احتضنت مدينة عنابة ليلة السبت، حدثًا فنيًا بارزًا تمثل في تكريم المخرج الجزائري الراحل محمد الأخضر حمينة ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، الذي يتواصل إلى غاية 30 سبتمبر الجاري.
ويعد حمينة الذي رحل سنة 2025 عن عمر ناهز 91 عامًا، اسمًا خالدًا في تاريخ السينما الجزائرية والعالمية، وهو أول عربي وإفريقي يفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان عام 1975 عن فيلمه الشهير “وقائع سنين الجمر”.
جدير بالذكر أن حفل التكريم الذي أقيم بفندق “شيراطون” شهد حضور 20 ناقدًا سينمائيًا من 17 دولة، إلى جانب مخرجين وفنانين جزائريين وعرب.
وتم بهذه المناسبة إطلاق كتاب جماعي بعنوان “حمينة ذي ماجيستيك” (حمينة العظيم) بالتعاون مع الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين، يوثق المسيرة الفنية للمخرج الراحل ويسلط الضوء على إسهاماته الكبيرة في ترسيخ مكانة السينما الجزائرية في المحافل العالمية.
وأكد من جهته محافظ المهرجان محمد علال في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن هذا الإصدار يمثل شهادة وفاء لمبدع استثنائي ترك بصمة لا تمحى، مضيفًا أن التكريم يندرج ضمن رؤية المهرجان لتثمين الذاكرة السينمائية الوطنية وإبراز رموزها للأجيال الصاعدة.
وشدد من جانبه المخرج الفذ أحمد راشدي على أن تكريم حمينة هو تكريم للسينما الجزائرية بأسرها، مبرزًا أن إرثه الفني يظل مرجعًا للأجيال الجديدة من السينمائيين، كما يشكل حافزًا لهم على مواصلة الإبداع والابتكار.
في المقابل، أعرب الفنان المخضرم حسان بن زراري عن اعتزازه بالمشاركة في هذا الحدث، مشيرًا إلى أن حمينة لعب دورًا محوريًا في تشكيل الذاكرة السينمائية الجزائرية وأن ما قدمه يستحق كل أشكال التقدير.
ولم يقتصر برنامج الدورة الخامسة على تكريم حمينة فقط، إذ سيشهد أيضًا الاحتفاء بالمخرج الجزائري الكبير الغوتي بن ددوش، والممثل المصري خالد النبوي، والمخرجة الإسبانية بيرلاردو بارديم، وهو ما يعكس الطابع المتوسطي للمهرجان وانفتاحه على تجارب متنوعة.
ويعكس هذا التكريم إجماعًا وطنيًا ودوليًا على المكانة الاستثنائية لمحمد الأخضر حمينة الذي جعل من السينما الجزائرية صوتًا معبرًا عن قضايا الأمة وذاكرة حية للأجيال، وهو ما يجعل مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي محطة وفاء لرجل صنع التاريخ بعدسته وأعماله الخالدة.
@ آلاء عمري