اليمين المتطرف يواصل اللعب بورقة الجزائر و تحويلها إلى وقود انتخابي جديد في معركته نحو قصر الإليزيه
اليمين المتطرف الفرنسي ينجح بفارق صوت واحد في تمرير مقترح إلغاء اتفاقيات الهجرة مع الجزائر
الجزائرالٱن _ في تطور سياسي لافت بالعلاقات الجزائرية-الفرنسية، نجح اليمين المتطرف الفرنسي، اليوم الخميس، في تمرير مقترح داخل الجمعية الوطنية يدعو إلى نقض اتفاقيات الهجرة المبرمة مع الجزائر سنة 1968، وذلك بفارق صوت واحد فقط (185 صوتاً مقابل 184).
تحالف نادر بين حزبين
وجاء التصويت بعد تحالف نادر بين حزب “التجمع الوطني” بزعامة مارين لوبان ، وحزبي “الجمهوريون” و”آفاق” الذي يقوده الوزير الأول الأسبق إدوارد فيليب، مقابل معارضة شديدة من الكتل اليسارية التي رأت في الخطوة محاولة لاستغلال ملف الهجرة في سياق انتخابي.
تصويت دنيء ومصنوع
ويهدف المقترح إلى دفع الحكومة الفرنسية نحو إلغاء الاتفاقيات التي تمنح بعض التسهيلات القانونية للمهاجرين الجزائريين، رغم أن العديد من الخبراء القانونيين في فرنسا أكدوا أن تلك الامتيازات تقلصت تدريجياً على مدار العقود الماضية، وأن الاتفاقيات “فقدت مضمونها العملي” منذ سنوات.
مفارقة قانونية
ويرى مراقبون أن إلغاء الاتفاقيات قد يحمل مفارقة قانونية، إذ يمكن أن يؤدي إلى استفادة بعض المهاجرين الجزائريين من نظام الهجرة الفرنسي العام، الذي قد يكون في بعض الحالات أكثر مرونة مما هو منصوص عليه في الاتفاقيات القديمة.
تصعيد الخطاب ضد الهجرة والجزائر
وتسعى قوى اليمين المتطرف من خلال هذه الخطوة إلى كسب المزيد من التأييد الشعبي عبر تصعيد خطابها ضد الهجرة والجزائر على وجه الخصوص، في وقت تشهد فيه فرنسا توتراً سياسياً داخلياً وتراجعاً في شعبية الحكومة.
المقترح غير ملزم للحكومة الفرنسية
من جهة أخرى، يبقى المقترح غير ملزم للحكومة الفرنسية، إذ لا يترتب عليه أي أثر قانوني مباشر، لكنه يعكس التحول المتزايد في الخطاب السياسي الفرنسي تجاه الجزائر والمهاجرين.
باريس تريد إعادة الدفء و اليمين يعارض
ويأتي هذا التطور في وقت تحاول فيه باريس إعادة الدفء إلى علاقاتها مع الجزائر، حيث أكد وزير الداخلية الفرنسي الجديد، لوران نونيز، في تصريحات حديثة، على أهمية التعاون الأمني بين البلدين، منتقداً النهج المتشنج الذي اتبعه سلفه برونو روتايو.
غياب نواب حزب الرئيس ماكرون
ويرى مراقبون أن غياب نواب حزب الرئيس إيمانويل ماكرون عن جلسة التصويت كان عاملاً حاسماً في تمرير المقترح، ما يعكس حالة الارتباك والانقسام داخل المعسكر الرئاسي، خصوصاً بعد تصاعد الخلافات بين ماكرون وعدد من كوادر حزبه، وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق غابريال أتال.
في وقت يواصل اليمين المتطرف الفرنسي اللعب بورقة الجزائر، محاولاً تحويلها إلى وقود انتخابي جديد في معركته نحو قصر الإليزيه.
المصدر:
الجزائر الآن
مصدر الصورة