آخر الأخبار

لقاء الرياض.. تقارب روسي أميركي وسط غياب أوكراني

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

اتفاق روسي أميركي على استمرار المفاوضات

في تحول دبلوماسي لافت، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ماركو روبيو في الرياض، ضمن اجتماع لم تُدع إليه أوكرانيا، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة وروسيا تمهدان لاتفاق قد يُفرض على كييف دون مشاركتها الفاعلة.

يأتي هذا اللقاء وسط مؤشرات على تراجع استراتيجية "العزلة القصوى" التي تبناها الغرب ضد روسيا، في وقت تُطرح فيه أسئلة جوهرية حول شكل التسوية التي قد تُنهي الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أكد أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي "حق سيادي لها"، لكنه شدد على أن موسكو لن تقبل انضمامها إلى حلف الناتو، معتبرًا أن ذلك خط أحمر للأمن القومي الروسي.

في المقابل، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي غضبه من المحادثات الروسية الأميركية في الرياض، منتقدًا ما وصفه بـ"مفاوضات حول أوكرانيا دون مشاركة أوكرانيا"، وأعلن تأجيل زيارته إلى السعودية، ما يعكس رفضه الضمني لأي تفاهمات قد تُبرم دون حضور بلاده على طاولة المفاوضات.

إيفان أوس.. "العالم يتغير... والمواقف لم تعد ثابتة"

في تحليل لمجريات الأحداث، يرى إيفان أوس، مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، خلال حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية أن التطورات الأخيرة تعكس تحولًا في الرؤية الغربية للحرب الأوكرانية.

وقال في تصريح خاص إنه "خلال إدارة بايدن، كانت الحرب تُصور على أنها معركة بين الخير والشر، لكن اليوم نشهد تحولًا جذريًا في الخطاب. إدارة ترامب تبدو أكثر انفتاحا على الحوار مع بوتين، وهذا قد يعيد تشكيل قواعد اللعبة بأكملها".

وأضاف أوس أن استبعاد أوكرانيا من المحادثات الثنائية بين موسكو وواشنطن يثير القلق، مشيرًا إلى مقارنة تاريخية مثيرة للجدل: "في عام 1945، لم تتم دعوة هتلر إلى محادثات السلام لأن العالم كان متفقًا على أنه قائد شرير. لكن اليوم، نرى أن بوتين يُعامل بشكل مختلف. هل هناك نية لتقسيم النفوذ العالمي بينه وبين ترامب؟ لا يمكن الجزم بذلك، لكن من الواضح أننا أمام معادلة جديدة".

بين الانضمام للناتو وأوروبا حسابات سياسية معقدة

لطالما كان انضمام أوكرانيا إلى الناتو نقطة توتر رئيسية بين موسكو والغرب. وفقًا لأوس، فإن فكرة انضمام كييف إلى الحلف لم تكن واقعية حتى عام 2009، حيث برزت بعض الفرص لكنها وُوجهت برفض أوروبي وأميركي ضمني.

وقال إنه حتى قبل اندلاع الحرب، كان أعضاء الناتو يدركون أن انضمام أوكرانيا سيؤدي إلى مواجهة مباشرة مع روسيا. حتى إدارة بايدن، رغم دعمها العسكري القوي لكييف، لم تعلن صراحة أن انضمام أوكرانيا للحلف أمر حتمي".

في المقابل، تعزز أوكرانيا علاقاتها الإقليمية، لا سيما مع تركيا، كما ظهر في اللقاء الأخير بين زيلينسكي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة. ويبدو أن هناك تحولات في الحسابات الاستراتيجية بشأن القواعد العسكرية في المنطقة، حيث قد تلعب تركيا دورًا أكبر في مناطق نفوذ روسيا السابقة، وفقًا لما أشار إليه أوس.

الاقتصاد العامل الحاسم في أي تسوية

على الرغم من المكاسب العسكرية التي حققتها روسيا على الأرض، إلا أن الضغوط الاقتصادية قد تكون العامل الأهم في دفعها إلى طاولة المفاوضات.

يشير أوس إلى أن العجز في الميزانية الروسية بلغ 1.7 تريليون روبل في يناير الماضي، وهو مؤشر على الضغوط الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها موسكو.

من ناحية أخرى، تواجه أوروبا تحديات متزايدة بشأن إمدادات الطاقة. في ظل العقوبات المفروضة على موسكو، تبحث دول الاتحاد الأوروبي عن بدائل للغاز الروسي، وهناك مقترحات بإنشاء أنابيب جديدة تنقل الغاز من الخليج العربي إلى أوروبا، وهو ما قد يُضعف نفوذ روسيا في سوق الطاقة العالمي.

هل تقترب الحرب من نهايتها؟

بينما تؤكد روسيا والولايات المتحدة على أهمية المشاورات المنتظمة لحل الأزمة، لا تزال أوكرانيا تخشى أن تُدفع إلى قبول تسوية غير مواتية.

يرى أوس أن الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد المسار المستقبلي للحرب: "إذا استمرت المفاوضات الروسية الأميركية دون مشاركة أوكرانيا، فقد تجد كييف نفسها أمام خيار صعب: إما القبول بتسوية لا تلبي طموحاتها، أو الاستمرار في حرب استنزاف مكلفة".

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأساسي: هل ستؤدي هذه المفاوضات إلى إنهاء الحرب بطريقة تحفظ سيادة أوكرانيا، أم أن القوى الكبرى ستفرض تسوية لا تعكس إرادة الشعب الأوكراني؟

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا