آخر الأخبار

مشروع "بلدنا" يثير قلق منتجي الحليب في أمريكا

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ في تطور لافت يعكس حجم الطموح الجزائري في تحقيق الأمن الغذائي، وصل صدى مشروع “بلدنا الجزائر” العملاق لإنتاج الحليب المجفف إلى قلب الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أثار قلقًا ملحوظًا لدى منتجي الألبان الأمريكيين.

صحيفة أمريكية تستفسر عن التأثير المحتمل

طرحت صحيفة “دنفر غازيت” الأمريكية تساؤلات على مسؤولي أحد أهم مركبات إنتاج الحليب في “ويغينز” بولاية كولورادو الأمريكية، تحت مسمى “إمباير دايري”، مستفسرة لدى القائمين على المجمع الاقتصادي الأمريكي عن مدى التأثير الذي قد يمارسه بدء نشاط مجمع “بلدنا الجزائر” الجزائري-القطري على إنتاج الحليب بالولايات المتحدة الأمريكية.

هذا السؤال في حد ذاته يعكس حجم المشروع الجزائري وقدرته المحتملة على إعادة رسم خريطة السوق العالمية للحليب المجفف، خاصة أن الجزائر كانت حتى وقت قريب من كبار مستوردي هذه المادة الغذائية الحيوية.

رد أمريكي يخفي قلقًا واضحًا

قال “نورم دينيس”، أحد مسؤولي المجمع الأمريكي “إمباير دايري”، ردًا على سؤال الصحيفة، إنه “من غير المرجح كثيرًا أن تتأثر صادرات منتجي الحليب بالغرب الأمريكي” بعد دخول المشروع الجزائري-القطري حيز النشاط.

وأشار المصدر نفسه بقوله: “هناك وفرة حاليًا في مجال بودرة الحليب التي يتم شراؤها حاليًا من جانب الحكومة الفيدرالية” الأمريكية، مضيفًا بأن هذه الوفرة أفرزها إقبال المستهلكين على مشتقات أخرى من الحليب.

لكن هذا التطمين لم يخفِ القلق الأمريكي من دخول منافس ضخم إلى السوق العالمية، منافس لن يكتفي بتلبية احتياجاته المحلية فحسب، بل قد يتحول إلى مصدّر رئيسي للحليب المجفف في المنطقة والعالم.

أرقام تكشف حجم المشروع العملاق

تقوم ملبنة “ويغينز” الأمريكية بإنتاج 2.7 مليون كيلوغرام من الحليب سنويًا، حيث يتم تحويل ما بين 70 إلى 80 بالمائة من الحليب المنتج إلى أجبان على مستوى مصنعين بولاية كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية.

في المقابل، يمتد مشروع “بلدنا الجزائر” على مساحة 117 ألف هكتار، ويعد الأول من نوعه في البلاد وأحد أكبر مشاريع إنتاج الألبان في العالم. المشروع مصمم لاستيعاب 270 ألف بقرة حلوب، وهو رقم يعادل القطيع الكامل لولاية كولورادو الأمريكية بأسرها.

يستهدف المشروع تلبية 50% من احتياجات الجزائر من مسحوق الحليب محليًا، إضافة إلى المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحليب المجفف وتوفير اللحوم الحمراء للسوق المحلي، كما سيتيح المشروع نحو 5 آلاف فرصة عمل.

ميزة تنافسية للحليب الجزائري

أضاف المسؤول الأمريكي، في اعتراف ضمني بالميزة التنافسية للمشروع الجزائري، أنه “في حالة وجود مشاكل في سلسلة التبريد، فإن الحليب المجفف الجزائري سوف يجد مكانه بقوة بين المستهلكين، على اعتبار أن الحليب المجفف لا يحتاج إلى تبريد”.

هذه الملاحظة تكشف عن إدراك أمريكي لميزة استراتيجية يتمتع بها الحليب المجفف، خاصة في الأسواق الإفريقية والشرق أوسطية حيث قد تكون البنية التحتية للتبريد محدودة.

اعتراف أمريكي بالخيار الصحيح

في تقييم لافت، أكدت صحيفة “دنفر غازيت” أن “الجزائر اختارت الطريق الصحيح، على اعتبار أن المرحلة الأولى لبناء بلد في طور النمو تتمثل في تطوير الزراعة”.

وأضافت الصحيفة الأمريكية: “بلد يستطيع أن يطعم نفسه هو بلد يستطيع أن يدافع عن نفسه. الجزائر غنية بالنفط والغاز، لكن الأمن الغذائي وإنتاج ما يكفي من الغذاء في ظروف الجفاف يبقى تحديًا”.

وأشارت إلى أن “الأمر بالتأكيد أسهل في بلد غني بالنفط، قادر على تمويل بنية تحتية بقيمة 3.5 مليار دولار، لكن الزراعة تبقى الحل عندما يكون الأمن على المحك”.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا