احذر.. الجلوس طويلا يفتك بعظامك! - الإخبارية

كشفت دراسة دولية صادمة أن الجلوس لفترات طويلة يضر بصحة العظام بشكل يفوق حتى غياب النشاط الرياضي.

وتوضح الدراسة التي نشرتها مجلة Calcified Tissue International أن الجلوس المستمر يضعف كثافة العظام تدريجيا منذ الطفولة ويتفاقم مع التقدم في العمر، بصمت ودون أعراض واضحة.

وفضح الباحثون فكرة شائعة تقول إن ممارسة الرياضة المنتظمة كافية لتعويض ساعات الجلوس الطويلة، فقد أكدت البيانات أن السلوك الساكن يؤثر على العظام بشكل مستقل تماما عن مستوى النشاط البدني. وحذّرت الدراسة الاطفال والمراهقين وحتى كبار السن الذين يقضون ساعات أمام الشاشات أو على المقاعد، بأنهم سيعانون من تراجع ملحوظ في الكثافة المعدنية للعظام خاصة في المناطق التي تتحمل الوزن مثل عنق الفخذ.

وحذر الخبراء من أن هذه الهشاشة لا تعطي إشارات مباشرة، فلا ألم ولا فحوص دورية تكشفها مبكرا، لكنها تبني ضعفا داخليا قد ينتهي بكسور خطيرة.

وتبين بالنسبة للبالغين فوق الخمسين، أن الجلوس لساعات يوميا يضاعف خطر كسور العمود الفقري حتى من دون تشخيص هشاشة عظام.

وشدّدت الدراسة التي قادها البروفسور اوليفييه برويير على ان الحل لا يكمن في ساعات إضافية من الرياضة المكثفة، بل في كسر دوامة الجلوس ولو بتحركات بسيطة. مجرد استبدال ثلاثين دقيقة من السكون بالمشي أو تنظيف المنزل أو أعمال البستنة يعزز صحة العظام ويخفض مخاطر الكسور خصوصا لدى النساء بعد سن اليأس.

ودعت منظمة الصحة العالمية إلى تخصيص ستين دقيقة يوميا من النشاط للأطفال وما بين 150 و300 دقيقة أسبوعيا للبالغين. غير أن الباحثين يؤكدون أن الأهم هو تقليص فترات الجلوس المتواصلة، حتى الوقوف أو المشي القصير كل نصف ساعة يمنح العظام حماية فعلية ويحد من مؤشرات فقدان الكتلة العظمية.

وطالب الخبراء بضرورة تغيير السياسات الصحية لتشمل محاربة السلوك الجلوسي وليس فقط تشجيع الرياضة . وأوصوا بتخطيط مدن أكثر قابلية للمشي، وإقامة مدارس ومكاتب تسمح بالحركة الدورية، وإدخال تقييم نمط الجلوس ضمن الفحوص الطبية مثل الوزن وضغط الدم.

كما أكد الباحثون أن العظام تبنى أو تهدم منذ الطفولة، وتتقوى في الشباب ثم تستقر في الشيخوخة. لذا فإن التحرك المبكر ولو بخطوات بسيطة يقطع الطريق أمام هذا الخطر الصامت الذي يهدد ملايين الأشخاص حول العالم.

@ آلاء عمري