يحدد ألكسندر دراغونيتي، الدبلوماسي البريطاني السابق الذي خدم في غزة، 5 شروط رئيسية لضمان سلام دائم بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس ، واحتمال انسحاب الأخيرة من السلطة.
لكن الطبيعة، وخاصة في مناطق النزاع، لا تطيق الفراغ، وفقا لمقال دراغونيتي في موقع آي بيير الإخباري البريطاني، الذي يتساءل بعد ذلك عمن سيخلف حماس في قيادة غزة، وهل سيتمكن القادة الجدد من الوفاء بوعد السلام؟
هنا يورد المقال الحل المقترح في خطة السلام والقائم على "مجلس سلام" جديد بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وعضوية شخصيات دولية، وبدعم من قوات حفظ سلام متعددة الجنسيات.
بيد أن الكاتب حذر من أن مثل هذه الخطة محفوفة بالمخاطر في ظل غياب الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن دراغونيتي عبر عن أمله في تحقيق السلام المنشود والحصول على نتائج إيجابية على المدى القصير، ومع مرور الوقت، خلق فرصة فريدة من نوعها لتغيير قواعد اللعبة وتحقيق حل الدولتين .
وهو ما قال الكاتب إنه يتطلب تحقق 5 شروط، وهي:
يجب على السلطة الفلسطينية ، البديل المحتمل لحماس في حكم غزة، أن تثبت جاهزيتها، فهي حاليا، تفتقر للشرعية الديمقراطية، ولا تحظى بشعبية، ولم تحكم غزة منذ عام 2007.
وهذا يعني أن عليها أن تُجري إصلاحات سريعة وتكتسب مصداقية، لا سيما كجزء من "مجلس السلام" المُقترح حديثا، بقيادة ترامب.
ولفت إلى أن فشل هذه السلطة في أداء مهمتها، والفساد المستشري فيها، والآراء السلبية حول الرئيس محمود عباس ، البالغ من العمر (89 عاما)، أدت إلى فصل المؤسسة عن شعبها.
وأكد أن على هذه السلطة لكسب ثقة الفلسطينيين أن تستغل الفرصة لإثبات قدرتها على القيادة، مما يتطلب إجراءات إصلاحية سريعة تكون بإشراف ومساعدة دولية.
وللحفاظ على الدعم الشعبي، يجب على "مجلس السلام"، وفقا للكاتب، أن يُنجز مهمته بسرعة، بما في ذلك استعادة الخدمات الأساسية، وإعادة بناء البنية التحتية، وتوفير فرص العمل، كما يجب تجنب أخطاء كتلك التي ارتُكبت في العراق بعد الغزو، مثل تفكيك المؤسسات القائمة، بل يتعين على المجلس للقيام بعمل أفضل أن يتعامل مع هياكل التنفيذ والشركاء الحاليين والحذر من إنشاء مؤسسات موازية.
يتطلب السلام الدائم، وفقا للكاتب، مسارا لإعادة دمج أعضاء حماس السابقين بطريقة سلمية، يُعدّ العفو عن أولئك الذين نبذوا العنف أمرا ضروريا، كما حدث في أيرلندا الشمالية، لمنعهم من أن يتحولوا إلى معيقين للعملية أو يعودوا إلى التشدد، وفي أفضل الأحوال، ينبغي منح الجميع حصة من النجاح، على حد تعبير دراغونيتي.
ستبلغ تكلفة إعادة الإعمار حوالي 80 مليار دولار، ومع تدمير أو تضرر أكثر من 90% من المنازل، يجب على المانحين -وخاصة الداعمين لخطة السلام- الإسراع في تقديم الدعم المالي.
بدون رؤية طويلة المدى، تتضمن حل الدولتين وسيادة حقيقية للفلسطينيين، سيفتقر أي سلام مؤقت إلى الشرعية. يمكن لحكومة سلمية في غزة مدعومة دوليا أن تُغير المشهد، مما يجعل حل الدولتين أكثر قابلية للتطبيق في النهاية.
فالطريق الحقيقي نحو الشرعية هو إظهار أن الخطة تهدف إلى المساعدة في تحقيق ما هو أكبر، أي دولة فلسطينية ذات سيادة وذات حدود متفق عليها، تسيطر على أمنها، وتتمتع بالحرية في اختيار طريقها الخاص، على حد تعبير الكاتب.
وختم دراغونيتي بالتأكيد على أن وقف إطلاق النار إذا جعل كلا من حماس وإسرائيل يعتبران السلام أكثر فائدة من الصراع، فقد يكون "مجلس السلام" فرصة حقيقية، ولكن النجاح يعتمد على الإصلاح، والتنفيذ السريع، والدبلوماسية الشاملة، والالتزام الحقيقي بالتوصل إلى حل سياسي عادل.