في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في خضم الفوضى التي شهدها غرب مدينة رفح في جنوب قطاع غزة أمس، جراء تدافع الناس من أجل الحصول على المساعدات ضمن آلية أطلقتها مؤسسة غزة الإنسانية، انتشرت صورة وصفت بـ "المهينة" كالنار في الهشيم على مواقع التواصل لاسيما إكس.
Don’t worry: I’ve been assured that this is not a concentration camp. pic.twitter.com/SW5jsq7lpq
— Shaiel Ben-Ephraim (@academic_la) May 27, 2025
فقد أظهرت الصورة التي تداولها فلسطينيون وناشطون إسرائيليون وإعلاميون على السواء، حشداً من الغزيين محشورين ضمن عدة مسارات تفصل بينها شبكات حديدية، في مركز توزيع المساعدات والغذاء أمس.
You do realize how similar this looks? Right? https://t.co/HbC3gqJVWh
— Shaiel Ben-Ephraim (@academic_la) May 28, 2025
بينما وصف المشهد بـ "المشين، والمهين للإنسانية" من قبل إسرائيليين قبل الفلسطينيين على إكس.
הסרטון הדיסטופי הזה שצולם עכשיו במרכז "חלוקת המזון" של צה"ל בעזה הוא המחשה מטורפת למדיניות הזוועות וההשמדה של הממשלה: מרעיבים למוות 2 מיליון בני אדם, בונים מכלאות שבהן אפשר לקבל מעט אוכל, מצפים שבני אדם רעבים יהיו מנומסים, וכשהם פורצים את הגדרות - *יורים עליהם ממסוקים*. אימה. pic.twitter.com/YTDXsqM8yo
— Alon-Lee Green - ألون-لي جرين - אלון-לי גרין 🟣 (@AlonLeeGreen) May 27, 2025
إذ علق شائيل بن أفرايم الأكاديمي الإسرائيلي ومضيف بودكاست جيوسياسي، بشكل ساخر على هذا المشهد، كاتبا على حسابه في إكس: "لا تقلقوا .. لقد أكدوا لي أن هذا ليس معسكر اعتقال".
كما شبه في تغريدة أخرى، اليوم الأربعاء، الصورة بمعسكرات اعتقال اليهود خلال عهد النازية.
The mercenaries in the US-Israeli government’s so-called “aid” operation in Gaza—run by military contractors and resembling prison camps—are firing on the very Palestinians it’s supposed to help. This is not humanitarian aid. 🧵 pic.twitter.com/rBuwbp0Nau
— Jewish Voice for Peace (@jvplive) May 27, 2025
بدوره، وصف الناشط الإسرائيلي ألون لي جرين المشهد بالمروع. وكتب على حسابه في إكس قائلا: الفيديو المُرعب، المُصوَّر في مركز توزيع الطعام التابع للجيش الإسرائيلي في غزة، يُجسّد بشكلٍ مُريع سياسة الحكومة الإسرائيلية التدميرية، والقاضية بتجويع مليوني إنسان حتى الموت، وبناء حواجز، حيث يُمكنهم الحصول على القليل من الطعام".
فيما تساءل كيف يمكن التوقع بأن "يتصرف الجياع بشكل مهذب". وأردف أنه حين يخترقون الأسوار، تبدأ المروحيات بإطلاق النار عليهم.. يا له من رعب!
Concentration Camp! Humiliating people starved for 86 days.
— Mosab Abu Toha (@MosabAbuToha) May 27, 2025
Shame on this world. pic.twitter.com/OPqalQrgSx
من جهتهم، أعرب العديد من الفلسطينيين أيضا عن عجزهم في وصف هذا المشهد المروع.
وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، وصف أمس تلك المشاهد بالمشينة. وقال "لقد شاهدنا الفيديوهات من غزة حول إحدى نقاط التوزيع التي أنشأتها مؤسسة غزة الإنسانية.. بصراحة، هذه الفيديوهات والصور مؤلمة جدا".
يشار إلى أن مؤسسة غزة الإنسانية تأسست وسجلت في جنيف في شباط/فبراير الماضي، ولا تملك مكاتب أو ممثلين معروفين في هذه المدينة التي تستضيف مقار منظمات إنسانية دولية، حسب فرانس برس.
فيما أعلن مديرها التنفيذي جيك وود استقالته الأحد الماضي بعدما أدرك أن المنظمة لا تستطيع إنجاز مهمتها "مع الالتزام بالمبادئ الإنسانية والحياد وعدم التحيز والاستقلالية".
إلا أن المؤسسة أعلنت، الاثنين، أنها بدأت توزيع "مواد غذائية في شاحنات" على سكان غزة "في مواقع توزيع آمنة". وتعهدت بأنه "سيتم توزيع المزيد من الشحنات"، الثلاثاء، على أن "يزداد هذا التدفق بشكل يومي".
في المقابل، وجهت للمؤسسة انتقادات عدة، لاسيما حول اختيارها لـ "مواقع توزيع آمنة"، وهو أمر، بحسب منظمات إنسانية أخرى، ينتهك الأعراف لكونه يجبر السكان على التنقّل لتلقّي المساعدات الحيوية. إذ اعتبرت منظمات غير حكومية، من بينها "أكشن إيد"، أن "المساعدات المستخدمة للتستر على العنف المستمر ليست مساعدات، بل هي غطاء إنساني لإخفاء استراتيجية عسكرية للسيطرة ونزع الملكية".
كذلك، استبعدت الأمم المتحدة التعاون مع المؤسسة. وقال الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق "لا تتوافق خطتها مع مبادئنا الأساسية، بما في ذلك النزاهة والحياد والاستقلالية".
وفي 24 أيار/مايو، أفاد مسؤولون إسرائيليون أن خطة المساعدات الجديدة لغزة المدعومة من الولايات المتحدة "أعدها الإسرائيليون وطوَّروها إلى حدّ كبير كوسيلة لإضعاف حماس"، وفق ما نقلت حينها صحيفة نيويورك تايمز.