آخر الأخبار

انتفاضة رقمية في الصحراء الغربية رفضًا لـ"خطة الحكم الذاتي المزعومة"

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ أطلقت منظمات حقوقية صحراوية من داخل المدن المحتلة حملة رقمية واسعة للتأكيد على تمسك الشعب الصحراوي بحقه في تقرير المصير ورفض أي محاولات لفرض أمر واقع تحت مسمى «الحكم الذاتي». جاءت هذه المبادرة في وقت يفرض فيه الاحتلال المغربي حصارًا مشددًا على الأقاليم المحتلة، محاولًا منع أي شكل من أشكال التعبير عن الرفض الشعبي أو المطالبة بالحرية والاستقلال.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسمًا بعنوان «لا لخطة الحكم الذاتي المزعومة التي يروج لها المحتل»، في خطوة تهدف إلى مواجهة الدعاية المغربية التي تحاول تسويق صورة مضللة للرأي العام الدولي مفادها أن الصحراويين يقبلون بسيادة الاحتلال على الإقليم.

مقاومة سلمية تفضح الواقع الاستعماري

شارك في الحملة مئات النشطاء والمواطنين، خاصة من مدينة العيون، عبر نشر مقاطع مصوّرة وشهادات حيّة توثق واقع القمع والانتهاكات اليومية. وعبّر المشاركون عن رفضهم المتواصل لسياسة الاحتلال القائمة على تكميم الأفواه ونهب الثروات الطبيعية، مؤكدين أن كل هذه الممارسات تتعارض مع القرارات الدولية التي تعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

كما استحضروا القرار الأخير الصادر عن محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي في 4 أكتوبر 2024، الذي جدّد التأكيد على الوضع القانوني المنفصل للصحراء الغربية، معتبرين أن الحكم يشكّل صفعة قانونية جديدة لمحاولات المغرب الالتفاف على الشرعية الدولية.

“كوديسا”: تصعيد ميداني كلما اقتربت محطة دولية

وفي تعليق على هذا الحراك، أوضح علي سالم التامك، رئيس منظمة تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية «كوديسا»، أن الاحتلال المغربي يُصعّد من تضييقه الأمني والإعلامي كلما اقترب موعد مناقشة الملف الصحراوي في الهيئات الأممية، كما هو الحال حاليًا داخل مجلس الأمن.

وأضاف أن المناضلين في الأراضي المحتلة يجدون في الحملات الرقمية وسيلة نضال بديلة، إلى جانب الكتابة على الجدران بالشعارات الوطنية وتنظيم أشكال رمزية من المقاومة السلمية، مؤكدًا أن الرفض الشعبي للاحتلال راسخ لا يتزحزح مهما كانت ظروف الحصار.

الإعلام المقاوم يفضح التعتيم

من جانبه، أكد الإعلامي الصحراوي محمد إبراهيم الطنجي، مدير وكالة «إيكيب ميديا»، أن السلطات المغربية شددت الخناق على المدن المحتلة لمنع الصحراويين من التعبير عن مواقفهم، في محاولة لطمس صوت الشارع الصحراوي الرافض لمخططات الاحتلال.

وأشار الطنجي إلى أن هذه الحملة جاءت ردًا على محاولات فرض حلول أحادية الجانب تتنافى مع الشرعية الدولية، مشددًا على أن الصحراويين لن يتخلوا عن مطلبهم في تقرير المصير والاستقلال الكامل، مهما بلغ القمع أو تصاعدت الاتفاقيات المشبوهة التي تبرر استمرار الاحتلال.

وأضاف قائلًا: “نؤمن أن الكلمة الحرة والسلمية هي سلاحنا الأول، وأن النصر قادم مهما طال الزمن أو عظمت التضحيات”

تضامن الشتات الصحراوي

التحق أبناء الجالية الصحراوية في الخارج بالحملة، إذ نظّمت جمعيات حقوقية في أوروبا، من بينها جمعية “الصحراء ما تنباع” في بلجيكا، نشاطات إعلامية وتوعوية للتعريف بالقضية الصحراوية ورفض كل محاولات سلب حق تقرير المصير.

وأكدت نائب رئيس الجمعية عزيزة ماء العينين أن تمسّك الشعب الصحراوي بحقه في الحرية والاستقلال ثابت لا يتأثر بالضغوط أو المناورات السياسية، مضيفة أن “كل المؤامرات ستسقط أمام تصميم الصحراويين على نيل حريتهم مهما كان الثمن”

مقاومة متواصلة ورسالة للعالم

تعكس هذه الحملة الرقمية حجم الوعي السياسي لدى الصحراويين في مواجهة الحصار، وقدرتهم على تحويل الفضاء الافتراضي إلى منبر للمقاومة السلمية. ومع تصاعد التضييق الميداني، تبرز الرسالة الأساسية للحراك: أن تقرير المصير ليس شعارًا، بل حق لا يسقط بالتقادم، ولا يُختزل في مشاريع احتلالية تحت مسميات جديدة.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا