الجزائر تعزز جاذبيتها الاستثمارية وتتقدم في الترتيب العالمي

الجزائر تعزز جاذبيتها الاستثمارية وتتقدم في الترتيب العالمي

الجزائرالٱن _ حققت الجزائر تقدماً طفيفاً في تقرير Global Attractiveness Index 2025 الصادر عن The European House – Ambrosetti، حيث تقدمت من المرتبة 79 إلى 78 عالمياً برصيد 30.0 نقطة (مقابل 27.6 نقطة في 2024)

النتائج تكشف عن تناقض حاد: ازدهار في الاستثمارات والمبادلات التجارية جعل الجزائر في المرتبة 19 عالمياً للديناميكية الاقتصادية، بينما تراجعت إلى المرتبة 98 في التوجه المستقبلي بسبب ضعف منظومة الابتكار وإصلاحات سوق العمل والتحولات الديموغرافية.

التفاصيل حسب المؤشرات الفرعية

مؤشر الديناميكية: أداء استثنائي في المرتبة 19

سجلت الجزائر أداءً لافتاً في مؤشر الديناميكية، حيث احتلت المرتبة 19 عالمياً. ويعكس هذا المؤشر الحركية الاقتصادية المتزايدة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، خاصة في مجالين رئيسيين:

الاستثمارات: تزايد حجم الاستثمارات المحلية والأجنبية في القطاعات الاقتصادية المختلفة

المبادلات التجارية: نمو ملموس في حجم التبادل التجاري مع الشركاء الدوليين والإقليميين

مؤشر الاستدامة: موقع متوسط في المرتبة 69

جاء ترتيب الجزائر في مؤشر الاستدامة في المرتبة 69 عالمياً، وهو موقع متوسط يترجم استمرار تحديات متعددة الأبعاد:

ـ التحديات الاجتماعية: قضايا مرتبطة بالعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة

ـ التحديات البيئية: الحاجة إلى تعزيز السياسات البيئية والتنمية المستدامة

ـ التحديات الاقتصادية: ضرورة تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على قطاع المحروقات

مؤشر التوجه المستقبلي: تحدي كبير في المرتبة 98

يشكل مؤشر التوجه المستقبلي أكبر التحديات التي تواجه الجزائر، حيث تراجعت إلى المرتبة 98 عالمياً. يشير هذا التراجع إلى هشاشة في الرؤية بعيدة المدى في مجالات حاسمة:

ـ سوق العمل: تحديات في إصلاح وتطوير سوق العمل وخلق فرص عمل مستدامة

ـ الابتكار: ضعف في منظومة البحث والتطوير والابتكار التكنولوجي

ـ التحولات الديموغرافية: إدارة التغيرات الديموغرافية وتحدياتها المستقبلية

الجزائر في المقدمة الإفريقية

تحتل الجزائر موقعاً متقدماً نسبياً على المستوى الأفريقي:

ـ المرتبة المشتركة: تتقاسم الجزائر المرتبة 78 عالمياً مع مصر (30.0 نقطة لكليهما)

ـ التفوق الإقليمي: تتقدم على المغرب بسبع مراتب (المغرب في المرتبة 85 بـ27.5 نقطة)

ـ التفوق القاري: تتقدم بكثير على جنوب إفريقيا (المرتبة 96 بـ25.3 نقطة)

الصدارة الإفريقية لجزر موريس

احتلت جزر موريس الصدارة القارية بحلولها في المرتبة 76 عالمياً برصيد 30.4 نقطة، متقدمة بمرتبتين فقط على الجزائر، مما يشير إلى قرب المنافسة على المستوى القاري.

اقتصادات صاعدة أخرى

برزت كوت ديفوار كإحدى الاقتصادات الصاعدة في غرب إفريقيا، محتلة المرتبة 89 برصيد 26.4 نقطة، وهو ما يعكس مساراً تصاعدياً بطيئاً مقارنة بمكاسب الجزائر.

التصنيف العام والتوقعات

فئة “الجاذبية المتوسطة”

تضع هذه النتائج الجزائر ضمن فئة “الجاذبية المتوسطة”، وهي الفئة التي تضم الدول الحاصلة على نقاط تتراوح بين 30 و60. هذا التصنيف يشير إلى:

ـتحسن ملموس: تقدم واضح في الموقع العالمي للجزائر

ـ تباين في الأداء: قوة في الديناميكية الاقتصادية مقابل ضعف في المؤشرات المستقبلية

ـ إمكانات النمو: قدرة على التحسن أكثر مع معالجة الثغرات الحالية

التوصيات الاستراتيجية

لضمان استمرار تحسين الجاذبية، تحتاج الجزائر إلى تنفيذ إصلاحات أعمق تشمل:

ـ إصلاح سوق العمل: تطوير قوانين العمل وتحسين مرونة السوق

ـ تحسين جودة التعليم: الاستثمار في التعليم العالي والتكوين المهني

ـ دعم الابتكار: تعزيز منظومة البحث والتطوير والتكنولوجيا

ـ تعزيز الحوكمة: تحسين فعالية الحوكمة الاقتصادية والإدارية

التحدي الاستراتيجي الأساسي

يكمن التحدي الأساسي في قدرة الجزائر على تحويل المكاسب الظرفية الحالية إلى قاعدة صلبة للنمو المستدام. هذا التحول مرهون بنجاحها في:

ـ جذب المستثمرين: خلق بيئة جاذبة للاستثمار الأجنبي والمحلي

ـ تثبيت الحضور الدولي: ترسيخ موقعها في البيئة الدولية شديدة التنافسية

ـ بناء الاستدامة: ضمان استمرارية النمو على المدى الطويل

يعكس موقع الجزائر في مؤشر الجاذبية العالمية 2025 صورة متوازنة بين الإنجازات والتحديات. فبينما تحقق مكاسب حالية مرتبطة بديناميكية اقتصادية متسارعة، تواجه تحديات قائمة تتعلق بقدرتها على بناء جاذبية مستدامة وطويلة المدى. النجاح في معالجة هذه التحديات سيحدد مستقبل موقع الجزائر على خريطة الجاذبية الاستثمارية العالمية.