آخر الأخبار

حرب غزة: "إذا انتهت الحرب، فمن حق ترامب إعلان انتصاره الكبير" - التلغراف

شارك الخبر
مصدر الصورة

بينما تتوجه أنظار العالم نحو العاصمة القطرية الدوحة حيث تجري المفاوضات النهائية لإتمام صفقة تبادل الرهائن والأسرى ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، تواصل الصحف العالمية نشر مقالات تحليلية تناقش الأوضاع السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط، مع التركيز على ما يحدث في غزة واليمن.

وتنسب صحف بريطانية الفضل في وقف النار – إن حدث – للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بينما تتناول صحف إسرائيلية انتقادات داخل الحكومة الإسرائيلية إزاء أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار.

ونختم بمقال تحليلي يطرح تساؤلات حول التناقضات السياسية والإنسانية في دعم قضايا مثل القضية الفلسطينية في الوقت الذي تتجاهل فيه بعض القوى الإقليمية المصالح الداخلية لشعوبها.

"إذا انتهت الحرب في غزة، فمن حق ترامب إعلان انتصاره الكبير"

البداية من صحيفة "التلغراف" البريطانية، التي ترى أن الفضل في وقف الحرب في غزة، إن حدث، يعود إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وبخاصّة بعد تهديداته الأخيرة "بتحويل المنطقة إلى جحيم" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول موعد تنصيبه، فضلاً عن توعّده المباشر لحركة حماس بالتدمير.

يقول بول نوكي في المقال إن "كل شيء مع ترامب في البيت الأبيض ممكن"، مثل تدمير المنشآت النووية في إيران، والقضاء على قادة حماس في قطر وتركيا، وعزل إسرئيل، مشيرا إلى أنه "لن يسلم أحد من ترامب إذا لم يتوقف إطلاق النار".

ويشير الكاتب إلى أن نتنياهو قد خذل الإدارة الأمريكية في عملية اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، قائلا: "ربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو أن نتنياهو يُلام على سحب الدعم من عملية اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في اللحظة الأخيرة في يناير/كانون الثاني 2020، مما ترك الرئيس الأمريكي آنذاك يقوم بالعملية بمفرده".

وتتوقع الصحيفة أن يبذل نتنياهو جهداً الآن لإظهار ردة الفعل الصحيحة مع تبقي سبعة أيام فقط على تنصيب ترامب. لكن من ناحية أخرى، "يجب ألا يشكك أحد في الضغوط السياسية الداخلية التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولا في قدرته الظاهرة على التملص من الاتفاقات في اللحظة الأخيرة وإلقاء اللوم على الآخرين" بحسب ما يرى نوكي.

ويشير الكاتب في مقاله إلى التحديات التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي في التعامل مع الوضع الراهن في غزة، خاصة فيما يتعلق بصفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.


* لماذا يبقى التضارب سيد الموقف بشأن اتفاق بين حماس وإسرائيل؟
* بي بي سي تطلّع على قائمة لـ 34 رهينة تقول حماس إنها مستعدة للإفراج عنهم

يقول الكاتب إن نتنياهو كان يحاول التوصل إلى اتفاق محدود، لكنه فشل في ذلك، والآن يُطرح اتفاق مشابه لما اقترحه الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو/أيار الماضي، وهو اتفاق شامل يتضمن تبادل الأسرى، ونهاية الأعمال العدائية، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار غزة.

ويطرح الكاتب تساؤلاً رئيسياً: هل يستطيع نتنياهو تجاوز المعارضة الداخلية والضغط السياسي وإقناع حلفائه في الائتلاف بالاتفاق؟ وهل سيكون قادراً على مواجهة الضغوط الأمريكية مع قدوم ترامب إلى البيت الأبيض؟

يرى الكاتب أن نتنياهو قد يتجنب التصعيد مع ترامب، الذي يعتبر أن معارضته قد تؤدي إلى نتائج كارثية بالنسبة له.

"سلوك صادم ومقزز"

مصدر الصورة

وتوجه صحيفة "جيروزاليم بوست" انتقادات لأعضاء الائتلاف وسلوكهم تجاه عائلات الأسرى، واصفة إياه بـ "الصادم والمقزز والمثير للغضب".

وترى أن من واجب المسؤولين في إسرائيل "التعاطف" مع أهالي الأسرى في غزة، وتقول: "أقل ما يمكن توقعه منهم هو الصمت أمام هذه العائلات وفهم ما تشعر به".

وترى الصحيفة أن أي تصرفات تصدر عن أهالي الأسرى، سواء انتقادات للحكومة أو دعوات لتوقيف نتنياهو، يجب أن تقابل بالصمت، وتجنّب الاصطدام معها.

ويضيف الكاتب: "قد لا يحب المسؤولون المنتخبون، أو لا يتفقون، مع ما يقوله أفراد هذه العائلات، لكن المسؤولية تظل قائمة للاستماع إليهم. لقد قدموا كل شيء، وقدموا أعلى تضحية يمكن تصورها؛ وأقل ما يمكن أن يُظهر لهم هو الكرامة الإنسانية".

أما صحيفة "هآرتس" فقد عنونت مقالها بتحذير من "إفشال اليمين المتطرف للفرصة الأخيرة لإنقاذ الرهائن"، مشيرة إلى معارضة أعضاء الحكومة من اليمين المتطرف ونواب من حزب الليكود للاتفاق المتوقع.

وترى أن المعارضين مدفوعون برغبتهم في مواصلة الحرب لتعزيز خطط الاحتلال والاستيطان في القطاع، وأنهم مستعدون للتخلي عن الرهائن من أجل تعزيز "الإنجازات الاستراتيجية".

وتختم الصحيفة بالتأكيد على ضرورة ألا يُسمح لليمين المتطرف "بتدمير الفرصة الوحيدة لإنقاذ الرهائن"، وتقول: "يجب دعم أي اتفاق توافق عليه الحكومة، والضغط أكثر لإنهاء الحرب وعودة جميع الرهائن".

"لا انتصار لقضية قبل الانتصار للوطن"

مصدر الصورة

وفي تحليله على صفحات "إندبندنت عربية" يشير الكاتب مصطفى النعمان إلى تناقض بارز بين المواقف السياسية والإنسانية التي تشهدها المنطقة، وخاصة في سياق دعم غزة والوقوف إلى جانب الفلسطينيين في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.

ويشير النعمان إلى أنه من "غير الأخلاقي" أن يختلف شخصان يحملان مشاعر إنسانية، بغض النظر عن انتماءاتهما السياسية، حول حجم الدمار والقتل الذي تتعرض له غزة.

هذا التحليل يربط بين النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وبين ما يحدث على الجبهة الإقليمية، إذ يرى النعمان أن واجب دعم غزة يجب أن يكون محط إجماع وأولوية، خاصة في ظل ما تعرضت له من إبادة وفقاً للمنظمات الحقوقية الدولية.

ومن خلال تسليط الضوء على "محور إسناد غزة"، يتطرق النعمان إلى الدور الذي تلعبه بعض القوى الإقليمية مثل حزب الله والحشد الشعبي والحوثيين، ويصف هذا المحور بأنه كان نشطاً بداية الحرب، لكنه تراجع بشكل كبير بعد التطورات التي شهدتها الساحة السياسية والعسكرية، وبخاصة بعد تدمير إسرائيل لقطاع غزة.

ووفقاً للنعمان، فإن جماعة الحوثي لم تعد تشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل، إذ "اقتصرت أفعالهم على إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة تؤدي فقط إلى إطلاق صافرات الإنذار في المدن الإسرائيلية".

لكن النعمان لا يقتصر في تحليله على الوضع العسكري فحسب، بل يتناول أيضاً الأزمة الداخلية في اليمن تحت حكم الحوثيين، حيث يوجه انتقاداً حاداً لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.


* ما الذي يراهن عليه الحوثيون في حربهم مع إسرائيل؟

ويرى النعمان أن الحوثيين يصرون على "الدفع بالبلاد نحو صراع غير محسوب مع إسرائيل رغم اختلال ميزان القوى"، ويرى أن هذا التوجه ليس في مصلحة اليمنيين الذين يعانون من قمع داخلي وفقر مدقع، وهو ما يجعلهم غير قادرين على تقديم دعم حقيقي للفلسطينيين.

في نظره، هذا التصرف يمثل نوعاً من العبث والهوس السياسي، حيث أن "الجماعة" لا تملك القدرة على تغيير الوضع في غزة أو تقديم أي مساعدة حقيقية.

النقد الذي يوجهه النعمان هنا ليس فقط للجماعة الحوثية، بل يمتد ليشمل فكرة "الانتصار من أجل الآخرين" بدون تحقيق انتصار داخلي أولًا.

ويختم بالإشارة إلى أن من لا ينتصر لوطنه أولاً لا يمكنه أن يدعي انتصاره لقضية أخرى، مؤكداً أن المعركة الحقيقية يجب أن تكون من أجل اليمن أولًا، قبل التورط في صراعات خارجية قد تضر بمصالح الشعب اليمني.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا