آخر الأخبار

هكذا أغرق الغرب دولًا فقيرة بجبال نفايات الملابس!

شارك

تتصاعد الأصوات في العالم ضد جريمة بيئية صامتة تقودها دول الغرب عبر تصدير ملايين الأطنان من الملابس المستعملة والمهملة إلى دول فقيرة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية وحتى آسيا.

من جهتها، نشرت صحيفة Ouest-France في عددها الصادر، الثلاثاء، تقريرًا صادمًا يوضح حجم الكارثة. فالتشيلي مثلًا تستقبل سنويًا نحو 60 ألف طن من الملابس القديمة، بينما يتدفق على غانا ما يقارب 15 مليون قطعة كل أسبوع أي ما يعادل 260 ألف طن في السنة. هذه الكميات الضخمة تتحول إلى جبال من النفايات التي تدفن أو تحرق في العراء، مسببة تلوثًا هائلًا للتربة والهواء والمياه.

وتتحول في صحراء أتاكاما شمال التشيلي، مساحات شاسعة إلى مقابر للنسيج حيث تظهر صور نساء يبحثن بين الأكوام عن ثياب صالحة للاستعمال. ويتكرر المشهد نفسه في أكرا عاصمة غانا حيث يصل حجم النفايات إلى تلال يتجاوز ارتفاعها عشرة أمتار، حسب شهادات ميدانية.

من جهتها، ترى الخبيرة فلور برلينجن، مؤلفة كتاب “الاستخدام الجيد للموارد ” والصادر سنة 2025، والتي كانت مديرة سابقة لجمعية “زيرو ويست فرانس” أن المشكلة عالمية ومعقدة، لأن الدول المتقدمة لا تكتفي بإنتاج كميات هائلة من النفايات بل تصدر جزءًا منها إلى الخارج في إطار قانوني.

وتشير الأخصائية إلى أن فرنسا وحدها أنتجت سنة 2022 نحو 309 ملايين طن من النفايات، بمعدل 4.6 طن للفرد، وفق بيانات الوكالة الفرنسية للبيئة والطاقة. ومن هذا الحجم الضخم، تم تصدير 4 في المائة فقط أي ما يعادل 14 مليون طن لإعادة التدوير في بلدان أخرى، بينما بقيت 96 في المائة من النفايات داخل التراب الفرنسي. غير أن قطاع النسيج يظل الأكثر إثارة للجدل، إذ يتم توجيه الملابس القديمة إلى دول فقيرة عاجزة عن معالجتها بالطرق السليمة، لتتحول إلى مصدر للتلوث والمرض.

وتكمن المعضلة الكبرى في تنامي ثقافة الاستهلاك السريع والموضة السريعة “فاست فاشن” التي أغرقت العالم بكميات تفوق قدرة إعادة التدوير. فبدل أن يكون سوق الملابس المستعملة وسيلة تضامن وإعادة استخدام، تحول اليوم إلى قنبلة بيئية تهدد صحة السكان وتدمر النظم الإيكولوجية المحلية.

وهكذا يؤكد التقرير أن دول الجنوب تدفع ثمن رفاهية دول الغرب في الشمال وأن الحل لا يكمن فقط في تحسين التدوير، بل في إعادة النظر في أنماط الاستهلاك والإنتاج عالميًا. وإلا فإن هذه المقابر النسيجية ستظل تكبر لتصبح كارثة بيئية وإنسانية عابرة للقارات.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا