كشفت صحيفة Responsible Statecraft في تحقيق مثير أن تطبيق تيك توك الذي كان قبل عام متهمًا من سياسيين أمريكيين بالترويج لخطاب مؤيد لفلسطين أصبح اليوم في يد مجموعة من كبار المليارديرات الموالين لإسرائيل بقيادة لاري إليسون مؤسس شركة أوراكل واحد أكبر ممولي الجيش الإسرائيلي.
وقد وصفت الصفقة التي بلغت قيمتها 14 مليار دولار بأنها بيع سياسي أكثر منه اقتصاديًا حيث سيحصل تحالف الشركات بقيادة أوراكل وصناديق استثمار إماراتية على 80 في المائة من ملكية التطبيق بينما لن تتجاوز حصة الشركة الصينية المالكة بايت دانس 20 في المائة.
ويكشف التحقيق كيف استغل إليسون نفوذه في وول ستريت وهوليوود لمد نفوذ “إسرائيل” داخل الإعلام العالمي. فقد سيطر عبر ابنه ديفيد على شركة باراماونت سكاي دانس العملاقة التي تدير شبكات كبرى مثل CBS حيث يخطط لتعيين الصحفية الصهيونية المتطرفة باري وايس.
كما يملك حصصًا ضخمة في تويتر سابقًا وفي شركات تقنية لها عقود مباشرة مع وزارة الدفاع الأمريكية ما يمنحه قدرة غير مسبوقة على التحكم في البيانات والخوارزميات التي تحدد نوعية الأخبار التي يستهلكها أكثر من مليار ونصف مستخدم حول العالم.
ويضيف التقرير أسماء أخرى في الصفقة بينهم روبرت مردوخ صاحب امبراطورية نيوز كورب وفوكس نيوز المعروف بخطابه المعادي للمسلمين والمدافع دومًا عن “إسرائيل” باعتبارها “خط الدفاع الأول عن الحضارة الغربية”. كما برز اسم سفرا كاتز المديرة التنفيذية لأوراكل وصديقة ترامب المقربة التي زارت “إسرائيل” مرارًا منذ السابع أكتوبر 2023 معلنة وقوفها إلى جانب الجيش الإسرائيلي.
ويفضح الموقع ذاته الدور المالي لجيف ياس أحد أكبر ممولي الحزب الجمهوري والمستثمر في تيك توك والذي يمول بدوره منظمات مرتبطة باللوبي الصهيوني وبحملات كراهية ضد المسلمين والداعية للمواجهة مع إيران.
ويصف خبراء هذا الاستحواذ بأنه إعادة هيكلة سياسية لا علاقة لها بالسوق. فقد قال البروفيسور ميلتون مولر من معهد جورجيا للتقنية لمجلة نيوزويك أن ما جرى ليسج صفقة تجارية طبيعية بل قرار سياسي هدفه تسليم مفاتيح المنصة إلى تحالف مؤيد لترامب و”إسرائيل”.
والأخطر أن تيك توك أصبح المنبر الأول لأخبار عند 30 في المائة من الأمريكيين مما يعني أن السيطرة على خوارزمياته ستجعل الرواية الإسرائيلية الرسمية هي الصوت الأعلى والأوحد.
وبهذا تتحول الصفقة إلى أخطر عملية توظيف إعلامي في العصر الرقمي حيث يصبح المستخدمون مجرد مادة خام في مشروع تضليل عالمي لصالح الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقيقة وحقوق الشعب الفلسطيني.