آخر الأخبار

الجزائر في محاربة المخدرات العابرة للحدود

شارك
بواسطة
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة

* الجزائر في محاربة المخدرات العابرة للحدود

الجزائر الآن _ في عالم تتسارع فيه تحولات الجريمة المنظمة وتتشابك خيوطها مع شبكات عابرة للقارات، لم تعد المخدرات مجرد تجارة غير مشروعة تهدد صحة الأفراد، بل غدت سلاحاً استراتيجياً يوظَّف لتقويض استقرار الدول وضرب أمنها القومي.

وبحسب المتابعين فإن الجزائر، بما تمثله من موقع جيوسياسي يربط الساحل الإفريقي بالمتوسط وأوروبا، تجد نفسها في قلب هذه المواجهة المحتدمة، حيث تحاول التنظيمات الإجرامية استغلال موقعها الحيوي لتمرير السموم نحو أسواق أوسع.


* عملية تفكيك شبكة استيراد الكوكايين

الأخيرة بحسب ذات المتابعين ، تكشف هذا البعد بجلاء، فهي ليست حدثاً جنائياً معزولاً بقدر ما هي حلقة في معركة طويلة تخوضها الدولة ضد اقتصاد الظل العابر للحدود.

الكمية المحجوزة، والتي تجاوزت القنطار من الكوكايين إلى جانب مئات الآلاف من الأقراص المهلوسة، تعكس حجم الرهانات وخطورة التحديات، وتؤكد أن المعركة لا تتعلق فقط بضبط الممنوعات بل بتجفيف منابع التمويل التي تغذي العنف والجريمة المنظمة في المنطقة.


* القبض على شبكة دولية للمخدرات وحجز أزيد من قنطار من الكوكايين

هذا وقد أعلن اليوم الأحد وكيل الجمهورية لدى القطب القضائي المتخصص بمحكمة سيدي أمحمد، عن تفكيك جماعة إجرامية منظمة تضم 16 شخصاً، متورطين في استيراد وترويج كميات ضخمة من المخدرات والمؤثرات العقلية.

وحسب البيان، فقد تم توقيف 7 أفراد من الشبكة في حالة تلبس وبحوزتهم 113.5 كيلوغرام من مادة الكوكايين، إلى جانب 220 ألف قرص من مادة “بريغابالين”، بالإضافة إلى 5 مركبات سياحية ومبلغ مالي يفوق 1.2 مليار سنتيم.

وكشف المصدر ذاته أن أعمار الموقوفين تتراوح بين 19 و60 سنة، من بينهم شخص أجنبي يحمل الجنسية الغينية. وقد أسفرت التحقيقات التي باشرها عناصر فرقة مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات بأمن ولاية المسيلة عن توقيف 9 أشخاص، في حين لا يزال 7 آخرون في حالة فرار.

وبعد تقديم المشتبه فيهم أمام نيابة الجمهورية، وُجهت إليهم تهم ثقيلة تتعلق بالاستيراد غير المشروع للمخدرات، الحيازة والنقل والتخزين بقصد البيع، ضمن جماعة إجرامية منظمة عابرة للحدود، بغرض المساس بالأمن القومي والإخلال بالنظام العام. وأصدر قاضي التحقيق أوامر بإيداع الموقوفين رهن الحبس المؤقت.


* أبعاد الظاهرة ودلالات التدخل الأمني

توقيف هذه الشبكة لا يمثل مجرد عملية نوعية في مسار مكافحة المخدرات، بل يكشف حجم التهديد الذي تمثله الجماعات الإجرامية العابرة للأوطان على الأمن القومي الجزائري.

فالكميات المحجوزة تعكس مساعي التنظيمات الإجرامية لاستخدام الجزائر كمعبر نحو أسواق إقليمية ودولية، في وقت تشهد فيه المنطقة المغاربية والساحل الإفريقي تنامياً لظاهرة الجريمة المنظمة المرتبطة بالاتجار بالمخدرات.


* الدولة واستراتيجية المواجهة الشاملة

تؤكد هذه العملية مجدداً فعالية الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات، القائمة على تضافر الجهود الأمنية والقضائية مع السياسات الوقائية.

فمن جهة، تُظهر النتائج قوة أجهزة الأمن في تتبع الشبكات وتفكيكها باحترافية عالية، ومن جهة أخرى، تبرز التزام الدولة بالتصدي لآثار هذه الظاهرة عبر برامج التوعية والتأهيل والعلاج.

إن نجاح السلطات الأمنية الجزائرية في حجز أكثر من قنطار من الكوكايين وإحباط مسار توزيعه يعكس بحسب ذات المصادر ، الإرادة السياسية الصارمة في حماية المجتمع والشباب من أخطر التهديدات التي تستهدف استقراره ومستقبله.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا