التحديات الجديدة للدخول المدرسي 2025-2026

لن يكون الدخول المدرسي 2025/2026 كغيره من المواسم، فقد اعتمدت وزارة التربية الوطنية منشورا إطارا طموحا يضع صحة وأمن التلاميذ في قلب الأولويات. ومن بين التحديات البارزة، إقرار فحوصات طبية دورية في المؤسسات التعليمية لكشف حالات الاستهلاك والإدمان على المخدرات أو المواد المؤثرة نفسيا لدى التلاميذ.

هذا الإجراء المبتكر يترجم القلق المتزايد إزاء انتشار الآفات الاجتماعية في الوسط المدرسي. وستعبأ وحدات الكشف والمتابعة لرصد أي وضعية خطر وضمان التكفل الفوري بها.

إذا كانت مكافحة المخدرات تمثل جديد المنشور، فإنه من بين التحديات التي أكدت عليها الوزارة أيضا هي ضرورة الحفاظ على التضامن المدرسي، باعتباره رافعة أساسية لتقليص اللامساواة، وتشمل هذه الإجراءات توزيع الكتب المدرسية مجانا قبل الأسبوع الأول من الدراسة.

كما يُنتظر توزيع المساعدات المادية (المحافظ، اللوازم المدرسية، الأجهزة السمعية)، كلها إجراءات تهدف إلى ضمان تكافؤ الفرص.

تحتل المطاعم المدرسية مكانة مهمة ضمن الأولويات، حيث يجب أن تفتح منذ اليوم الأول للدخول المدرسي وأن تعمل تحت المراقبة اليومية. وتسعى الوزارة إلى تعميم الولوج إلى المطعم المدرسي من خلال تشجيع إنشاء مطاعم مركزية وتحويل المطاعم العادية عند الضرورة.

ويطالب أيضا باحترام المخطط الأسبوعي للوجبات، الذي تضعه مجالس التنسيق على مستوى البلديات، وتسريع استلام المطاعم المدرسية الجديدة وضمان تعميم الوجبات الساخنة، بفضل تعيين طباخين مؤهلين بالتنسيق مع الجماعات المحلية.

ويولي المنشور أهمية كبيرة لأمن المؤسسات التعليمية، وستجهز المتوسطات والثانويات تدريجيا بكاميرات المراقبة، التي ستركب بالتنسيق مع أجهزة الأمن، بهدف حماية التلاميذ ومنع الانحرافات الاجتماعية في محيط المدارس.

وعلى الصعيد التنظيمي، ستوجه عناية خاصة للنقل المدرسي، وهكذا، يتعين على مديريات التربية وضع مخطط دقيق قبل 31 أوت الجاري، بالتشاور مع الجماعات المحلية ومديريات النقل. والهدف مزدوج: تلبية احتياجات التلاميذ ومراقبة استعمال الحافلات بدقة، لتجنب استغلالها لأغراض أخرى غير النقل المدرسي. وستأتي حافلات جديدة لتعزيز الأسطول الموجود، ولن يُعيّن لهذه الخدمة الحساسة سوى سائقين مؤهلين.

تشكل إدارة المدرسين والموظفين التربويين محورا رئيسا آخر في المنشور. وقد حددت عشرة إجراءات، منها ترسيم الأساتذة المتربصين المستوفين للشروط، وتسوية الحركات السنوية للموظفين لضمان توازن أفضل في المؤسسات، وإعادة تعيين الأساتذة الفائضين حسب الحاجيات البيداغوجية، بالإضافة إلى إدماج خريجي المدارس العليا للأساتذة في الأطوار المطابقة لتكوينهم الأولي.

من جهة أخرى، ستطلق مسابقات خارجية للتوظيف في سبع رتب إدارية: مقتصد، مساعد مقتصد، مستشار توجيه، مراقب التعليم المتوسط والثانوي، مربي متخصص، مساعد مخبر ومتصرف رئيسي بالمخبر.

على الصعيد المالي، أعلنت الوزارة عن تسوية تعويضات المتعاقدين والمؤقتين ابتداء من الفاتح نوفمبر، وصرف علاوات المردودية للفصل الثالث قبل الدخول المدرسي، وتوزيع منحة التمدرس قبل استئناف الدروس ، وفيما يخص السكنات الوظيفية، ذكّرت الوزارة بضرورة التطبيق الصارم للقرارات القضائية بالطرد في حالة الإشغال غير القانوني، ومنعت أي إسناد جديد خارج النظام الرقمي الموحد.