التسممات الغذائية في إقامات الطلبة تحت المجهر.. تفاصيل إصلاح شامل في المطاعم الجامعية

التسممات الغذائية في إقامات الطلبة تحت المجهر.. تفاصيل إصلاح شامل في المطاعم الجامعية

الجزائرالٱن _ تعد سلامة الطلبة داخل الإقامات الجامعية إحدى أولويات الدولة الجزائرية في سياق تعزيز جودة الخدمات الجامعية وتحسين ظروف الإيواء والإطعام، لاسيما في ظل ازدياد عدد الطلبة المسجلين في مؤسسات التعليم العالي عبر الوطن ، وفي هذا الإطار، يبذل الديوان الوطني للخدمات الجامعية جهوداً حثيثة لضمان بيئة جامعية صحية وآمنة، من خلال تكثيف الرقابة الدورية على المطاعم الجامعية وتطبيق المعايير الصحية الصارمة في إعداد وتقديم الوجبات.

سلامة الطالب في صلب الاهتمام

ومساعي حيثية يقوم بها الديوان الوطني للخدمات الجامعية ، لضمان إيصال وجبة غذائية صحية للطلبة وتكون امنة، خاصة ، من خلال ضمان نظافة المعدات وضمان من جهة أخرى أن تكون كل المواد الغذائية المعتمدة جديدة وغير تالفة ، في محاولة لمنع تكرار سيناريو حوادث التسممات ، على غرار الحادثة التي سجلها الموسم الجامعي الماضي ، والتي شهدتها إحدى الإقامات الجامعية بالعاصمة – إقامة معالمة 1 – والتي عرفت تسجيل حالات تسمم غذائي في صفوف الطلبة، حيث بلغ عدد المصابين نحو 120 طالباً. وقد شكلت هذه الواقعة إنذاراً جاداً دفع بالسلطات الوصية إلى التحرك الفوري لإعادة تقييم المنظومة الوقائية وتعزيز آليات المراقبة اليومية داخل مؤسسات الإطعام الجامعي، بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.

مصدر الصورة

وحادثة التسمم التي مست عدداً من الطلبة شكلت اختباراً حقيقياً لجاهزية المنظومة، لكنها في الوقت ذاته أطلقت ديناميكية جديدة داخل قطاع الخدمات الجامعية، قوامها المتابعة، الوقاية، والشفافية.

وبفضل التنسيق بين وزارة التعليم العالي والديوان الوطني للخدمات الجامعية ومختلف المصالح المعنية، تتجه الجزائر نحو ترسيخ نموذج متطور في تسيير الخدمات الجامعية يضع سلامة الطالب في صلب الاهتمام، ويحول كل تحدٍ إلى فرصة لبناء منظومة أكثر صلابة واحترافية.

تعليمات وزارية صارمة ومتابعة ميدانية دقيقة

وتنفيذاً لتعليمات وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، وعملاً بتوصيات المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية البروفيسور عادل مزوغ، تم أمس إطلاق حملة ميدانية واسعة شملت عدداً من مطاعم الإقامات الجامعية بالعاصمة.

الزيارات التفقدية جاءت بهدف الوقوف ميدانياً على جاهزية الهياكل وتوفر الموارد البشرية والتجهيزات التقنية الضرورية لتأمين وجبات في ظروف صحية ملائمة. وقد حرص القائمون على هذه العمليات على تقييم مدى تطبيق إجراءات النظافة والتخزين السليم للمواد الغذائية، فضلاً عن مراقبة سلسلة التبريد وأساليب التحضير، باعتبارها نقاطاً محورية في منظومة الوقاية من التسممات الغذائية.

تنسيق مؤسساتي لتعزيز فعالية الرقابة

وعرفت هذه الزيارات مشاركة فعالة لعدة هيئات ومصالح رسمية، في مقدمتها ممثل الديوان الوطني للخدمات الجامعية عبد الباسط بن ساسة، إلى جانب ممثلين عن المقاطعة الإدارية حسين داي، ومديرية الصحة لولاية الجزائر، ومفتشية التجارة، وممثل عن المجلس الشعبي البلدي.

وقد شكل هذا التنسيق الميداني نموذجاً عملياً للتكامل بين مختلف المؤسسات العمومية في سبيل تحقيق هدف مشترك هو ضمان سلامة الطلبة. وتم خلال المعاينة الوقوف على مدى احترام شروط النظافة في المطابخ والمخازن، وفحص نماذج من المواد المستعملة في إعداد الوجبات، إلى جانب تقديم توجيهات آنية لمسؤولي الإقامات بضرورة تشديد المراقبة اليومية واعتماد نظام للتتبع الصحي للوجبات.

منظور استباقي للوقاية وتطوير منظومة الإطعام

ولم تقتصر الإجراءات على الجانب التفقدي فحسب، بل اتخذت بعداً استباقياً يهدف إلى بناء ثقافة مؤسساتية دائمة للوقاية. فالمتابعة المستمرة لقطاع الخدمات الجامعية أصبحت اليوم جزءاً من سياسة وطنية تسعى إلى ترسيخ ثقافة المسؤولية واليقظة في تسيير الإقامات والمطاعم الجامعية، من خلال تكوين الإطارات المشرفة على الإطعام، وتحسين ظروف عمل الطهاة وعمال النظافة، وضمان تزويد المطاعم بوسائل حديثة للتخزين والتحضير والمراقبة.

كما يُنتظر أن تُعزز هذه الجهود بتطبيق بروتوكولات رقمية لتتبع مراحل الإطعام، ابتداءً من اقتناء المواد الغذائية وصولاً إلى تقديمها للطلبة، بما يضمن أعلى معايير الشفافية والفعالية في التسيير.

ميلاد ركن إعلامي يومي جديد لعرض نماذج من وجبات الإطعام المقدمة للطلبة بكل الاقامات

ياتي هذا في الوقت تم فيه منذ أيام إطلاق وفي تعليمات المدير العام مزوغ عادل، إطار تعزيز مبدا الشفافية وتحسين التواصل مع الطلبة الجامعيين ركن إعلامي يومي جديد يعرض من خلاله نماذج من وجبات الإطعام المقدمة للطلبة عبر مختلف الإقامات الجامعية على المستوى الوطني. وحسب الديوان، فإن الوطني العملية تعد خطوة نوعية تهدف إلى إطلاع الطلبة والرأي العام الجامعي على طبيعة الخدمات المقدمة داخل المطاعم الجامعية وإبراز الجهود المبذولة لتحسينها وضمان جودتها واستمراريتها.

تجسيدا لسياسة التواصل المفتوح

وأوضح الديوان الوطني للخدمات الجامعية، أن هذا الركن اليومي يأتي تجسيدا لسياسة التواصل المفتوح التي ينتهجها، قصد تعزيز مبدا الشفافية في تسيير الخدمات الجامعية وإشراك الطلبة في متابعة وتحسين ظروف الإطعام داخل الإقامات.

إبراز قصص النجاح في مجال تحسين الوجبات والنظافة وتوعية الخدمة

كما يهدف الركن إلى تسليط الضوء على النماذج الإيجابية من الولايات المختلفة، وإبراز قصص النجاح في مجال تحسين الوجبات والنظافة وتوعية الخدمة، بما يعكس حرص الدولة على الارتقاء بجودة الحياة الجامعية وجاءت أولى حلقات هذا الركن من مديرية الخدمات الجامعية لولاية تيارت، وكذا مديرية الخدمات الجامعية.

وبباتنة حيث تم تسليط الضوء على وجبات المقدمة للطلبة في مطاعم الإقامات الجامعية. وقد أظهرت الصور والعينات المعروضة تنوعا في المكونات الغذائية واحتراما المعايير التوازن الغذائي.

التسممات الغذائية في إقامات الطلبة تحت المجهر.. تفاصيل إصلاح شامل في المطاعم الجامعية

من خلال وجبات تجمع بين القيمة الصحية والجودة في التحضير والتقديم. وينتظر أن يشمل هذا الركن الإعلامي تدريجيا جميع مديريات الخدمات الجامعية عبر الوطن، لتغطية مختلف التجارب والنماذج في تسيير المطاعم الجامعية، مع إبراز دور الإطارات المحلية في تحسين الأداء وضمان بيئة معيشية لائقة للطلبة، كما سيتم نشر تقارير وصور ميدانية تظهر الوجبات الحقيقية المقدمة في مختلف الإقامات، بما يعكس الجهود الميدانية المتواصلة لتحسين الإطعام الجامعي وتكريس الشفافية في الخدمة العمومية.

توجه جديد لقطاع الخدمات الجامعية

وتندرج هذه المبادرات ضمن الرؤية الإصلاحية التي أطلقها قطاع الخدمات الجامعية بحلة جديدة، تحت إشراف وزارة التعليم العالي والديوان الوطني للخدمات الجامعية، والرامية إلى تحسين نوعية الحياة داخل الوسط الجامعي وجعل الإقامة الجامعية فضاءً مريحاً وآمناً يليق بالطالب الجزائري.

ويعكس هذا التوجه حرص السلطات العمومية على جعل حادثة معالمة 1 منطلقاً لإعادة هيكلة منظومة الإطعام الجامعي وفق مقاربة علمية وتشاركية، تدمج الصحة، التغذية، والمراقبة في إطار واحد متكامل.