آخر الأخبار

الجزائر تدعو من بروكسل إلى شراكة أورومتوسطية جديدة قائمة على الندية والسيادة

شارك
بواسطة كريم معمري
صحفي جزائري مختص في الشأن الوطني .
مصدر الصورة
الكاتب: كريم معمري

الجزائر تدعو من بروكسل إلى شراكة أورومتوسطية جديدة قائمة على الندية والسيادة

الجزائرالٱن _ في مشهد دبلوماسي يعكس تحولات عميقة في العلاقات بين ضفتي المتوسط، دعت الجزائر إلى إعادة رسم معالم الشراكة الأورومتوسطية على أسس أكثر توازنًا وإنصافًا، مؤكدة تمسكها بمبدأ “العلاقة الندية والرابح–رابح” خلال أشغال الدورة الثانية للجنة البرلمانية المشتركة الجزائرية–الأوروبية المنعقدة بالعاصمة البلجيكية بروكسل.

الجزائر: من جسر المتوسط إلى فاعل استراتيجي

أبرزت الجزائر من خلال وفدها البرلماني الدور المحوري الذي باتت تلعبه في الفضاء الأورومتوسطي، مستفيدة من موقعها الجيوسياسي الفريد واستقرارها الداخلي وإصلاحاتها الاقتصادية المتسارعة.

الجزائر تدعو من بروكسل إلى شراكة أورومتوسطية جديدة قائمة على الندية والسيادة

وجاءت هذه الدورة لتجديد الحوار البرلماني بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية كآلية لتقريب المواقف وبناء رؤية جديدة للتعاون تقوم على المصالح المتبادلة.

البروفيسور عبد القادر بريش: اتفاق الشراكة بحاجة إلى مراجعة شاملة

في مداخلته، شدّد البروفيسور عبد القادر بريش، عضو اللجنة البرلمانية المشتركة عن البرلمان الجزائري، على أن اتفاق الشراكة الموقع سنة 2002 “لم يعد يستجيب للتحولات الاقتصادية الراهنة”، داعيًا إلى مراجعة شاملة تُعيد التوازن للعلاقات الاقتصادية بين الطرفين.

وأوضح أن الكفة مالت بشكل واضح لصالح أوروبا، حيث بلغت قيمة صادراتها نحو الجزائر حوالي 985 مليار دولار، مقابل استثمارات أوروبية مباشرة لم تتجاوز 15 مليار دولار، منها 12 مليارًا حُوّلت كأرباح للشركات الأجنبية، في حين تكبدت الجزائر خسائر تقارب 35 مليار دولار بسبب التفكيك الجمركي.

وأضاف بريش أن هذه الأرقام تبرر المطالبة بشراكة جديدة تراعي مبدأ العدالة والسيادة وتحفظ مصالح الطرفين.

نحو شراكة شاملة في الاقتصاد والتكنولوجيا والطاقات النظيفة

أكد الوفد الجزائري أن الجزائر لا تكتفي بدورها كمزوّد طاقوي موثوق، بل تتطلع إلى بناء شراكات اقتصادية أوسع تشمل الطاقات المتجددة، التحول الرقمي، الذكاء الاصطناعي، ودعم المؤسسات الناشئة.

وأشار إلى الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية العميقة التي جعلت مناخ الاستثمار أكثر جاذبية، ما يفتح المجال أمام شراكات صناعية وتكنولوجية جديدة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.

الجزائر تطرح رؤيتها لـ “الميثاق الأورومتوسطي الجديد”

تزامن اللقاء مع التحضيرات لإطلاق الميثاق الأورومتوسطي الجديد بمناسبة الذكرى الثلاثين لمسار برشلونة (1995–2025).

وفي هذا السياق، شددت الجزائر على ضرورة أن يرتكز الميثاق الجديد على الندية، واحترام السيادة، والتنمية المشتركة، مع التركيز على مشاريع عملية في مجالات الأمن الغذائي، الطاقة النظيفة، التحول الرقمي، والبحث العلمي.

الجانب الأوروبي يثمّن “المرافعة الجزائرية الواقعية”

من جانبه، عبّر النائب روجيرو رازا، رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة عن الجانب الأوروبي، عن تقديره للرؤية الجزائرية “المبنية على الواقعية والمسؤولية”، مؤكدًا أن أوروبا ترى في الجزائر “شريكًا استراتيجيًا محوريًا” في أمن المتوسط وفي قيادة مشاريع التحول الطاقوي والرقمي.

وأشار إلى أن “خطة ماتي” التي أطلقتها إيطاليا يمكن أن تشكل نموذجًا جديدًا للتعاون الأورومتوسطي، تكون الجزائر أحد أعمدته الأساسية.

نحو مرحلة جديدة من العلاقات الأورومتوسطية

واختتمت أشغال الدورة بالتأكيد على مواصلة التنسيق البرلماني بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، وضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة من العلاقات تقوم على التكامل الاقتصادي والعدالة في تقاسم المنافع، بما يعزز الأمن والازدهار في ضفتي المتوسط.

شارك

الأكثر تداولا دونالد ترامب اسرائيل حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا