الجزائرالآن _ استنكر الشيخ مهاجري زيان، رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية، بشدة الحادثة التي هزّت العاصمة الفرنسية باريس صباح الثلاثاء، بعد العثور على رؤوس خنازير مرمية أمام مداخل عدة مساجد في مناطق مختلفة من المدينة، بما في ذلك مونتروج ومالاكوف .
وقال الشيخ زيان في تصريح لصحيفة “ الجزائر الآن” الإلكترونية، إنّ هذه الأفعال ليست مجرد تجاوزات فردية، بل تشكل رسائل عدائية تستهدف المسلمين ومقدساتهم، وتعكس تصاعد خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا في بعض الأوساط الأوروبية، مؤكداً أن الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية تدينها بشدة .
وأوضح زيان أنّ المواقف الرسمية وحدها لا تكفي لمواجهة هذه الظاهرة، داعياً إلى اتخاذ إجراءات عملية صارمة تشمل حماية المساجد وتجريم هذه الأفعال بأقصى العقوبات، مع العمل على نشر ثقافة الاحترام المتبادل بين جميع مكونات المجتمع .
وتطرق الشيخ زيان إلى وضع المسلمين في فرنسا في ظل الأزمة السياسية الراهنة، مشيراً إلى أن الجالية المسلمة، كونها مكوّناً أصيلاً وفاعلاً في المجتمع الفرنسي، تعيش حالة من القلق المشروع، محذراً من أن التجاذبات السياسية قد تفرز توجهات متطرفة تهدّد الحقوق الأساسية والحريات الدينية. ودعا الجميع، من أحزاب ومؤسسات مدنية وإعلام، إلى تغليب خطاب الوحدة والمواطنة على خطاب الكراهية والإقصاء .
كشف الشيخ زيان أن الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية، بحكم حضورها الاستشاري لدى الأمم المتحدة، تواصل نشاطها على مستويين أساسيين :
ـ دعم المجتمعات الإسلامية في أوروبا لحماية حقوقها وتعزيز حضورها الإيجابي في محيطها .
ـ التواصل مع الحكومات والمؤسسات الدولية للتنبيه إلى مخاطر الإسلاموفوبيا والتحذير من تداعيات تصاعد التيارات اليمينية المتطرفة على الاستقرار والسلم الاجتماعي .
وختم الشيخ زيان تصريحه لـ”الجزائر الآن” بالتأكيد على أن المسلمين في أوروبا متمسكون بقيمهم الدينية، وفي الوقت نفسه مندمجون في أوطانهم الأوروبية، ويسهمون في بنائها وازدهارها، مشدداً على أن هذه الاستفزازات لن تثنيهم عن دورهم الإيجابي في المجتمع.