آخر الأخبار

كان التشخيص به حكما بالإعدام.. كيف تغير علاج اللوكيميا اليوم؟

شارك

عمان- كيف تغير علاج اللوكيميا خلال الأعوام الماضية؟ وكيف يحدث ويتطور المرض؟ وما أبرز علاجات اللوكيميا الحالية؟

هذه الأسئلة وغيرها تناولناها في حوار خاص مع البروفيسور هاغوب كانتارجيان، ضمن تكريمه في حفل جائزة الحسين لأبحاث السرطان لعام 2025 الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان، بمنحه جائزة "التميز الخاص في البحث العلمي" تقديرا لإسهاماته البارزة في فهم وعلاج مرض اللوكيميا.

والبروفيسور كانتارجيان هو أستاذ في قسم أورام الدم في مركز "إم دي أندرسون للسرطان" التابع لجامعة تكساس في الولايات المتحدة الأميركية.

تمتد مسيرته المهنية لأكثر من 4 عقود عمل خلالها باحثا في مجال أورام الدم، وتركزت أبحاثه على العلاجات السريرية الانتقالية في أورام الدم، وقدم العديد من المساهمات التي طورت من طرق التشخيص والبقاء على قيد الحياة لدى المرضى المصابين بسرطان الدم النخاعي المزمن التي نتجت عن زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة 10 سنوات من 20% إلى 90%، في سرطان الدم الليمفاوي الحاد.

كما شكلت أبحاثه مرجعا للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على أكثر من 20 دواء لعلاج أورام الدم. وهو مؤلف لأكثر من 2400 منشور علمي خضع لمراجعة الأقران، كما أدى دورا مهما في رسم سياسات الرعاية الصحية، وتسعير أدوية السرطان، والتأكيد على أن الرعاية الصحية هي حق أساسي من حقوق الإنسان.


*

في السابق كان التشخيص باللوكيميا حكما بالإعدام، كيف تغير الأمر اليوم؟

عندما بدأت مسيرتي المهنية في عام 1981، كان سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL) وسرطان الدم النقوي المزمن (CML) غير قابلين للشفاء. أما سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL) وسرطان الدم النقوي الحاد (AML) فقد كانا قابلين للشفاء بنسبة 20-30% بالاعتماد على العلاج الكيميائي الشديد السمية. أما اليوم، فأصبح بالإمكان السيطرة على مرض (CML) بشكل فعال بعلاج على شكل أقراص، اعتمدت منه 6 أنواع، تسمى (BCR::ABL1) وهي مثبطات التايروسين كيناز TKIs))، كما أن هناك فرصة للتغلب على سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL) باستخدام نوعين من الأدوية على شكل حبوب تعطى لمدة عامين، وهما مثبط البروتون تيروزين كيناز (BTK) ودواء (Venetoclax).

إعلان

بالنسبة لمرضى سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL) لدى البالغين، فقد ارتفعت نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات من حوالي 30% إلى 85-90% بفضل العلاجات الموجهة الجديدة التي ساهمت أيضا في التقليل من عدد جلسات العلاج الكيميائي اللازمة. أما مرضى سرطان الدم النقوي الحاد (AML) فقد ازدادت احتمالية البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات من نسبة تتراوح بين 20% و60-75% عندما أضيفت بعض العلاجات الموجهة إلى العلاج الكيميائي.

مصدر الصورة البروفيسور هاغوب كانتارجيان أستاذ بقسم أورام الدم في مركز "إم دي أندرسون للسرطان" بجامعة تكساس الأميركية (الجزيرة)
*

كيف تحدث اللوكيميا؟

معظم أسباب حدوث اللوكيميا غير معروفة. هناك عوامل يمكن أن تسهم في حدوثها، مثل التقدم في العمر والتعرض للعلاج الإشعاعي وللمواد الكيميائية السامة وبعض أدوية العلاج الكيميائي. 10% من حالات الإصابة بسرطان الدم النقوي الحاد (AML) قد تحدث في عائلات معينة، أما سرطان الدم النقوي المزمن (CML) فلا توجد أي عوامل خطورة معروفة قد تساعد في حدوثه.


*

أي الفئات أكثر عرضة للإصابة بالمرض؟

يحدث سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL) وسرطان الدم النقوي الحاد (AML) بشكل أكثر شيوعا مع التقدم في العمر. ويمكن أن يحدث سرطان الدم النقوي الحاد (AML) عند التعرض للمواد السامة والمواد الكيميائية. أما سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL) فإنه أكثر شيوعا في منطقتي الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية مقارنة بالولايات المتحدة لأسباب غير معروفة حتى اليوم، وقد يكون ذلك مرتبطا بعوامل بيئية.


*

ما أبرز علاجات اللوكيميا الحالية؟

في سرطان الدم النقوي المزمن (CML) أدت مثبطات (BCR::ABL1) من فئة (TKIs) إلى التغلب على المرض وظيفيا. حتى الآن تم اعتماد 6 أدوية منها، والعمل جار على تطوير 4 أدوية غيرها، وهي (Olverembatini) و(ELVN001) و(TGRX678) و(TERN-701).

أما في سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL) أحدث الجمع بين مثبطات (BTK) ودواء (Venetoclax) نقلة نوعية في علاج المرض، خصوصا أن كليهما علاج فموي سهل الالتزام به يستمر تلقيه لمدة عامين، وبذلك تحول المرض من حالة غير قابلة للشفاء إلى حالة يمكن شفاؤها بنسبة عالية، حيث وصلت نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات في الدراسات الحديثة إلى 97%، وهي نتيجة مبهرة. كما يجري تطوير مثبطات (BTK) أكثر تقدما، إضافة إلى فئة جديدة منها تعرف بـ(BTK degraders //محفزات تكسير بروتين BTK).

تعد العلاجات الموجهة نحو أهداف معينة (محللات الأهداف السرطانية) شكلا مبتكرا من أشكال علاجات السرطان، وتمثل الذراع السادس لطرق العلاج المختلفة بعد الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي والعلاجات الموجهة والعلاج المناعي، ومن المتوقع أن تسهم هذه التقنيات في رفع معدلات الشفاء من السرطان.

أما سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL)، فقد حدثت ثورة طبية حقيقية في أسلوب علاجه، بعد الجمع ما بين العلاجات الموجهة مثل (Blinatumomab) و(Inotuzumab) مع التقليل من عدد جرعات العلاج الكيميائي أو تخفيفها، بالإضافة إلى استخدام العلاج بالخلايا التائية (CART) خلال مرحلة استقرار الورم.

إعلان

بالنسبة لسرطان الدم النقوي الحاد (AML) فقد أظهرت الحالات تحسنا كبيرا عند استعمال أدوية موجهة مثل (Venetoclax) ومثبطات (FLT3) ومثبطات (IDH) ومثبطات (Menin) وغيرها. حيث ارتفعت احتمالية البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات من 20-30% إلى 65-75% عند استخدامها مع التقليل من عدد جرعات العلاج الكيميائي.

تعد معظم هذه التطورات حديثة نسبيا، حيث ظهرت خلال السنوات العشر الماضية فقط وكثير منها كان من ابتكار فريق اللوكيميا في مركز "إم دي أندرسون" للسرطان.


*

ما الدور الذي تقوم به جائزة الحسين لأبحاث السرطان في محاربة المرض؟

بفضل قيادة الملهمة لصاحبة السمو الملكي الأميرة غيداء طلال لمؤسسة ومركز الحسين للسرطان، أصبح المركز هو الأول في علاج السرطان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يقام هذا الحفل السنوي في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، الذي يصادف ذكرى ميلاد الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، لتكريم العلماء الرياديين حول العالم في مجال أبحاث السرطان وخصوصا من هم من أصول عربية. سواء كانت مسيرتهم المهنية في بدايتها أو قد اقتربت من تحقيق الإنجازات التي يطمحون إليها، مما يشجع جميع العلماء على تكريس جهودهم لأبحاث السرطان. لذلك، هناك دور محوري للجائزة في إيجاد وتوسيع قاعدة الباحثين الأكاديميين من أصول عربية، سواء في الدول العربية أو حول العالم.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار