الجزائر الآن -كشف سعيد سعيود، وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل، خلال جلسة علنية بـ المجلس الشعبي الوطني، عن وجود شبكات احتيال منظمة استغلت منحة السفر التي أقرتها الدولة لفائدة المواطنين والمقدرة ب750 آورو سنويا.

محذّرًا من أن هذا الامتياز الاجتماعي قد تحوّل، بفعل ممارسات غير قانونية، من “نعمة” إلى “نقمة” فرضت على السلطات تشديد الرقابة على المعابر الحدودية.

●سعيود : تقييم مشترك مع تونس… وتشخيص دقيق للاختلالات

ومبرزا وعلى هامش رده على أسئلة النواب، أن الحكومة الجزائرية قد أنجزت تقييمًا ميدانيًا دقيقًا للوضع بالتنسيق مع السلطات التونسية، خلال زيارة رسمية رافق فيها الوزير الأول نهاية الأسبوع الماضي.

وأسفر التقييم عن تورط بعض وكالات الأسفار في تنظيم تنقلات صورية لمواطنين جزائريين، باستعمال أساليب احتيالية هدفها الأساسي الاستيلاء على العملة الصعبة دون أي مردود سياحي أو اقتصادي مشروع.

مصدر الصورة

●سعيود : يكشف آلية التحايل: ختم متكرر لجوازات السفر… واستنزاف ممنهج للعملة الصعبة

كشف سعيود أن المخطط الاحتيالي يقوم على إدخال المواطنين قانونيًا إلى التراب التونسي وختم جوازاتهم، ثم إعادتهم سريعًا إلى الجزائر عبر معابر محروسة دون احترام المدة القانونية للإقامة، ليُعاد إدخالهم مجددًا بالطريقة نفسها. وتُكرَّر العملية بهدف الاستفادة المتعددة من منحة السفر المقدّرة بـ750 يورو في كل مرة، ما شكّل نزيفًا خطيرًا للعملة الصعبة.

●سعيود : أرقام “مرعبة” تكشف حجم الظاهرة

ووصف الوزير المعطيات المسجّلة بـ“المرعبة”، مؤكدًا وبلغة الارقام رصد نحو 100 ألف حالة خلال شهر ونصف فقط، أغلبها من فئة العاطلين عن العمل الذين جرى استغلالهم ضمن هذه الشبكات العابرة للحدود. وشدد على أن هذه الأموال لم تستفد منها لا الجزائر ولا تونس، بل صبّت حصريًا في جيوب سماسرة ووسطاء.

● أكثر من 5000 حافلة… والسياحة غطاء للتحايل

وفي تفاصيل إضافية، كشف سعيود أن أكثر من 5000 حافلة توجهت نحو تونس خلال الفترة المعنية، استُخدم بعضها لإدخال “سياح” وإخراجهم بشكل احتيالي، ثم إعادة إدخالهم بعد فترات وجيزة. واستهدفت هذه العمليات، أساسًا، مستفيدي منحة البطالة، بما عمّق الأثر الاجتماعي والاقتصادي للظاهرة.

سعيود :نحو إقرار تدابير وإجراءات حكومية عاجلة: تنظيم المنحة السياحية دون المساس بالحق

أشار وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل سعيد سعيود ، بأن منحة السفر السياحية والتي كرسها فعليا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ، لن تُلغى باعتبارها حقًا مكفولًا للمواطن الجزائري.

لكنه قد شدد بأن الحكومة الجزائرية ،سوف تنتقل إلى إعادة تنظيم وضبط صارم يمنع الاستغلال.

وفي هذا الإطارفقد أعلن عن فرض تراخيص مسبقة على حافلات وكالات السفر العابرة للحدود، وهو إجراء كشف—بحسبه—عجز بعض الوكالات عن تقديم التزامات واضحة، خاصة فيما يتعلق بإعادة المواطنين العالقين.

حلول تنظيمية مستدامة: ضبط الاستفادة وحماية الاقتصاد الوطني

وختم سعيود بالتأكيد على التوجه نحو آليات ضبط حديثة، من بينها اعتماد بطاقة دفع مسبقة لتنظيم الاستفادة من المنحة، بما يحقق توازنًا استراتيجيًا بين حماية الحق الاجتماعي، وصون الاقتصاد الوطني، وتجفيف منابع الاحتيال، وتعزيز الثقة في السياسات العمومية.