ارتفاع حاد بنسبة 60% في وفيات حوادث الطرق بين العرب خلال 2024

سجّلت الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق في المجتمع العربي في إسرائيل خلال عام 2024 ارتفاعًا غير مسبوق، حيث قُتل 160 مواطنًا عربيًا في الحوادث المرورية، وهو الرقم الأعلى منذ 20 عامًا، وفقًا لبيانات الهيئة الوطنية للسلامة على الطرق. ويمثل العرب أكثر من 36% من إجمالي قتلى حوادث الطرق في البلاد، رغم أن نسبتهم في السكان لا تتجاوز 22%.

بالمقارنة، شهدت إسرائيل عامًا مروريًا قاتلًا بشكل عام، حيث بلغ عدد الوفيات على الطرق 439 حالة، بزيادة 20% عن عام 2023. إلا أن الزيادة في وفيات المجتمع العربي كانت الأكثر خطورة، حيث ارتفعت بنسبة 60% مقارنة بـ98 حالة وفاة عام 2023.

اتجاهات مثيرة للقلق: الأطفال والمشاة الأكثر تضررًا

كشف التقرير عن معطيات مقلقة حول ارتفاع عدد الضحايا من المشاة العرب، حيث تضاعف عدد القتلى مقارنة بعام 2023، من 20 حالة إلى 42 حالة عام 2024. ويرتبط ذلك بضعف وسائل النقل العام في القرى العربية، ما يدفع السكان إلى المشي على الطرق الخطرة، خاصة الطرق بين المدن.

كما أظهر التقرير أن الأطفال العرب يشكلون 70% من الوفيات بين الفئات العمرية 0-18 عامًا، رغم أن نسبتهم في الفئة العمرية نفسها لا تتجاوز 25%. والمجتمع البدوي هو الأكثر تضررًا، إذ أن 25% من الأطفال الذين لقوا حتفهم في الحوادث عام 2024 ينتمون للمجتمع البدوي، رغم أنهم يشكلون 5% فقط من إجمالي الأطفال في إسرائيل.

ضعف إنفاذ القانون والبنية التحتية كأسباب رئيسية

تشير التقديرات إلى أن الارتفاع الحاد في الوفيات يعود جزئيًا إلى ضعف إنفاذ قوانين المرور في المجتمع العربي، حيث تعاني الشرطة من نقص الموارد البشرية، ما أدى إلى تفشي ثقافة قيادة غير آمنة، خاصة بين الشباب العرب.

إلى جانب ذلك، فإن سوء البنية التحتية في البلدات العربية، وغياب ممرات مشاة آمنة، ونقص الإشارات المرورية، كلها عوامل تزيد من المخاطر، مما يجعل التنقل اليومي خطرًا حقيقيًا لكثير من المواطنين.

تحذيرات من عام أكثر دموية إذا لم يتم التحرك

رغم النقاشات التي جرت في لجنة الاقتصاد في الكنيست حول أزمة الحوادث في المجتمع العربي، لم يتم تبني أي حلول جوهرية، ويخشى الخبراء من أن عام 2025 قد يكون أكثر دموية إذا لم تُتخذ خطوات عاجلة لتحسين البنية التحتية وتعزيز الرقابة المرورية.