آخر الأخبار

كاتب فلسطيني: "الجزائر خط أحمر .."

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

كاتب فلسطيني: “الجزائر خط أحمر ..”

قال الكاتب الفلسطيني عامر أبو شباب إن الهجمة التي شنّها بعض الأصوات على الجزائر عقب تصويتها داخل مجلس الأمن لصالح القرار المتعلق بتثبيت اتفاق وقف حرب الإبادة على غزة، تكشف حجم الجهل والارتهان لدى من وصفهم بـ”عابدي الأحزاب” الذين لا يدركون قيمة المواقف المبدئية ولا معنى المسؤولية الوطنية.

وأضاف في مقال منشور بصحيفة “الراية” الفلسطينية، تحت عنوان “من فلسطين .. ألجزائر خط أحمر”، أن الجزائر تعاملت مع الملف من موقع الحكمة والواقعية السياسية، في وقت ينشغل فيه تجار الشعارات بالمزايدات، بينما تواصل الدبلوماسية الجزائرية تقديم نموذج عربي متقدم يشهد له الأصدقاء والخصوم منذ عقود.

وشدد الكاتب على أن الطعن في أداء الخارجية الجزائرية “سذاجة غير بريئة”، مذكرًا بمحطات تاريخية صنعت فيها الجزائر حضورها الدولي، وعلى رأسها إدخال الرئيس الشهيد ياسر عرفات إلى الأمم المتحدة ليلقي خطابه الشهير، ثم مواصلة دعم فلسطين في كل المنتديات الدولية والإقليمية دون كلل.

الموقف داخل مجلس الأمن

وأوضح أبو شباب أن موقف الجزائر خلال مناقشة القرار الأخير لم يكن ردّ فعل عابرًا، بل انطلق من رؤية متوازنة تدرك تعقيدات المشهد، ومن مسؤولية تمثيل صوت المجموعة العربية، مع التركيز على وقف نزيف الدم عبر تثبيت وقف إطلاق النار الشامل في غزة، وتسريع دخول المساعدات الإنسانية، ومنع التهجير، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال، إلى جانب الإشارة إلى حل الدولتين كمدخل سياسي لإنهاء المعاناة الفلسطينية.

وأشار إلى أن منتقدي الجزائر تجاهلوا أن مضمون القرار استند إلى خطة قدّمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووافقت عليها الفصائل الفلسطينية بعد عامين من الحرب، وأن الجزائر لعبت دورًا مهمًا في إدخال تعديلات جوهرية على نص القرار حتى لا يتعارض مع القرارات الأممية السابقة وإعلان نيويورك المتعلق بحماية حل الدولتين.

انتقادات غير موضوعية

واعتبر الكاتب أن بعض الأصوات التي تهاجم الجزائر “لا تريد للحرب أن تتوقف”، وكأن استمرار الدم والخراب يخدم مصالحهم في الإبقاء على القضية ملفًا للمزايدات السياسية والشعبوية. وقال إن ترك الشعب الفلسطيني تحت رحمة حكومة الاحتلال المتطرفة يعني تمديد معاناته، بينما كان المطلوب وقف المجزرة فورًا.

تقدير للموقف الجزائري

وختم أبو شباب بالتأكيد على أن غالبية الفلسطينيين في قطاع غزة يرون في الخطوة الجزائرية استجابة لحاجتهم الماسّة لوقف الحرب وفتح الباب أمام الإغاثة ودخول الغذاء والدواء، وإجبار الاحتلال على الانسحاب من نصف القطاع المدمّر وفق قرار دولي.

وقال إن الجزائر، رغم محدودية إمكانات الأمة العربية في مواجهة ميزان القوة المختل، لم تتخلّ يومًا عن التزامها التاريخي تجاه فلسطين، ولن يهدأ ضميرها إلا بقيام الدولة الفلسطينية التي أُعلنت من أرضها، معتبرًا أن وقف المذبحة اليوم هو الحدّ الأدنى الممكن لحماية حياة الصامدين في خيام غزة.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا