آخر الأخبار

بحيرة خفية تحت جليد غرينلاند تفجر سطحه وتدهش العلماء

شارك

في مشهد لم يسبق تسجيله من قبل في جزيرة غرينلاند، تسبب انهيار مفاجئ في انكشاف بحيرة مخفية تحت الجليد في فيضان هائل شق طريقه صعودا عبر طبقات الجليد، محدثا دمارا واسع النطاق على السطح العلوي للكتلة الجليدية.

هذا الحدث الاستثنائي، الذي كشفت تفاصيله دراسة جديدة نشرت يوم 30 يوليو/تموز في مجلة "نيتشر جيوساينس"، يلقي الضوء على المخاطر الكبيرة الكامنة في المياه الذائبة المخزنة تحت الجليد، ويكشف عن آلية جديدة وغير متوقعة قد تؤثر على مستقبل الكتلة الجليدية الأكبر في نصف الكرة الشمالي.

مصدر الصورة منطقة الانحسار وصعود الماء (جامعة لانستر)

بحيرة خفية وانفجار صاعد

استخدم المؤلفون بيانات أقمار اصطناعية متقدمة ونماذج عددية للكشف عن فيضان حدث في صيف عام 2014 بمنطقة نائية شمالي غرينلاند، حيث ركزت الدراسة على بحيرة خفية كانت أسفل طبقة الجليد تعرف باسم "بحيرة تحت جليدية" لم يكشف عن وجودها من قبل.

خلال فترة قصيرة لم تتجاوز 10 أيام، تدفقت 90 مليون متر مكعب من المياه من تلك البحيرة، مما أدى إلى تشكل حفرة ضخمة بعمق 85 مترا ومساحة تقارب كيلومترين مربعين على سطح الجليد. تعادل هذه الكمية من المياه تقريبا تدفق مياه شلالات نياغرا خلال 9 ساعات من ذروتها الموسمية.

لكن الأكثر إثارة للدهشة، كما تؤكد المؤلفة الرئيسية للدراسة "جاد بولينغ" وهي باحثة دكتوراه في الجغرافيا الطبيعية في جامعة لانكستر البريطانية، هو ما حدث في نقطة أبعد من موقع الفيضان، إذ تعرضت مساحة تقارب 385 ألف متر مربع من الجليد غير المتصدع سابقا لتشقق واسع، وظهرت كتل جليدية مقلوبة يصل ارتفاعها إلى 25 مترا، إلى جانب سطح جليدي بدا كأن مياها عاتية قد كشطته حديثا.

وتقول "بولينغ" في تصريحات للجزيرة نت: "عندما رأينا البيانات لأول مرة، ظننا أن هناك خللا، إذ لم نتوقع أبدا رؤية هذا الحجم من التغيير على السطح الجليدي. ولكن بعد التحقق والتحليل، تأكدنا أننا أمام آثار فيضان ضخم صعد من أعماق الجليد".

إعلان

وتضيف الباحثة أن وجود بحيرات تحت الجليد في غرينلاند هو اكتشاف حديث نسبيا، ومن ثم، تكشف هذه الدراسة عن مدى الجهل الذي ما زلنا نعيشه تجاه كيفية تطورها وتأثيرها على النظام الجليدي المحيط بها.

مصدر الصورة غرينلاند من الأعلى (آمي سويجز-جامعة لانكستر)

مياه تصعد لا تهبط

واحدة من أبرز المفاجآت في الدراسة هي إثبات أن المياه تحت الجليدية يمكنها، في بعض الحالات القصوى، أن تشق طريقها من القاع إلى السطح، عكس ما كانت تذهب إليه الفرضيات السابقة التي اعتبرت أن المياه تسير في الاتجاه المعاكس، من السطح إلى قاعدة الجليد ومنها إلى المحيط.

حدث ذلك بسبب التراكم السريع والضخم للماء (أكثر من 90 مليون متر مكعب خلال 10 أيام) خلق ضغطًا هائلًا كسر الجليد من الأسفل واندفع إلى الأعلى، وهذا ليس السلوك الطبيعي للماء تحت الجليد أو داخل الجبال الثلجية، بل كان استثناء نادر وظرفًا قويًا جدًا دفَع الماء للأعلى بشكل مفاجئ.

بالإضافة إلى ذلك، كانت النماذج الرقمية تتوقع أن المنطقة التي وقع فيها الانفجار كانت مجمدة بالكامل عند القاع، مما يستبعد احتمال تدفق المياه، إلا أن ما حدث يكشف عن احتمال أن الضغط الهائل للمياه في قاع البحيرة تسبب في تشقق الجليد وخلق ممر عمودي اندفعت من خلاله المياه للأعلى.

تشير الباحثة إلى أن النماذج المناخية المستخدمة حاليا لتوقع مستقبل الغطاء الجليدي في غرينلاند لا تأخذ في الحسبان مثل هذه السيناريوهات. لذلك، يثير هذا الحدث تساؤلات ملحة حول مدى دقة هذه النماذج، خصوصا في ظل تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري وزيادة معدلات الذوبان السطحي.

"ما وجدناه في هذه الدراسة فاجأنا من نواحٍ عدة. لقد تعلمنا أشياء جديدة وغير متوقعة عن كيفية استجابة الكتل الجليدية للفيضانات الناتجة عن ذوبان السطح. وهذا يسلط الضوء على ضرورة فهم النظام الهيدرولوجي المخفي بشكل أفضل، الآن وفي المستقبل" تقول بولينج.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار