محمود عباس يوثق نصف قرن من الأخوة: “الجزائر قوية، فلسطين قوية”
كتاب تاريخي يكشف تفاصيل الدعم الجزائري للقضية الفلسطينية منذ الاستقلال
الجزائرالٱن _ الفي خطوة توثيقية تاريخية تعكس عمق العلاقات الفلسطينية الجزائرية ، شهد جناح دولة فلسطين بصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا 2025)، يوم الثلاثاء، تقديم كتاب استثنائي من تأليف رئيس دولة فلسطين محمود عباس يحمل عنوان “الجزائر قوية، فلسطين قوية”، وهو عمل يؤرخ للحظات التاريخية حاسمة تجسد وقوف الجزائر الثابت إلى جانب القضية الفلسطينية عبر العقود.
توزيع مجاني وإهداء من القلب
أشرف سفير دولة فلسطين بالجزائر، فايز أبو عيطة، على جلسة إهداء مجانية مميزة بالتوقيع على الكتاب نيابة عن مؤلفه، في حضور جمع غفير من زوار المعرض الذين تلقوا نسخاً موزعة مجاناً، في لفتة تعكس الرغبة في نشر هذا التوثيق التاريخي على أوسع نطاق ممكن.
وفي حديثه للصحفيين، أكد السفير أبو عيطة الأهمية الاستثنائية لهذا العمل، قائلاً إن كتاب الرئيس الفلسطيني “مهم جدا بالنسبة لنا لأنه يحفظ أواصر العلاقة التاريخية التي ربطت الشعب الفلسطيني بالشعب الجزائري”. وأوضح أن محمود عباس “أراد من خلال محبته لدولة الجزائر الشقيقة وتعبيرا وتقديرا لها أن يوثق العديد من اللحظات والمناسبات التاريخية التي تؤكد دعم ووقوف دولة الجزائر الشقيقة إلى جانب الشعب الفلسطيني”.
أول دعم جزائري: من الاستقلال إلى رعاية الشهداء
يكتسب الكتاب أهمية خاصة من خلال توثيقه لمعلومات تاريخية نادرة، من بينها تفاصيل أول دعم مادي قدمته الجزائر لفلسطين مباشرة بعد استقلالها عام 1962. وحسب السفير الفلسطيني، فإن الرئيس الراحل ياسر عرفات، فور تلقيه هذه المساهمة، قرر افتتاح حساب خاص بها لصالح رعاية أسر الشهداء والجرحى الفلسطينيين، وهي المؤسسة التي تم اعتمادها رسمياً في منظمة التحرير الفلسطينية وما زالت تعمل حتى اليوم لنفس الغاية النبيلة، لتمكين مستحقيها من العيش حياة كريمة.
الجزائر العاصمة: شاهدة على ميلاد دولة فلسطين
كما يتطرق الكتاب إلى محطات تاريخية فارقة في مسيرة النضال الفلسطيني، أبرزها الإعلان الرسمي عن قيام دولة فلسطين خلال الدورة التاسعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني عام 1988، والذي استضافته الجزائر العاصمة في لحظة تاريخية خالدة. هذا الحدث الذي يحمل دلالات سياسية ورمزية عميقة، يؤكد الدور المحوري للجزائر في دعم الطموحات الفلسطينية المشروعة.
ثلاث زيارات في عهد الرئيس تبون: توثيق للحاضر وتأكيد للمستقبل
ولم يكتف محمود عباس بتوثيق التاريخ البعيد، بل خصص حيزاً مهماً لتوثيق زياراته الثلاث إلى الجزائر في عهد الرئيس عبد المجيد تبون، وهو ما اعتبره السفير أبو عيطة “تقديرا وعرفانا ومحبة منه للجزائر وللقيادة الجزائرية وللشعب الجزائري”، مشيراً إلى أن هذا التوثيق “يعكس مدى اهتمام الرئيس تبون بدولة فلسطين وبتوثيق أواصر العلاقة معها”.
سيلا 2025: المنصة الأمثل لإهداء تاريخي
واعتبر السفير الفلسطيني أن صالون الجزائر الدولي للكتاب يمثل “المناسبة الأفضل” لتوقيع وتوزيع هذا الكتاب نيابة عن الرئيس محمود عباس، وإهدائه للصالون ولدولة الجزائر ولشعبها، في رسالة واضحة تؤكد أن الكلمة المكتوبة تبقى الشاهد الأقوى على التاريخ المشترك والنضال المتواصل.
عنوان يختصر تاريخاً من التضامن
إن اختيار عنوان “الجزائر قوية، فلسطين قوية” ليس مجرد تعبير بلاغي، بل هو تأكيد على أن قوة الشعوب تكمن في وحدتها وتضامنها، وأن الجزائر التي انتصرت في ثورتها التحررية، تقف اليوم كما وقفت دائماً سنداً راسخاً للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال. هذا الكتاب يصبح بذلك وثيقة تاريخية حية تنقل للأجيال القادمة قصة أخوة لم تهزها السنون، وتضامن لم تضعفه التحديات.
من خلال هذا العمل التوثيقي، يضيف محمود عباس إلى المكتبة العربية مرجعاً مهماً يحفظ ذاكرة جماعية مشتركة، ويؤكد أن العلاقات بين الشعوب لا تُقاس فقط بالمواقف السياسية الراهنة، بل بالتاريخ الطويل من النضال المشترك والتضحيات المتبادلة والوفاء الذي لا يعرف النسيان.
المصدر:
الجزائر الآن
مصدر الصورة