الجزائرالٱن _ أفاقت العاصمة الفرنسية باريس ، صباح اليوم الثلاثاء، على حادثة صادمة هزّت الرأي العام بعد العثور على رؤوس خنازير مرمية أمام مداخل عدة مساجد في دوائر مختلفة من المدينة، إلى جانب مناطق مجاورة مثل مونتروج ومالاكوف.

الحادثة أثارت استنكاراً واسعاً في أوساط الجالية المسلمة ورواد المساجد، الذين اعتبروا ما جرى استفزازاً مباشراً لمشاعرهم الدينية وتصعيداً خطيراً في موجة الكراهية المتنامية ضد المسلمين.

تحقيق جنائي عاجل

مديرية شرطة باريس أكدت فتح تحقيق رسمي بتهمة “التحريض على الكراهية بسبب الانتماء العرقي أو الديني”، حيث أوكلت القضية إلى وحدة التحقيقات الجنائية، وسط تأكيدات من مكتب المدعي العام بضرورة الكشف عن الجناة في أسرع وقت.

فضيحة تدنيس مساجد باريس: رؤوس خنازير تُشعل الغضب والتحقيقات تتسع

رئيس شرطة باريس، لوران نونيز، وصف الواقعة عبر منصة “إكس” بـ”الأعمال الدنيئة”، مؤكداً أن البحث جارٍ لتوقيف المتورطين.

ردود فعل رسمية قوية

وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، عبّر عن تضامنه مع المسلمين المتضررين، قائلاً: “مهاجمة أماكن العبادة عمل جبان وغير مقبول… الجمهورية قائمة على حرية المعتقد وممارسة الدين دون خوف”.

من جهتها، أعلنت عمدة باريس، آن هيدالغو، نيتها اتخاذ إجراءات قانونية ضد الفاعلين، مشددة: “كفى! هذه أعمال عنصرية مشينة لا مكان لها في مدينتنا”، وأكدت تضامنها الكامل مع الجالية المسلمة.

الجالية المسلمة تدعو للوحدة

في المقابل، ندّد عميد مسجد باريس، شمس الدين حفيز، بما أسماه “خطوة جديدة ومؤسفة في تصاعد الكراهية ضد المسلمين”، محذراً من خطورة هذه الأفعال على وحدة المجتمع الفرنسي، وداعياً إلى “تعزيز التضامن الوطني لمواجهة الانزلاق نحو التطرف والكراهية”.

تصاعد القلق من خطاب الكراهية

تأتي هذه الحادثة في سياق أوسع يشهد فيه المجتمع الفرنسي تنامياً لحوادث الإسلاموفوبيا والاعتداءات الرمزية على أماكن العبادة، ما يضع السلطات أمام تحديات جدية للحفاظ على قيم التعايش والحرية الدينية التي تقوم عليها الجمهورية الفرنسية.

وأكد مكتب المدعي العام في باريس المعلومات، في الدوائر 15 و18 و20 من العاصمة، وكذلك في منطقة مونتروج، مشيرا إلى أن وحدة التحقيقات الجنائية التابعة لمديرية شرطة باريس فتحت تحقيقا “بتهمة التحريض على الكراهية المتفاقمة بسبب التمييز على أساس العرق أو الدين”.