#عاجل | نائب مدير برنامج الأغذية العالمي للجزيرة: قوات الدعم السريع تمنعنا من الوصول إلى مدينتي كادوقلي والفاشر
– السودان يعيش أكبر أزمة انعدام أمن غذائي في العالم
– نحن بحاجة لتمويل إضافي للوصول إلى نحو 5 ملايين شخص في السودان pic.twitter.com/Eo0OPQPteM— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 19, 2025
الخرطوم- كشف وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السوداني معتصم أحمد صالح في حوار خاص مع الجزيرة نت، أن أعداد النازحين واللاجئين جراء الحرب في تغير مستمر، حيث تشير التقديرات إلى أكثر من 16 مليون نازح داخليا ونحو 5 ملايين لاجئ خارج السودان ، إلى جانب وجود 23 مليون شخص تحت خط الفقر.
وقال إن مدينة الفاشر ليست حالة معزولة، بل تمثل جزءا من مسلسل متواصل من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها "مليشيا الدعم السريع " في دارفور و الخرطوم وولايتي الجزيرة وسنار، ولذلك فإن حجم المعاناة أكبر مما يراه العالم على السطح.
وأفاد صالح بأن الوضع الإنساني الذي أفرزته جرائم الدعم السريع في الفاشر وغيرها من المناطق يحتاج إلى دعم يتناسب مع حجم الأزمة، لا إلى تدخلات متفرقة ومحدودة، مشيرا إلى وجود جهود دولية مقدرة، لكنها "لا ترقى إلى مستوى الكارثة".
وأوضح أن قبول أي هدنة يجب أن يضمن وقفا حقيقيا للانتهاكات، ووصول الإغاثة إلى جميع المحتاجين دون استثناء، وألا تتحول إلى فرصة "لإعادة تسليح المليشيا"، وأكد "نحن مع حماية المدنيين، لكننا ضد أي ترتيبات تكافئ من ارتكبوا جرائم جماعية".
وفيما يلي نص الحوار..
الفاشر كانت تحت حصار طويل، تلاه اقتحام شهد انتهاكات واسعة وعمليات تصفية وتعذيب ونهب شامل، الأمر الذي أدى إلى موجات نزوح كبيرة نحو الولايات الأخرى، وهنالك عشرات الآلاف لا زالت المليشيا تمنعهم من مغادرة المدينة.
وصل إلى الولاية الشمالية وحدها في منطقتي الدبة ودنقلا وما حولهما حوالي 50 ألف نازح من الفاشر وغرب كردفان ، ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، أينما تتجه اليوم في السودان تجد أسرا مدمرة اجتماعيا واقتصاديا تبحث عن الحد الأدنى من الأمان.
الفاشر ليست حالة معزولة، بل جزء من مسلسل متواصل من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في دارفور والخرطوم وولايتي الجزيرة و سنار ، ولذلك حجم المعاناة أكبر مما يراه العالم على السطح.
هناك جهد دولي لكنه لا يوازي حجم الكارثة، بعض الوكالات الدولية تبذل جهودا مقدرة، ودول شقيقة وصديقة قدّمت دعما مهما، لكن عندما يكون لديك 23 مليون شخص تحت خط الفقر و16 مليون نازح داخليا و5 ملايين لاجئ خارجيا فإن الاستجابة الحالية لا تغطي سوى جزء بسيط من الاحتياجات.
الوضع الإنساني الذي أفرزته جرائم مليشيا الدعم السريع في الفاشر وغيرها من المناطق يحتاج إلى تدخّل يتناسب مع حجم الأزمة، وليس إلى تدخلات متفرقة ومحدودة.
نحن نقدّر كل جهد صادق يصل للناس، لكن الرضا الكامل غير موجود، لدينا 3 ملاحظات:
نحن بحاجة لاستجابة إنسانية متوازنة تشمل إغاثة وتعافيا اقتصاديا يعيد إلى الناس القدرة على الكسب.
موقفنا ثابت، نرحب بأي مساعدات تصل إلى المحتاجين، لكن عبر آليات واضحة تضمن عدم استخدامها لأهداف عسكرية أو سياسية.
وبالنسبة إلى معبر أدري كان النقاش حول ضمان الرقابة والجهات التي تتحكم فعليا في مسار الشحنات ومنع وقوع المساعدات في يد المليشيا.
نحن لا نرفض مبدأ العبور عبر تشاد، ولكن نصرّ على أن يكون ذلك ضمن منظومة متفق عليها تحمي سيادة السودان وتضمن وصول الإغاثة إلى مستحقيها فقط، وليس للمليشيات.
المشهد الإنساني في السودان يزداد تأزّمًا مع تواصل المعارك واتساع جبهاتها.. المنظمات الإنسانية تقول إن البلاد تتحول إلى ميدان تشريد ونزوح داخلي غير مسبوق، مع الفرار اليومي من ساحات المعارك والقصف | #تقرير: شيماء بوعلام#الأخبار pic.twitter.com/f0DHRBoHAk
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 15, 2025
هذه أزمة غير مسبوقة وتتطلب معالجة على 3 مستويات:
الأرقام تتغير يوميا، لكن التقديرات تشير إلى أكثر من 16 مليون نازح داخليا موزعين في ولايات دارفور وكردفان والخرطوم و الجزيرة وسنار والنيل الأبيض والنيل الأزرق والبحر الأحمر والشمالية ونهر النيل.
كما تشير إلى حوالي 5 ملايين لاجئ خارج السودان في تشاد ومصر وجنوب السودان وأوغندا وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى وليبيا ودول أخرى.
وتعمل الوزارة مع شركائها على تحديث السجل الاجتماعي الموحد لحصر الأسر المتضررة وخدمة عمليات الدعم.
موارد الدولة محدودة حاليا بسبب ضعف الإيرادات وزيادة الإنفاق الحكومي لتغطية احتياجات الحرب، ومع ذلك خصصت الحكومة موارد مقدرة لبرامج الحماية الاجتماعية والتأمين الصحي والتمويل الأصغر.
كما نعتمد على موارد الزكاة والصناديق القومية وبرامج بنك الأسرة وبنك الادخار في تمويل مشروعات الأسر والنساء والشباب.
جزء من المساعدات الخارجية يأتي عبر الأمم المتحدة والمنظمات، لكنه لا يمر كله عبر الحكومة، ونطالب بآلية تنسيق أفضل وتوجيه متسق مع خططنا الوطنية.
نشيد بالدعم القطري، فقد جاء في وقت حرج وأسهم في إحداث فارق ملموس في أوضاع نازحي الفاشر، كان هناك التزام مهني، وتنسيق مع الجهات الرسمية السودانية، وابتعاد عن أي توظيف سياسي.
نأمل أن تقتدي دول أخرى بهذه التجربة، وأن يتحول الدعم إلى شراكات طويلة المدى في إعادة الإعمار.
النزوح الكبير من مناطق الحرب هو تعبير واضح عن رفض الناس جرائم مليشيا الدعم السريع، ولجوئهم إلى الولايات التي لا زالت فيها الدولة قائمة.
قد يستمر جزء منه، لأن بعض المناطق تعرضت لجرائم و تطهير عرقي واسع، ولن يعود الناس إليها بسهولة، لكن توجهنا كحكومة هو توفير حياة كريمة للنازحين حيث يقيمون الآن، والعمل على عودة طوعية آمنة عندما تسمح الظروف، والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي ومنع تثبيت آثار الجريمة كأمر واقع دائم.
لا يوجد أي تنسيق على الإطلاق، هذه مليشيا مسؤولة عن الجرائم والانتهاكات التي أدت إلى النزوح والجوع والمرض، ولا يمكن للحكومة أن تتعامل معها كطرف في العمل الإنساني، تعاملنا يتم فقط عبر الأمم المتحدة والجهات المعترف بها، ونطالب بضمانات تمنع استخدام المساعدات لتقوية المليشيات.
أي هدنة نقبلها يجب أن تضمن:
أبرز الاحتياجات هي:
نعم، لدينا خطة متدرجة تشمل:
نحن نعلم أن الطريق طويل، لكننا ملتزمون بوضع النازحين في قلب خطة التعافي وبناء مجتمع آمن يعيد إلى الناس كرامتهم وحياتهم.
المصدر:
الجزيرة