آخر الأخبار

كلمة الوزير عطاف خلال مشاركته في افتتاح الإجتماع الوزاري الـ19 لحركة عدم الإنحياز بكمبالا

شارك
بواسطة كريم معمري
صحفي جزائري مختص في الشأن الوطني .
مصدر الصورة
الكاتب: كريم معمري

ألقى وزير الدولة وزير الخارجية والجالية الجزائرية في الخارج أحمد عطاف كلمة قوية خلال مشاركته في افتتاح الإجتماع الوزاري الـ19 لحركة عدم الإنحياز بكمبالا

وجاء في كلمة الوزير عطاف مايلي:

الشكر والثناء لكم، السيد الرئيس، على تنظيم هذا الاجتماع وعلى قيادة بلدكم الشقيق لحركة عدم الانحياز بكل اقتدار وتألق. وكل التقدير والامتنان لفخامة الرئيس يويوري موسيفيني على إسهامه الراقي والثري في ترقيةِ مبادئ حركتنا ومقاصدها النبيلة.

تشاء الأقدار أن يلتئم جمعنا اليوم في رحاب الذكرى السبعين لانعقاد مؤتمر باندونغ، ذلكَ المَعْلَمُ التاريخي الذي مهَّد الطريقَ لتأسيس حركتِنا هذه، وذلكَ المنعطف الحضاري الذي أَذِنَ بانطلاقِ شرارةِ تصفية الاستعمار في إفريقيا وفي آسيا وفي سائر أرجاء المعمورة، وتلك المحطة المضيئة من مسيرتِنا المشتركة التي يعتز بها جميعُ أعضاءِ حركتِنا هذه، وفي طليعتِهم بلدي الجزائر.

فالجزائر لم تنسى، ولن تنسى، أن قضيتَها التحررية وجدت في مؤتمر باندونغ أولَ مؤيدٍ لها، وأهمَّ داعمٍ لرسالتِها، وخيرَ نصيرٍ تَضامنَ معها، وأيَّدَ عدالتَها، وكان له الفضل، كُلُّ الفضل، في تسجيلِها كأولِ قضيةٍ لتصفيةِ الاستعمار يتمُ إدراجُها بصفةٍ مباشرة على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

إننا وإذ نستذكر فضلَ أشقائِنا وأصدقائِنا علينا، نُحَيِّي ثباتَ حركتِنا هذه على مبادئِ باندونغ، وروحِ باندونغ وتطلعات باندونغ، ونُحَيِّي بذات القدر تَمَسُّكَها بمواقفِها الأصيلة والمتأصلة، الداعمة للقضايا التحررية عبر العالم، والداعية في ذات الحين إلى إصلاح منظومة الحوكمة الدولية في مختلف جوانبها، الاقتصادية منها والسياسية، والنقدية منها والتجارية.

من هذا المنظور، تثمن الجزائر ما ورد في الوثائق الختامية لاجتماعنا هذا بشأن القضية الفلسطينية بصفة خاصة، وبشأن مسألة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة.

إن الشعب الفلسطيني يعيش في أيامنا هذه على أَمَلَيْنْ: أملٌ أصغر وأملٌ أكبر. أمّا الأملُ الأصغر فهو أملُ تثبيتِ اتفاقِ وقفِ إطلاق النار وفرضِ احترامِه والاستجابةِ الفعلية للاحتياجات المستعجلة لأهلنا في غزة. وأما الأملُ الأكبر، فهو أملُ اقترانِ هذه الخطوة بمسارٍ سياسي جِدِّيْ يَضَعُ نُصْبَ أولوياتِه معالجةَ لُبِّ الصراعِ وجوهرِهِ، عبر إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية والتعجيل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة كحلٍّ عادلٍ ودائمٍ ونهائي للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

ومن جانبه، فإن الشعب الصحراوي لا يطلب غير تَمكينِه من ممارسةِ حقه الشرعي والمشروع في تقرير مصيره وتحديد مستقبله بنفسه، دون أي إكراه ودون أي وصاية. والجزائر تَتَمَاهَى كليةً مع الموقف الثابت والمبدئي لحركة عدم الانحياز بهذا الخصوص، وهو الموقف الذي لم تَحِدْ عنه حركتُنا طيلةَ العقود الخمس السالفة، تماشياً مع قرارات الشرعية الدولية واحتراماً للعقيدة الأممية الراسخة في مجال تصفية الاستعمار.

إن روحَ ومبادئَ باندونغ تجدُ تَرجمتَها في الشعار الذي اختارته الرئاسة الأوغندية عنواناً لاجتماعنا هذا. وحركتُنا مطالبةٌ اليوم بإعلاءِ صوتِها في سبيل تأكيد حتمية تبني نهجٍ جديد للتكفل بالإشكاليات المرتبطة بثنائية الأمن والتنمية:

نهجٌ يقوم أولاً على إعادة بناء جسور الثقة بين الشمال والجنوب، من خلال شراكاتٍ تُبنى على المساواة السيادية والاحترام المتبادل والتعاون المثمر في مواجهة أساليب الهيمنة والتبعية والإقصاء.

ونهجٌ يقوم ثانياً على إصلاح الاختلالات البنيوية للمنظومة الدولية، بِدءًا بمجلس الأمن الأممي، ومروراً بالبنك العالمي وصندوق النقد الدولي، ووصولاً إلى منظمة التجارة العالمية.

ونهجٌ يقوم ثالثاً وأخيراً على تجسيد كل الالتزامات الدولية المتعلقة بدعم التنمية المستدامة: التزاماتُ تمويل التنمية، والتزاماتُ معالجة أزمة المديونية، والتزاماتُ ضمان العدالة المناخية، والتزاماتُ تعزيز الحوكمة الرشيدة، وكذا التزاماتُ دعم الابتكار ونقل التكنولوجيا للدول النامية.

هذا هو النهج الذي تؤمن به الجزائر وترافعُ من أجله جَنْباً إلى جَنْبْ مع أشقائها وأصدقائها من الدول الأعضاء في حركتِنا هذه من أجل بناء منظومةٍ دولية أكثرَ عدلاً وأكثرَ انصافاً وأكثرَ استدامةً.

وشكراً السيد الرئيس.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا