آخر الأخبار

تصاعد المخاوف من انفجار أزمة ائتمان جديدة

شارك

تسود حالة من القلق المتصاعد في أوساط المستثمرين الأميركيين بعد سلسلة من الانهيارات المفاجئة في قطاع الإقراض، وسط تحذيرات من أن تكون هذه الحوادث مقدمة لموجة أوسع من الأزمات المالية.

وتشير مجلة الإيكونوميست إلى أن "أسواق المال تبدو هادئة على السطح، لكنها تخفي تحتها توترا شديدا"، خصوصا بعد تحذير صريح أطلقه جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان تشيس، بقوله: "عندما ترى صرصورا واحدا، فاعلم أن هناك آخرين قريبين".

تحذيرات متصاعدة بعد سلسلة انهيارات

وجاء هذا التحذير بعد إفلاس شركتي تريكولور وفيرست براندز العاملتين في قطاع السيارات، وهو ما دفع المستثمرين إلى تسعير خطر جديد يهدد النظام الائتماني الأميركي.

مصدر الصورة موجة القروض المتعثرة تهدد بتقويض الاستقرار الائتماني الإقليمي (الفرنسية)

وفي 16 يوليو/تموز، هبطت أسهم عدد من البنوك بعدما أعلنت مؤسستا ويسترن ألاينس وزاينز بنك رفع دعاوى لاسترداد 160 مليون دولار من شبكة استثمارية تتهمانها بالاحتيال.

ورغم محدودية الرقم، فإن الإيكونوميست تقول إن "الأسواق باتت تتفاعل بعصبية مع أي مؤشر خطر مهما كان ضئيلا".

عطش غير مسبوق للسيولة

وترى المجلة أن أول مؤشرات القلق تظهر في أسواق التمويل القصير الأجل، حيث ارتفع مؤشر "إس أو إف آر" إلى أعلى مستوى له منذ 6 سنوات، متجاوزا سعر الفائدة الفدرالية بـ0.25 نقطة مئوية.

كما اقترضت البنوك الأميركية أكثر من 15 مليار دولار من مرفق إعادة الشراء في يومين فقط (15 و16 يوليو/تموز)، في إشارة واضحة إلى "طلب متزايد على السيولة وخوف من نقصها".

ترابط خطير بين البنوك والتمويل الخاص

أما القطاع الثاني الذي يثير القلق فهو عالم الائتمان الخاص الذي توسّع بقوة بعد أزمة 2008 ليشمل الشركات المتوسطة والعالية المخاطر.

ونقلت الإيكونوميست عن مارك روان من شركة أبولو وجوناثان غراي من بلاكستون قولهما إن "كثيرا من البنوك الأميركية لديها انكشاف مباشر على الشركات المتعثّرة مثل تريكولور وفيرست براندز".

مصدر الصورة تحركات الاحتياطي الفدرالي لم تعد كافية لطمأنة المستثمرين (الفرنسية)

وأشار تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي إلى أن البنوك الأميركية والأوروبية قدّمت قروضا بقيمة 4.5 تريليونات دولار إلى شركات تمويل خاصة وصناديق تحوّط، وذلك يعني أن أي اضطراب في هذا القطاع قد يتحول إلى أزمة مصرفية حقيقية.

خسائر غير محققة ومخاطر متراكمة

وتعيد المجلة التذكير بخسائر البنوك غير المحققة الناتجة عن ارتفاع أسعار الفائدة الطويلة الأجل، وهي ذاتها التي فجّرت أزمة 2023 حين انهارت بنوك سيليكون فالي وسيغنتشر وفيرست ريببلك.

إعلان

وبينما تراجعت هذه الخسائر من 690 مليار دولار في 2022 إلى نحو 395 مليار دولار حاليا، فإنها لا تزال كافية لإثارة الذعر إذا تفاقمت حالات التعثر.

وتشير الإيكونوميست إلى أن الارتفاع القوي في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 14% منذ بداية العام لا يعكس حقيقة هشاشة السوق، معتبرة أن "الأسواق المالية الأميركية تسير فوق أرض رخوة من التفاؤل الزائف، ويكفي ظهور صرصور جديد واحد ليعيد الخوف إلى وول ستريت".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار