من المقرر أن يواجه بعض مرشحي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الرئيسيين، لشغل المناصب العليا في إدارته، استجواباً من قبل أعضاء مجلس الشيوخ هذا الأسبوع وسيتمخض عن هذه العملية إما الموافقة عليهم أو رفضهم للمناصب التي رشحهم لها الرئيس المنتخب.
الجلسات، التي ستبدأ الثلاثاء، هي الفرصة الأولى لأعضاء مجلس الشيوخ لإعادة النظر في بعض اختيارات ترامب الأكثر إثارة للجدل بشكل علني.
وسيحتاجون بعد ذلك إلى الحصول على تأكيد الموافقة على اختيارهم لمناصبهم من خلال التصويت.
وبينما يسيطر الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب الآن على الغرفة العليا في الكونغرس - فإن ثلاثة انشقاقات أو اعتراضات فقط قد تكون كافية لحرمان المرشح من المنصب.
فيما يلي بعض القضايا المعقدة التي من المرجح أن يستعد هؤلاء المرشحون لمواجهتها.
تعد جلسة بيت هيجسيث، وزير الدفاع المرشح، إحدى جلسات الأول المؤكدة، كما أنها واحدة من أكثر الجلسات التي ستحظى بمتابعة وثيقة.
ومن المتوقع أن يواجه مرشح ترامب لمنصب وزير الدفاع أسئلة يوم الثلاثاء حول افتقاره إلى الخبرة الإدارية، و"شربه المفرط" للكحول، فضلاً عن معارضته السابقة لانخراط النساء في أدوار قتالية في الجيش.
كما يمكن أيضاً أن يتعرض للسؤال حول اتهامه بالاعتداء الجنسي على امرأة في غرفة فندق في كاليفورنيا عام 2017. الأمر الذي نفاه الادعاء، مؤكداً أن اللقاء كان "بالتراضي".
وقد فُتح تحقيق في الادعاء، لكن هيجسيث، الذي يعمل مذيعاً في قناة فوكس نيوز وهو من المحاربين القدامى - لم يُقبض عليه أو توجه اتهامات إليه.
ثم توصل هيجسيث والسيدة التي لم يُكشف عن اسمها إلى تسوية مالية سرية في عام 2023. وقال محاميه لاحقاً لوكالة أسوشيتد برس إن دفع مبلغ التسوية كان يهدف إلى منع دعوى قضائية "لا أساس لها".
هذه المرشحة، التي ستكون في دائرة الضوء يوم الأربعاء، وقد تُكلّف بتنفيذ أحد أهم تعهدات حملة ترامب الانتخابية - والتي وصفها فريقه بأنها أكبر عملية ترحيل جماعي للمهاجرين غير الشرعيين في تاريخ أمريكا.
وباعتبارها اختيار الرئيس المنتخب، فمن الممكن استجواب كريستي حول اللوجستيات اللازمة لتنفيذ هذا التعهد. ويقول الخبراء إن برنامج الترحيل الجماعي على النطاق المقترح من المرجح أن يواجه صعوبات لوجستية أو قانونية.
وقد تواجه كريستي أيضاً أسئلة حول سياسات الهجرة المحتملة الأخرى، مثل تعهد ترامب بإنهاء حق المواطنة بالولادة.
وهي التي كانت داعمة مخلصة وصريحة لتعهدات الرئيس المنتخب، الأمر الذي تتفق فيه مع المرشحين والمعينين الآخرين لولاية ترامب الثانية في البيت الأبيض.
ليست هذه المرة الأولى التي يقع فيها الاختيار على ماركو، الذي اختير لقيادة ملف السياسة الخارجية لترامب، فقد وقف من قبل ولكن على الجانب الآخر من جلسة تأكيد مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية حينها، ريكس تيلرسون.
وخلال الجلسة التي كانت في عام 2017، سخر ماركو من ريكس تيلرسون، مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية الأمريكي حينها - وحثه على وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجرم حرب"، وهو ما رفضه تيلرسون.
وإذا كانت تلك الجلسة قد أشارت إلى تباعد في وجهات النظر بين روبيو وترامب - اللذين كانا متنافسين آنذاك - فإن الاثنين يبدوان أكثر توافقاً الآن، بعد مضي ثماني سنوات.
روبيو حالياً في الإطار لواحدة من أكثر الوظائف المرغوبة في إدارة ترامب، ومن المتوقع أن يواجه مقاومة ضعيفة نسبياً.
لكن أعضاء مجلس الشيوخ يوم الأربعاء قد يختبرون ولاءه بكم هائل من الأسئلة حول الدعم الأمريكي المستقبلي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وكان ترامب قد وصف هذا بأنه "استنزاف" للموارد الأمريكية - وهي وجهة نظر قد تتعارض مع آراء روبيو المتشددة بشأن السياسة الخارجية.
مرشح آخر يواجه اختباراً محتملاً للولاء لترامب في جلسة استماع لجنة مجلس الشيوخ (والتي لم يُحدد موعدها بعد) وهو أحد المسؤولين الذين سيكلفون بتنفيذ التعريفات الجمركية الشاملة التي يعتزم فرضها ترامب.
وكان ترامب قد هدد بفرض ضرائب على الواردات من مجموعة متنوعة من السلع التي تصل إلى الولايات المتحدة - بما في ذلك من بعض شركائها التجاريين الرئيسيين - فيما يقول إنها محاولة لحماية الوظائف الأمريكية.
تبنى المليادير لوتنيك، الرئيس التنفيذي لشركة كانتور فيتزجيرالد المالية، هذا الاقتراح - على الرغم من أن هذا الموقف يتعارض مع آخرين يعملون في نفس المجال وبعض كبار خبراء الاقتصاد.
ومن المرجح أن يواجه أسئلة مباشرة حول تأثير التعريفات الجمركية الجديدة الشاملة على الاقتصاد والمستهلك الأمريكي.
قد يطرح الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء الكثير من الأسئلة على من اختارها ترامب لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية، وحول تعليقاتها السابقة على خصوم الولايات المتحدة، مثل روسيا وسوريا.
تولسي جابارد، محاربة عسكرية آخرى في خيارات ترامب، عارضت بشكل روتيني السياسة الخارجية الأمريكية "التدخلية". ففي عام 2017، بينما كانت لا تزال عضواً في الكونغرس، التقت بالرئيس السوري آنذاك بشار الأسد، وشككت في تقييمات الاستخبارات الأمريكية، التي ألقت باللوم عليه في استخدام الأسلحة الكيماوية القاتلة على شعبه.
وبعد خمس سنوات، بعد أن شنت روسيا حربها على أوكرانيا، ألقت باللوم على حلف شمال الأطلسي ورددت ادعاء الكرملين بوجود مختبرات بيولوجية مموّلة من الولايات المتحدة في أوكرانيا.
وتحدثت تولسي عن ضرورة التحدث والتحاور إلى دول مثل روسيا.
ويقال إن الديمقراطيين يؤجلون جلسة الاستماع الخاصة بها حتى اكتمال عمليات التحقق الروتينية من خلفيات المرشحين.
يُعد روبرت إف كينيدي جونيور، أحد أكثر اختيارات ترامب غير التقليدية، مثل تولسي جابارد، في رحلة سياسية بدأت بالفعل في الحزب الديمقراطي.
ومنذ ذلك الحين، أصبح كينيدي مؤيداً لترامب، ويرى البعض أنه قد "كوفئ" بهذا الترشيح.
ليس لديه مؤهلات طبية - وهو ما قد يشكل خطأً أولياً صعباً للاستجواب من جانبي الانقسام السياسي.
وقد تخضع تصريحاته السابقة حول العلوم الراسخة للتدقيق أيضاً. فقد صرح مرارا وتكرارا حول ضرر اللقاح، وهي المزاعم التي تم دحضها على نطاق واسع، لكنه نفى أنه مناهض للقاحات بشكل عام.
وفي قضايا أخرى - مثل التدقيق في المواد المضافة إلى الأغذية - يتمتع كينيدي بدعم أوسع.
أعرب بعض منتقدي اختيار ترامب لكاش باتيل لقيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي عن شكوكهم في أن باتيل مؤهل لإدارة وكالة إنفاذ القانون الرئيسية في الولايات المتحدة. وأعرب آخرون عن مخاوفهم من أنه قد يعمل على الانتقام من معارضي ترامب.
فقد قال سابقا ً:"سنلاحق الأشخاص العاملين في وسائل الإعلام الذين كذبوا بشأن المواطنين الأمريكيين، الذين ساعدوا جو بايدن في تزوير الانتخابات الرئاسية"، مستشهداً بادعاء ترامب الذي "لا أساس له من الصحة"، بشأن انتخابات عام 2020.
ورغم أن مسؤولي إنفاذ القانون السابقين شككوا في قدرته على قيادة الوكالة، فقد أشاد فريق ترامب وبعض الجمهوريين بخبرة باتيل كمحامي، وفي عدد من الأدوار المتعلقة بالأمن القومي.
ويقول باتيل إن هدفه المعلن هو إعادة صياغة طريقة عمل مكتب التحقيقات الفيدرالي بشكل جذري، بما في ذلك إخلاء بعض كبار موظفيه.