا ومعروفة جيداً".

ولاحقاً، قال ترامب إنه "يؤيّد بالكامل" نشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا إذا أبرم صفقة مع روسيا تنهي حربها هناك، مشيراً إلى أنه لن يتعين على الولايات المتحدة المساهمة بأي قوات "لأننا، كما تعلمون، نحن بعيدون للغاية".

وترغب روسيا منذ مدة في إعادة تنظيم البنية الأمنية في القارة الأوروبية وهي تدعو الناتو إلى سحب قواته من بلدان شرق أوروبا.

ويرى الكرملين أن غزو أوكرانيا كان هدفه صدّ التهديد الوجودي الذي يمثله الحلف.

"من دون أوكرانيا"

وأكدت الخارجية الأمريكية أنّ الوزيرين اتفقا على وضع "آلية تشاور" لحلّ خلافات وتشكيل فرق "رفيعة المستوى" للتفاوض على إنهاء حرب أوكرانيا.

وانتقد الرئيس الأوكراني خلال زيارة لتركيا الثلاثاء اجتماع الرياض.

وقال زيلينسكي إنّ المحادثات "تجري بين ممثلين لروسيا وممثلين للولايات المتحدة، بشأن أوكرانيا، بشأن أوكرانيا مجدداً، ومن دون أوكرانيا".

ودعا إلى إجراء محادثات "عادلة" تشمل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وتركيا، بينما أرجأ زيارته التي كانت مقررة الى السعودية الأربعاء.


* هل يمكن أن تنتهي حرب أوكرانيا في عام 2025؟
* بوتين يعتذر عن حادثة تحطم الطائرة الأذرية

بدوره، رأى نظيره رجب طيب إردوغان أن تركيا التي تربطها علاقات جيدة بطرفي الحرب، ستكون "المضيف المثالي" لأيّ محادثات لإنهاء النزاع.

وقال في مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة مع زيلينسكي إنّ "تركيا ستكون مضيفاً مثالياً لمحادثات محتملة بين روسيا وأوكرانيا وأمريكياً في المستقبل القريب".

وناشدت وزيرة خارجية الاتّحاد الأوروبي كايا كالاس الثلاثاء الولايات المتّحدة "عدم الوقوع في الفخاخ الروسية"، محذّرة من أنّ موسكو قد تحاول زرع الشقاق بين الغربيين.

والمباحثات التي عقدت في الرياض كانت الأولى على هذا المستوى بين واشنطن وموسكو منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022.

وحضر حول طاولة الاجتماع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان، ومن الجانب الأمريكي روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز والمبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومن الجانب الروسي لافروف وأوشاكوف، في قصر الدرعية في شمال غرب الرياض.

وأتى الاجتماع بعد ثلاث سنوات من التجميد شبه الكامل للعلاقات، وقبل أسبوع من الذكرى الثالثة لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا، في وقت شغلت مكالمة ترامب الهاتفية مع بوتين الأسبوع الماضي الوسط الدبلوماسي.

وأعلن ترامب الأربعاء أنه سيعقد اجتماعه الأول مع بوتين في السعودية.

وأعربت الصين عن أملها في "مشاركة جميع الأطراف والجهات المعنية" في المحادثات الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا "عندما يحين الأوان".

وفي الفترة الأخيرة، زادت إدارة ترامب من انتقاداتها لحلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين التقليديين.

واجتمع قادة الدول الأوروبية في باريس الاثنين لمناقشة استراتيجيتهم بشأن أوكرانيا، إلا أنهم عبّروا عن انقسامات أيضاً بشأن إرسال قوات حفظ سلام.

من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء أنّه سينظّم الاربعاء اجتماعاً جديداً "مع دول عدة، أوروبية وغير أوروبية" حول أوكرانيا.

مصدر الصورة

ورغم المخاوف الأوروبية من استئناف حوار مباشر بين الرئيسين الأمريكي الروسي خصوصاً حول أوكرانيا، اعتبر ماكرون في مقابلة أن ترامب "يستطيع إعادة إطلاق حوار مفيد" مع بوتين، لافتاً الى أن الرئيس الأمريكي "يعيد إحداث التباس استراتيجي بالنسبة الى الرئيس بوتين" عبر استخدام "كلمات حازمة جداً"، الأمر الذي "يمكن أن يساعد في ممارسة ضغط" عليه.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الثلاثاء بعد اجتماع مع المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ، إن الاتحاد الأوروبي يريد "التعاون" مع واشنطن من أجل سلام "عادل ودائم" في أوكرانيا.

وتطرّقت المباحثات الأمريكية الروسية الى الجانب الاقتصادي، علماً بأن واشنطن والأطراف الغربية تفرض عقوبات واسعة على موسكو على خلفية الغزو.


* في ثوانٍ قليلة، قُتلت ثلاثة أجيال من عائلة أوكرانية واحدة
* ترامب يطالب بوتين بإنهاء "الحرب السخيفة"، فإلى ماذا تشير التقديرات في روسيا وأكرانيا؟

وأكد روبيو أنّ العلاقات بين واشنطن وموسكو يمكن أن تزدهر إذا انتهت الحرب في أوكرانيا. وقال للصحافيين "هناك فرص استثنائية للشراكة" مع روسيا، مضيفاً أن "المفتاح لفتح تلك الفرص هو إنهاء هذا الصراع".

وقال لافروف إنّ الوفدين أبديا "اهتماماً كبيراً" برفع "الحواجز" الاقتصادية خلال محادثاتهما الثلاثاء، في إشارة إلى العقوبات الغربية.

وأوضح "كان هناك اهتمام كبير بإزالة الحواجز المصطنعة التي تعوق تطوير التعاون الاقتصادي ذي المنفعة المتبادلة" بين البلدين.

ترامب: أعتقد أنني أملك القوة لإنهاء هذه الحرب

وهاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوكرانيا بعد أن قال رئيسها فولوديمير زيلينسكي إنه تفاجأ من أن بلاده لم تتلق دعوة إلى محادثات في المملكة العربية السعودية بشأن إنهاء الحرب مع روسيا.

وقال إنه يشعر "بخيبة أمل" بسبب رد فعل أوكرانيا، وبدا وكأنه يلقي باللوم على أوكرانيا في بدء الحرب، قائلاً إن البلاد "كان بإمكانها التوصل إلى اتفاق" في وقت سابق.

وفي حديثه للصحافيين في مقر إقامته في مار إيه لاغو، سألت بي بي سي ترامب عن رسالته إلى الأوكرانيين الذين قد يشعرون بالخيانة.

وأجاب "لقد سمعت أنهم منزعجون من عدم حصولهم على مقعد، حسناً، لقد حصلوا على مقعد لمدة ثلاث سنوات ووقت طويل قبل ذلك، كان من الممكن تسوية هذا الأمر بسهولة شديدة".

وأضاف في وقت لاحق "لم يكن ينبغي لهذه الحرب أن تبدأ أصلا، كان بإمكان أوكرانيا أن تبرم صفقة".

وقال "كان بوسعي أن أبرم صفقة مع أوكرانيا، وكان من شأن هذه الصفقة أن تمنحهم كل الأرض تقريباً، كل شيء، كل الأرض تقريبا دون أن يقتل أحد أو تهُدم المدينة".

وقال ترامب بعد اللقاء في الرياض إنه أصبح "أكثر ثقة بكثير"، وأضاف "لقد كانوا جيدين للغاية، روسيا تريد أن تفعل شيئاً".

وأضاف "أعتقد أنني أملك القوة لإنهاء هذه الحرب".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا