كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن تفاصيل مثيرة لعملية أمنية دولية نفذتها الشرطة البريطانية في مطار هيثرو بلندن، أفضت إلى تفكيك شبكة معقدة متورطة في تهريب هواتف آيفون مسروقة إلى الخارج، بعد أن نفذ أحد المشتبه فيهم أكثر من 200 رحلة بين لندن والجزائر خلال عامين فقط.
وبدأت فصول القضية عندما تمكنت الشرطة من ضبط ألف هاتف آيفون داخل مستودع قرب مطار هيثرو، في إطار عملية أطلقت عليها السلطات البريطانية اسم “Echosteep”، والتي استهدفت مكافحة التهريب الدولي للهواتف المسروقة.
وأوضحت الصحيفة ذاتها أن هذا الاكتشاف كان الشرارة الأولى لكشف خيوط شبكة ضخمة تضم لصوص شوارع، تجارا، ومهربين ينشطون عبر القارات.
جدير بالذكر أن الشرطة البريطانية أوقفت أحد المشتبه فيهم في مطار هيثرو أثناء محاولته السفر إلى الجزائر، وبحوزته عشرة هواتف محمولة، وجهازي آيباد، وحاسوبين محمولين، وساعتين من نوع رولكس.
وكشفت التحقيقات أنه قام بأكثر من 200 رحلة جوية بين لندن والجزائر خلال عامين، ما أثار الشبهات حول دوره المحوري في تهريب الأجهزة نحو شمال إفريقيا .
من جهتها، واصلت قوات الأمن البريطانية حملتها ضد العصابة لتتمكن من تفكيك شبكة متخصصة في سرقة شاحنات توصيل تحتوي على هواتف آيفون 17، ما أدى إلى 11 عملية اعتقال إضافية، إضافة إلى مصادرة 40 ألف جنيه إسترليني نقدا، وعدد كبير من الأجهزة المسروقة.
وأكدت شرطة لندن، أن هذه العصابة كانت تصدر آلاف الهواتف نحو الصين عبر شبكة معقدة من الوسطاء، حيث تم تهريب نحو 40 ألف جهاز خلال العام الماضي فقط، وهو ما يمثل قرابة 40 في المئة من إجمالي الهواتف المسروقة في بريطانيا. كما بينت التحريات أن بعض أفراد العصابة كانوا يدفعون للّصوص حتى 300 جنيه عن كل هاتف مسروق، ليعاد بيعه لاحقا في الأسواق الآسيوية بسعر يصل إلى 5000 دولار للجهاز الواحد.
كما أسفرت عملية” Echosteep”، التي استمرت أسبوعين في سبتمبر الماضي، عن اعتقال 25 شخصا بينهم مهربون ورؤساء عصابات من أصول مختلفة، واسترجاع آلاف الأجهزة المسروقة.
وأكدت الشرطة البريطانية أن الجزائر لم تكن مركزا للجريمة بل نقطة عبور ضمن مسار التهريب العالمي، مشيدة بتعاون السلطات الجزائرية في تعقب مسارات الشحنات المشبوهة.
وبهذه العملية، تمكنت الأجهزة الأمنية البريطانية من توجيه ضربة قاصمة لشبكة تهريب دولية امتدت بين أوروبا وآسيا، بينما أظهرت الجزائر مجددا التزامها بالتعاون الأمني الدولي ومكافحة الجريمة العابرة للحدود.
@ آلاء عمري