إسبانيا تحقق بشركات تدعم الاحتلال وريال مدريد متهم!

تورط اسم ريال مدريد في عاصفة سياسية في إسبانيا، بعدما ظهر اسم إحدى شركات البناء، المملوكة لفلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي، ضمن قائمة أممية تضم 158 شركة يشتبه في ارتباطها بأنشطة اقتصادية داخل المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ودفع هذا التطور الحكومة الإسبانية إلى التحرك، معلنة فتح تحقيق واسع ضد الشركات التي تروج في إسبانيا لمنتجات أو خدمات قادمة من تلك المستوطنات، وفق ما نشرته صحيفة El País الإسبانية.

تجدر الاشارة إلى أن إسبانيا اتخذت هذا القرار عقب مرسوم صدر الأسبوع الماضي يقضي بفرض حظر على تصدير الأسلحة إلى “إسرائيل”، في خطوة وصفها رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بأنها محاولة لوضع حد لـ”الإبادة الجماعية” في غزة.

وأكد وزير الاستهلاك بابلو بوستيندوي أن وزارته ستستخدم “كل الوسائل الممكنة” لضمان عدم استفادة أي شركة داخل إسبانيا من الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أن “أي شركة إسبانية لا يجب أن تلطخ حساباتها بدم الشعب الفلسطيني”.

وتعكس هذه التصريحات موقفًا مشرفًا وبطوليًا لإسبانيا التي أصبحت من أبرز الأصوات الأوروبية المعارضة للعدوان الإسرائيلي.

من جهته، سارع فلورنتينو بيريز إلى الرد عبر بيان رسمي أوضح فيه أن مجموعته باعت عام 2021 فرعها “SEMI” الذي كان ينشط في إسرائيل، مؤكدًا أن ACS لا تدير أي نشاط في إسرائيل أو داخل المستوطنات.

ورغم هذا النفي، فإن الضغوط الإعلامية والسياسية لم تهدأ، حيث يرى مراقبون أن مجرد إدراج الشركة في القائمة يسيء لصورة إسبانيا ويضع بيريز في موقع محرج.

من جهتها، تعتبر الأمم المتحدة ومعظم دول العالم الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة أراضي خاضعة للاحتلال، وترى أن الاستيطان الإسرائيلي خرق صارخ للقانون الدولي.

وفي ظل هذا السياق، تواصل مدريد تعزيز موقعها كداعم أساسي للقضية الفلسطينية، بعدما كانت من أولى الدول الأوروبية التي فرضت قيودا اقتصادية على “إسرائيل” منذ بدء عدوانها على غزة في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر 2023.

وتظهر هذه التطورات أن إسبانيا اختارت بوضوح الاصطفاف إلى جانب الشرعية الدولية والشعب الفلسطيني، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياساته العدوانية تحت أنظار عالم يلتزم الصمت أو التواطؤ.

@ آلاء عمري