ـ “الجزائر شريك أساسي في نصر أكتوبر واتصال السيسي بتبون يؤكد ذلك”
ـ “لمصر والجزائر معاً ثقل لا طاقة لأعدائنا به وهناك متربصون يخشون وحدتهما”
ـ كانت للقمة العربية في الجزائر دورها في تحقيق اللحمة العربية وجمع الصف العربي. هذا الصف الذي تتحول فيه الإرادة العربية مؤخراً لسند أصيل للقضايا العربية والقضية الفلسطينية
الجزائر الآن ـ في ذكرى نصر أكتوبر المجيد، وبعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره الجزائري الرئيس عبد المجيد تبون ، يؤكد سعادة السفير الدكتور محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، في حوار خاص مع صحيفة “الجزائر الآن”، على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، مستعرضاً المسار النضالي المشترك منذ الثورة المصرية ودعمها لثورة التحرير الجزائرية، وصولاً إلى الدور الجزائري الحالي في دعم القضية الفلسطينية بمجلس الأمن. ويحذر السفير حجازي من محاولات الوقيعة بين البلدين، مؤكداً أن وحدتهما تشكل ثقلاً عربياً وإقليمياً يزعج أعداء الأمة.
ـ “الجزائر الآن”: ما دلالة اتصال الرئيس السيسي بالرئيس تبون في ذكرى نصر أكتوبر؟
جاء اتصال الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس عبد المجيد تبون في ذكرى نصر أكتوبر عام 1973 ليؤكد عمق العلاقات المصرية الجزائرية وليؤكد مكانة الجزائر ودعمها ومساندتها ومشاركتها في المعركة التي ضحت فيها مصر وانتصرت ولم يكن أن يتحقق هذا الانتصار إلا بدعم ومساندة سياسية وعسكرية وديبلوماسية من الأشقاء العرب والأشقاء في الجزائر على وجه الخصوص.
_ الجزائر الآن : إذن، علاقة مصر بالجزائر لم تكن وليد المرحلة؟
هذا أكيد، فجزائر الثورة ارتبطت دوماً بمصر، فقد ساندت مصر الثورة الوليدة في الجزائر وساندت جبهة التحرير الوطني الجزائرية في معركتها من أجل الاستقلال، ولعل هذه المساندة، كانت من ضمن أسباب أخرى للعدوان الثلاثي عام 1956 على مصر، ولكن مصر الثورة واصلت حتى قامت الثورة الجزائرية، ثورة فتية ساهمت بعد ذلك في نصرة القضايا العربية وحركات التحرر الإفريقية، وكانت نموذجاً يحتذى في التنمية، ولهذا وجب الحرص اليوم على أن تكون العلاقات المصرية الجزائرية علاقات واثقة داعمة وناهضة، سواءً ثنائيا أو مع مختلف الدول العربية.
ـ الجزائر الآن : الحديث عن الدعم العربي يقودنا بالتأكيد إلى الحديث عن ما يحدث في غزة، كيف ترى الدور الجزائري في دعم القضية الفلسطينية؟
لا شك أن الدور الجزائري في الأزمة الراهنة في قطاع غزة كان دوراً مناصراً وسنداً في مجلس الأمن وعلى النحو الذي من خلاله أمكن التصدي ديبلوماسياً للمخططات الإسرائيلية على الصعيد الأممي، ولعل دعم ومساندة الجزائر لقضية الشعب الفلسطيني ونصرة أهلنا في غزة كان أيضاً نموذجاً لطبيعة المعدن الجزائري ومكانة الجزائر وقدرتها كدولة عربية تعمل من أجل خير وطنها، وأن تساهم في تعزيز الموقف العربي فيما يخص العمل العربي المشترك، وهنا أريد أن أشير إلى حدث هام احتضنته الجزائر..
تفضل ..
كانت للقمة العربية في الجزائر دورها في تحقيق اللحمة العربية وجمع الصف العربي. هذا الصف الذي تتحول فيه الإرادة العربية مؤخراً لسند أصيل للقضايا العربية والقضية الفلسطينية، ولعل المشهد الحالي بتطورات عملية الوساطة الأمريكية لخطة عملية من أجل السلام هي في حد ذاتها تأكيد على أن الحراك كان عربياً أو إقليمياً وإسلامياً وهذا ضروري، وأن أهم من يمثل العالم العربي في مجلس الأمن كما هو حال الجزائر حالياً هو سند وداعم لقضيته .
_ الجزائر الآن : رغم كل ذلك هناك من يعمل على تشويه صورة الجزائر، في مسعى لإبعادها عن عمقها العربي، كما حدث مع التسريبات والتسجيلات التي جاءت على لسان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر؟
أود أن أشير إلى أن أي علاقات ممتدة بين دولتين أو شعبين خاصة بحجم مصر والجزائر والحديث عن أي تسجيلات أو تسريبات تخص العلاقات المصرية الجزائرية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر لا يجب أبداً أن تتجاهل حقيقة أن الجزائر كانت دائماً تدعم قضايانا العربية وأن كذلك جمال عبد الناصر والثورة المصرية كانت تعتز بالثورة الفتية في الجزائر التي كانت رافداً لدعم ومساندة العمل العربي المشترك وهي علاقات تاريخية وممتدة، والبحث عن علاقات كانت سلبية في مسار أي علاقات هو متاح ولكن الأهم هي الصورة الأشمل التي تكاملت فيها الثورة في مصر مع الثورة الوليدة في الجزائر لتصنعا معاً مجد هذه الأمة ومكانتها. ورغم كل ما تتعرض له المنطقة فستظل القاهرة والجزائر سنداً لأمتهما العربية وتعبيراً صادقاً عن ما يمكن أن نحققه معاً في المستقبل القريب بإذن الله.
_ الجزائر الآن : في رأيك، هل هناك من يستهدف العلاقات المصرية الجزائرية؟
هناك متربصين بالعلاقات العربية، خاصة بين مصر والجزائر واللذان إن اجتمعا فسيحققا إنجازات كبرى لشعبيهما وللمنطقة ولعالمنا العربي والإفريقي والمتوسطي. في مسار علاقات تاريخية ممتدة وفي ظروف سياسية صعبة. ربما نجد احتكاكات مفهومة، لكن الخطورة في البحث عن الوقيعة بدلاً من بناء أجواء عربية إيجابية نحن في حاجة لها .
_ الجزائر الآن ـ ألا تعتقد أن هناك ترابط وجداني بين الجزائر ومصر؟
لا يمكن عند الحديث عن مسار العلاقات المصرية الجزائرية خاصة إبان الثورة الجزائرية إغفال البعد الشعبي وهذا الترابط الوجداني بين الشعبين المصري والجزائري والتحام الوجدان المصري بالبطولات المبهرة للشعب الجزائري وتضحياته الفائقة ولا ننسى كيف صنعت السينما المصرية ملحمة جميلة بوحيرد والتي حضرت افتتاح هذا الفيلم الذي أرخ لنضالها الوطني، وبقيت جزء لا يتجزأ، سواء الثورة الجزائرية أو جميلة بوحيرد من وجدان هذا الشعب. ألهمته جميلة بجمال الثورة الجزائرية باللحمة الشعبية بين البلدان العربية، لقد كانت الجزائر ملهمة لأجيال عاشت لنصرة قضية شعب الجزائر حتى الاستقلال وبقيت جميلة بوحيرد رمزاً لحب المصريين للشعب الجزائري ولنضاله وكفاحه من أجل الاستقلال والتقدم والتنمية.
_ الجزائر الآن : في الأخير ماذا يمكن أن تضيف؟
في النهاية، يجب التأكيد على أنّ الخطورة حاليًا تكمن في البحث عن الوقيعة بدلًا من بناء أجواء عربية إيجابية نحن في حاجة لها أكثر من أي وقت مضى. كما أن لا أحد ينكر، أنّ لمصر والجزائر معًا ثقلًا عربيًا وإقليميًا لا طاقة لأعدائنا به، فهما دائمًا مستهدفتان، ولهذا وجب أن نحصّن علاقتهما بالوعي والمكاشفة .