الجزائرالٱن _ جددت الجزائر التزامها بتقاسم خبراتها في مجالات التضامن الاجتماعي والتنمية المستدامة مع موريتانيا، تأكيدًا لعمق العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين ورغبتهما المشتركة في تطوير العمل الاجتماعي بما يخدم الفئات الهشة ويعزز التنمية البشرية.
وفي هذا السياق، استقبلت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، الدكتورة صورية مولوجي، نظيرتها الموريتانية صفية انتهاه، وزيرة التنمية الاجتماعية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، التي تقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر على رأس وفد هام.
اللقاء، الذي جاء في أجواء ودية، شكل فرصة لبحث آفاق التعاون الثنائي في الميدان الاجتماعي، وتبادل التجارب حول السياسات المعتمدة في مجال الرعاية والحماية الاجتماعية، إلى جانب سبل تطوير برامج مشتركة في ميداني التمكين الاقتصادي والمرافقة الاجتماعية للفئات الهشة.
تجربة جزائرية رائدة في التكفل الاجتماعي وتمكين المرأة
قدمت الوزيرة مولوجي عرضًا شاملاً حول التجربة الجزائرية في مجالات التكفل بالفئات الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرة إلى الجهود التي تبذلها الدولة لضمان إدماجهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق استقلاليتهم المالية.
كما استعرضت مولوجي سياسة القطاع في مجال حماية الطفولة ورعاية الأشخاص المسنين، إضافة إلى البرامج الوطنية الموجهة للمرأة، وفي مقدمتها برامج التمكين الاقتصادي والأسرة المنتجة، التي تهدف إلى دعم المرأة الماكثة بالبيت وتشجيعها على إنشاء مشاريع مصغرة.
وتطرقت الوزيرة كذلك إلى الإجراءات التي اتخذتها الجزائر لحماية النساء ضحايا العنف، من خلال منصات رقمية مخصصة لتقديم الدعم والمرافقة القانونية والنفسية، معتبرة أن هذه المبادرات تعكس التزام الدولة بترسيخ قيم العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين.
نحو تعاون أوسع بين الجزائر ونواكشوط
وأكدت مولوجي، في ختام اللقاء، استعداد الجزائر لتقاسم تجربتها مع موريتانيا وتعميق التنسيق بين الوزارتين، بما يعزز العلاقات الثنائية ويدفع بها نحو شراكة اجتماعية أكثر فعالية، تستجيب لتطلعات قيادتي البلدين.
من جانبها، عبّرت الوزيرة الموريتانية صفية انتهاه عن تقديرها للتجربة الجزائرية الغنية في مجال العمل الاجتماعي، مشيرة إلى حرص بلادها على الاستفادة من هذه الخبرات، وتطوير تعاون أكبر بين الجانبين لخدمة الفئات الهشة وتعزيز التنمية المستدامة.
وأكد الطرفان أن هذه الزيارة تمثل لبنة جديدة في مسار العلاقات الأخوية الجزائرية الموريتانية، التي تشهد خلال السنوات الأخيرة ديناميكية متصاعدة وتوجها مشتركًا نحو بناء تعاون شامل يربط بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية.