يُتوقع أن يظل الطلب الصيني على الغاز المسال فاترا خلال فصل الشتاء، إذ تُخفف وفرة الإمدادات من حدة الارتفاع المعتاد في الاستهلاك في نهاية العام، وفق تقرير نشرته بلومبيرغ.
وانخفضت واردات الغاز الطبيعي المسال 15% على أساس سنوي في سبتمبر/أيلول الماضي، وهو الانخفاض الشهري الـ11 على التوالي، وقد انخفضت بنسبة 17% حتى الآن خلال عام 2025، وحل محله وقود أرخص يصل عبر خطوط الأنابيب أو يُنتج محليا، بالإضافة إلى وفرة مصادر الطاقة الأخرى مثل الفحم والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية.
مع ذلك، قد يكون لضعف الطلب على الغاز الطبيعي المسال خلال فصل الشتاء بصيص أمل، إذا منح المستوردين اليد العليا في مفاوضات الأسعار مع المنتجين الذين يعانون من ضغوط، حسبما نقلت بلومبيرغ عن محللين ومديرين تنفيذيين لم تكشف عن هوياتهم.
وحسب التقرير، قد يُسهم هذا في وضع القطاع على مسار أكثر استدامة، في وقت يشهد فيه السوق العالمي فائضا متزايدا في المعروض، ولا تزال الصين تبني قدرتها على الاستيراد.
تتوقع الإدارة الوطنية الصينية للطاقة أن يُسجل أكبر مستهلك للوقود في العالم أبطأ نمو في الطلب على الإطلاق، بنسبة تتراوح بين 2% و3% فقط هذا العام، وسيتم تلبية كل ذلك من خلال زيادة الكميات التي تنتج محليا، أو تُنقل عبر الأنابيب من روسيا وآسيا الوسطى، وفقا للمصادر.
يُمثل تباطؤ الاقتصاد الصيني عبئا واضحا على الاستهلاك، وبينما تُشكل موجات البرد خلال الشتاء خطرا دائما على إمدادات وقود التدفئة، فإن نمط طقس "النينيا" هذا العام ضعيف للغاية، وقد لا يكون كافيا لتعطيل الاتجاه العام لارتفاع درجات الحرارة.
والنينيا ظاهرة مناخية تتميز بانخفاض درجات حرارة سطح المحيط في المناطق الاستوائية المركزية والشرقية مقارنة بالوضع الطبيعي، وهي عكس ظاهرة النينيو (El Niño)، التي تمثل مرحلة الاحترار.
وتلعب العوامل الجيوسياسية دورا كذلك، فقد أعاد كبار المشترين الصينيين ملء خزاناتهم بما يصل إلى 80% من سعتها لتقليل المنافسة على الشحنات في ظل تقلبات السوق الأوروبية خلال فصل الشتاء، وفقا للمصادر.
ورغم أن الصين لا تزال تستورد الغاز الروسي الخاضع للعقوبات، فإن القيود تُسهم في عزوف المستوردين عن المخاطرة، وقال أشخاص مطلعون إن ثمة عوامل أخرى، منها احتمال عدم الاستقرار في الممرات البحرية في الشرق الأوسط وتدهور العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة ، تدفع المشترين إلى تقليل اعتمادهم على مشتريات اللحظة الأخيرة من السوق الفورية.
مع ذلك، استثمرت الصين مبالغ طائلة في الغاز الطبيعي المسال، وهو ما لا يسمح بتراجع السوق، ويُنظر إلى الغاز كداعم مهم لمصادر للطاقة النظيفة المتقطعة، وقد ضغط القطاع على الحكومة لزيادة عدد محطات الطاقة التي تعمل بالوقود بشكل كبير في الخطة الخمسية المقبلة.
وبفضل انخفاض الأسعار، سيكون الغاز الطبيعي المسال جزءا من هذا التوسع، ويمكن أن تزيد طاقة مرافق الاستيراد إلى 250 مليون طن سنويا بحلول عام 2030، من 150 مليون طن حاليا، وفق المصادر.