آخر الأخبار

جنرال فجّر كوارث.. وكاد يغير مستقبل أميركا بأخطائه

شارك
صورة للجنرال ماكليلان2

في أبريل سنة 1861، شهدت الولايات المتحدة واحداً من أحلك الفصول في تاريخها، مع اندلاع الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من أربع سنوات، وأسفرت عن مقتل أكثر من 600 ألف أميركي، لتُصنف كأكثر الحروب دموية في تاريخ البلاد.

وخلال تلك الحرب التي انتهت بانتصار قوات الاتحاد، برزت أسماء عدد من القادة الذين أظهروا براعة في التخطيط العسكري.

فيما ارتكب آخرون أخطاء فادحة كانت كفيلة بقلب موازين الحرب، من أبرز هؤلاء القادة الذين ذُكروا في كتب التاريخ بوصفهم مثالاً للتردد والفشل، هو الجنرال جورج ماكليلان (George B. McClellan).

مسيرة ماكليلان

فقد وُلد جورج ماكليلان عام 1826 في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، وتلقى تعليمه العسكري في أكاديمية ويست بوينت (West Point)، حيث تخرج عام 1846.

ثم بدأ مسيرته في الحرب الأميركية – المكسيكية، وبرز خلالها بفضل استعداداته المسبقة ودقته في التنظيم، ما أكسبه سمعة جيدة وترقيات سريعة في صفوف الجيش الأميركي حتى وصل إلى رتبة جنرال.

ولاحقًا، أُرسل ماكليلان إلى أوروبا لمتابعة الدراسات العسكرية، وشارك بصفته مراقباً خلال حرب القرم، حيث تابع عن كثب تكتيكات الجيوش الفرنسية والبريطانية ضد الجيش الروسي.

ماكليلان رفقة عسكريين فرنسيين

لكن مع اندلاع الحرب الأهلية الأميركية عام 1861، عُيّن ماكليلان جنرالًا في جيش الاتحاد، ثم تولى قيادة جيش "بوتوماك" (Potomac)، أهم جيوش الشمال في الجبهة الشرقية.

فأعاد خلال أشهر، تنظيم الجيش ورفع مستوى انضباطه وتسليحه، ليصبح أحد أقوى تشكيلات الاتحاد.

ليعين في نوفمبر من العام نفسه، قائداً عاماً للجيش الأميركي.

أخطاء كارثية وإقالة مهينة

لكن رغم كفاءته التنظيمية، عُرف ماكليلان بقدرٍ مفرط من الحذر والتردد، واشُتهر بخوفه المبالغ فيه من خوض المعارك قبل التأكد من الجاهزية الكاملة، وغالباً ما كان يُضخّم من حجم قوات العدو.

فخلال حملة شبه الجزيرة عام 1862، حاول السيطرة على ريتشموند عاصمة الكونفدراليين، لكنه أضاع وقتاً ثميناً بسبب تردده، ما أتاح للجنرال الجنوبي روبرت لي إعادة تنظيم قواته وإفشال الهجوم.

فخلال حملة شبه الجزيرة عام 1862، حاول ماكليلان السيطرة على ريتشموند عاصمة الجنوبيين.

لينكولن رفقة مسؤولين عسكريين أميركيين من ضمنهم ماكليلان

إلا أنه أهدر بسبب تريثه وتشكيكه في قدرات قواته، وقتا ثمينا ومنح قوات الكونفدراليين الوقت اللازم لإعادة تنظيم صفوفهم وإفشال هجومه.

وخلال معركة الأيام السبعة في يونيو ويوليو 1862، فضل ماكليلان الانسحاب وترك عدداً من قواته بالجبهة. وقد برر الأخير تصرفه حينها بخوفه من إمكانية تطويق كامل جيشه من قبل العدو.

أما في معركة أنتيتام (Antietam) في سبتمبر من العام نفسه، والمصنفة كأكثر معركة دموية بالحرب، فقد تمكن ماكليلان من هزيمة الجنرال الجنوبي روبرت لي ووقف غزوه للشمال.

لكن بدلاً من ملاحقة لي وقواته المنهكة للقضاء عليها، فضل ماكليلان التريث كعادته مانحا بذلك الوقت للجنرال لي للفرار من المنطقة وإعادة تنظيم صفوف قواته.

رسم كاريكاتيري ساخر من ماكليلان عقب ترشحه لرئاسيات العام 1864

فأثارت تلك القرارات المتكررة حفيظة الرئيس أبراهام لينكولن، الذي فقد ثقته في قدرة ماكليلان على حسم الحرب. فقرر في مارس 1862 عزله من قيادة الجيش، ثم أنهى خدمته العسكرية بالكامل بعد معركة أنتيتام.

ثم بعد عامين من إقالته، خاض ماكليلان الانتخابات الرئاسية عام 1864، ممثلاً عن الحزب الديمقراطي في مواجهة لينكولن نفسه، لكنه مُني بهزيمة ساحقة في المجمع الانتخابي، ليختفي بعدها تدريجياً من المشهد السياسي والعسكري الأميركي.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار