أعلن وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي عن قرب تنظيم مسابقة وطنية للتوظيف في 24 ألف منصب عمل يخص الإداريين وباقي الأسلاك في قطاع التربية الوطنية، مشيرا إلى تسجيل 32 ألف من حملة البكالوريا في المدارس العليا للأساتذة.
وأوضح سعداوي خلال ندوة صحفية عقدها على هامش إعطاء إشارة انطلاق الموسم الدراسي 2025-2026، أن هذه المسابقة تأتي في إطار استكمال عملية التوظيف التي بدأها القطاع، مشيرا إلى أن الوزارة تسير وفق خطة محكمة لسد احتياجات القطاع من الموارد البشرية. وقال: “بالنسبة للإداريين وباقي الأسلاك 24 ألف منصب ستنظم أيضا بشأنها المسابقات اللازمة”.
وأكد الوزير أن القطاع تحول إلى نظام المسابقات كونه النظام المعتمد في الوظيف العمومي من أجل سد احتياجات القطاع، مؤكدا على الالتزام بالشفافية والمعايير المهنية في عملية التوظيف.
وبحسب تصريحات المسؤول الأول عن قطاع التربية الوطنية ستشمل عملية التوظيف الحاملين للشهادات المنصوص عليها في التنظيم المعمول به في قطاع التربية الوطنية، مشددا على أن المطلوب هو شهادات ذات العلاقة المباشرة بالتخصصات التي نحتاجها في قطاعنا.
وفي سياق متصل، أشار الوزير إلى النجاح الكبير الذي حققه القطاع من خلال إدماج 82 ألف و410 من الأساتذة المتعاقدين في مناصب دائمة، معتبرا ذلك استقرارا لـ 82 ألف أسرة، وأن هذا الإدماج كان مطلبا صار الآن حقيقة، ويدعم القطاع بكفاءات مؤهلة تلقت التكوين اللازم لمدة سنتين.
فتح مسابقة لتوظيف 45 ألف أستاذ
كما كشف المسؤول ذاته عن توظيف 45 ألف أستاذ بنظام التعاقد هذا الموسم، في انتظار تنظيم مسابقة رسمية لنفس العدد من المناصب، مؤكدا أن المتعاقدين لهم الحق أن يدخلوا للمسابقة، والذي نجح في المسابقة سيستمر بمنصب دائم.
وأكد الوزير في سياق ذي صلة، أن المسابقة ستجرى في نفس عدد المناصب أين سيتمكن الأساتذة المتعاقدون من المشاركة في المسابقة، مشيرا إلى أن القطاع تحوّل إلى نظام المسابقات لأنه هو المعتمد في الوظيف العمومي لسد احتياجات القطاع.
وكشف وزير التربية، أن المسابقة يعنى بها حاملو الشهادات المنصوص عليها في النظام المعمول به، وأصحاب الشهادات التي لها علاقة بالتخصصات التي يحتاجها القطاع، وأوضح المتحدث ذاته أن هذه الخطوات تندرج ضمن استراتيجية شاملة لتطوير قطاع التربية الوطنية، مشيرا إلى تسجيل 32 ألف من حملة البكالوريا في المدارس العليا للأساتذة، معتبرا إياهم مخزون كفاءات للمستقبل.
وأكد سعداوي على أن الوزارة تسعى لتوفير المدرسة العصرية التي تقدم ثقافتها كلها في طابع عصري من حيث الهيكل والبرامج وطريقة التدريس، مشيرا إلى وجود نقائص لكن الوزارة واعية بهذه النقائص ووضعت استراتيجية لتجاوزها.
توفير الكتاب المدرسي بسعره المرجعي واستقبال 464 مؤسسة تربوية جديدة
أكّد وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، أن قطاعه حرص على وصول الكتاب المدرسي إلى كل الولايات، بسعره المرجعي دون زيادة أو مضاربة، موضحا أنه تم التعاقد مع العديد من المكتبات ونقاط البيع لتقريب الكتاب من الأولياء بسعره المرجعي دون زيادة أو مضاربة مع تكثيف الرقابة من طرف وزارة التجارة.
وأعلن الوزير عن استقبال 464 مؤسسة تربوية جديدة هذا الموسم، مع وجود مشاريع قيد الإنجاز تشمل 600 قسم توسعة و196 متوسطة و70 ثانوية، مشيرا إلى أن المجتمع الجزائري في تطور وتزايد مستمر مما يستدعي بناء المزيد من المؤسسات التعليمية.
مسابقة الابتكار المدرسي
وأعلن سعداوي عن إطلاق وزارة التربية الوطنية المسابقة الوطنية للابتكار المدرسي، داعيا الأسرة التربوية إلى فسح المجال للتلاميذ للإبداع والابتكار، تشكيل نوادي للإبداع، وتفجير الطاقات الفكرية للطلاب، وأشار وزير التربية الوطنية الى أن هذا المشروع يهدف إلى تحويل الأفكار الإبداعية إلى مؤسسات ناشئة، والمشاركة في المسابقات العالمية والأولمبياد العلمي.
العناية بالصحة المدرسية مقدسة
وكان وزير التربية الوطنية قد استهل تصريحاته بالإشادة بالشراكة الناجحة مع وزارة الصحة في إطلاق الأسبوع الصحي المدرسي تحت شعار “من أجل مستقبل صحي آمن”، مؤكدا على أهمية هذا التوجه في بناء جيل واع صحيا، وأكد الوزير أن هذه المبادرة تأتي انطلاقا من قناعة راسخة بأن العقل السليم لن يكون إلا في جسم سليم، مشيرا إلى أن الأسبوع الأول من الدراسة سيكون مخصصا للأنشطة الصحية والتوعوية بالتوازي مع البرنامج البيداغوجي العادي.
ودعا الأولياء والشركاء إلى المرافقة في هذا المجال، مؤكدا أن العملية التربوية لا يمكن أن تؤدي حقها ما لم تكن بمرافقة الأولياء والشركاء، ودعا إلى الالتفاف حول التربية باعتبار التلاميذ البالغ عددهم 12 مليون تلميذ مستقبل البلد، من بينهم مليون و28 ألف تلميذ جديد.
برامج صحية متدرجة حسب المراحل التعليمية
في مرحلة التعليم الابتدائي، ستركز البرامج على تعليم السلوكات الصحية الإيجابية، التغذية السليمة، تجنب الأطعمة المضرة، وأهمية ممارسة الرياضة، وبالنسبة للتلاميذ اليافعين، تشمل الأهداف: الصحة النفسية والجسدية، مخاطر المؤثرات العقلية، أضرار الشاشات والمواقع الإلكترونية على التحصيل الدراسي، وأهمية الرياضة في هذه المرحلة الحرجة.
وفي التعليم الثانوي تتضمن ورشات تفاعلية متخصصة تركز على الصحة الشاملة (جسدية ونفسية وعقلية، الوقاية من المخدرات كخطر قاتل، وبرامج التحصين والحماية).
توزيع منتجات صحية على 31 ولاية
كشف الوزير عن وصول منتجات صحية توعوية إلى أكثر من 31 ولاية عبر التراب الوطني، شملت ولايات الجنوب مثل برج باجي مختار وإليزي وإن صالح وبشار وأدرار وتامنراست، في إطار حملة تحسيسية رمزية تهدف إلى ترسيخ ثقافة العناية بالصحة لدى التلاميذ.
وأوضح أن هذه المبادرة تهدف إلى حماية صحة الأبناء على جميع المستويات الجسدية والعقلية والنفسية، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته.
واختتم الوزير تصريحه بالتأكيد على أهمية الحصول على المعلومة الصحيحة من مصادرها الرسمية، داعيا وسائل الإعلام إلى مواصلة المرافقة والدعم لضمان وصول المعلومات الدقيقة إلى المواطنين.